أعلن رئيس حزب "الغد" الليبرالي موسى مصطفى موسى عزمه خوض سباق الانتخابات الرئاسية في مصر المزمع إجراؤها في مارس/ آذار المقبل.
ونقلت صحيفة الأهرام المصرية المملوكة للدولة عن موسى قوله إنه "استوفى جميع الأوراق المطلوبة وجمع 47 ألف توكيل تأييد و26 استمارة تزكية من نواب البرلمان".
وأوضح موسى أنه أجرى يوم أمس الأحد الكشف الطبي وسيتقدم بأوراق ترشحه للجنة العليا للانتخابات اليوم الاثنين الذي يعد آخر يوم لتلقي طلبات الترشح.
وذكر أنه لم يترشح في الوقت الضائع وأن الحزب يفكر في أمر الترشح منذ 10 أيام وبدأ بجمع التوكيلات في هدوء، مؤكدًا أن الحزب يملك أفكارًا سيعرضها على الشعب المصري في إطار منافسة شريفة.
يذكر أن موسى أسس حملة "مؤيدون" وحضر احتفالية "كلنا معاك من أجل مصر" مطلع الشهر الجاري إعلانًا منه لتأييد السيسي لفترة رئاسية ثانية، قبل أن يعلن حزبه ترشحه للمنصب ذاته.
ويشترط لقبول أوراق المرشح للانتخابات الرئاسية في مصر حصوله على تزكية من 20 نائباً في البرلمان على الأقل (من أصل 596 عضواً)، أو جمع توكيلات بتأييد ترشيحه من 25 ألف مواطن يمثلون 15 محافظة على الأقل (من أصل 27)، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة، وكذلك إجراء الكشف الطبي.
وهو موقف مغاير لما نشره موسى مصطفى موسى عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" في 23 يناير/ كانون ثاني الجاري، عبر صورة يعلن خلالها دعم رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، بالانتخابات الرئاسية.
وتأسس حزب الغد في 2004 على يد السياسي المصري أيمن نور، الذي حصل على المركز الثاني في أول انتخابات رئاسية تعددية عام 2005 رغم الانتقادات التي وجهت لها بأنها "صورية".
ثم دار نزاع حاد بين رئيس الحزب أيمن نور ونائبه موسى مصطفى موسى على رئاسة الحزب منذ سبتمبر/ أيلول 2005 حتى أصبح يوجد هيكلان حزبيان يدعي كل منهما أنه حزب الغد ويتحدث باسمه.
وفي مايو/ أيار 2011، حسمت لجنة شؤون الأحزاب الصراع بالاعتراف بموسى رئيسا للحزب، ومن ثم شرع نور في تأسيس حزب جديد اسمه "غد الثورة".
والأربعاء الماضي، تقدم السيسي بأوراق ترشحه للانتخابات، ليكون المرشح المحتمل الوحيد للرئاسيات المقبلة حتى الآن، في ظل تراجع 4 مرشحين محتملين، 3 منهم لأسباب تتعلق بالمناخ السياسي العام في مصر، والرابع لم يعلن السبب، فيما رفض حزب الوفد خوض رئيسه السيد البدوي السباق والبقاء على تأييد السيسي.
والثلاثاء الماضي، استبعدت الهيئة الوطنية للانتخابات اسم الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق، من كشوف الناخبين، بعد ساعات من استدعاء المدعي العام العسكري له للتحقيق معه، عقب إعلان الجيش أن عنان لا يزال بالخدمة وفق قوانين منظمة للشأن العسكري.
وليست هي المرة الأولى، فقد شهدت مصر في السابق موقفًا مشابهًا "مرشح رئاسي يعلن دعمه وتأييده للمرشح الآخر". حدث ذلك في عام 2005 عندما أعلن رئيس حزب الأمة أحمد الصباحي ترشحه لرئاسة الجمهورية، وفي الوقت نفسه أعلن أنه سيعطي صوته للرئيس المخلوع حسني مبارك.
وبإجراء بحث سريع على اسم موسى مصطفى موسى على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تجد صفحته الشخصية. وبصرف النظر عن الأخطاء الإملائية الفجّة، فإنك ستفاجأ بأنه وضع صور السيسي كصورة غلاف لصفحته وكتب تعليقًا عليها "من أجل مصر.. نؤيدك رئيسا لمصر"، وذلك في إطار حملة "مؤيدون" لترشيح السيسي لانتخابات الرئاسة 2018.
والملصق الذي وضعه موسى مصطفى موسى على صفحته الشخصية على "فيسبوك" أثار موجةً من السخرية والاستهجان، حيث كتب أحد المعلقين ساخرًا "يعني نازل ضد واحد حاطه صورة غلاف وقولنا قشطة، لكن تعمل لايك لنفسك!! بس هعصر ع نفسي ليمون وانتخبك عشان انت مش السيسي". وكتب آخر معايرًا "الكومبارس أهو". بينما قال أحدهم "ويح أمة ضحكت من غباوتها الأمم".
ودعت قوى معارضة، أمس الأحد، إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة التي تجرى في مصر في مارس/ آذار المقبل بسبب "موجة القمع التي أدت إلى انسحاب منافسين للسيسي".
وقالت هذه القوى في بيان "ندعو شعبنا العظيم لمقاطعة هذه الانتخابات كليّا وعدم الاعتراف بأي مما ينتج عنها".
ومن الموقّعين على هذا البيان عبد المنعم أبو الفتوح، وهو إسلامي حصل على نحو خُمس عدد الأصوات في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي جرت في 2012، وهشام جنينة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، ومحمد أنور السادات العضو السابق في مجلس النواب والذي ألغى خططه للترشح.