أكد نادي الأسير، أن إدارة معتقلات الاحتلال تُمعن في انتهاكها لحق الأسرى بالرعاية الصحية، وتنتهج سياسات متعمدة للانتقام منهم، منها: المماطلة في تقديم العلاج ونقلهم للمستشفيات، عدا عن الأخطاء الطبية التي يتعرضون لها، وطريقة نقلهم عبر عربة "البوسطة"، التي تُعتبر وسيلة عقابية أخرى لهم تزيد من أوجاعهم ومعاناتهم.
ونقل محامو نادي الأسير، في بيان اليوم الثلاثاء، عن الأسيرين المريضين علاء إبراهيم الهمص من غزة، ومحمد أحمد الخطيب من بيت لحم: "استمرار وتفاقم معاناتهما الصحية جراء ما تتبعه إدارة معتقلات الاحتلال بحقهما."
فالأسير الهمص والمحكوم بالسجن لمدة (29) عاما، يعاني منذ سنوات من مشاكل صحية مزمنة، بدأت معه في عام (2012) بعد أن أصيب بمرض السّل، وتسبب العلاج الذي قدمه أطباء الاحتلال بمضاعفات خطيرة له، أدت إلى إصابته بورم في الغدة الليمفاوية، ومشاكل صحية أخرى؛ وفي آخر زيارة أجراها محامي نادي الأسير له في معتقل "ريمون"، أكد أن وضعه الصحي يزداد سوءا، فهو بحاجة إلى إجراء عملية جراحية لوجود تمزق في منطقة الورك، يتسبب بخروج الدم منها، إضافة إلى ما يعانيه من التهابات مزمنة في المعدة والمريء، ورغم هذا فقد تقدم الأسير بالتماس لإدارة معتقل "ريمون" من أجل نقله إلى ما تسمى بـ"عيادة معتقل الرملة"، إلا أن إدارة معتقل الرملة رفضت استقباله، وهو الآن ينتظر قرار المحكمة من أجل البت في عملية نقله.
أما الأسير محمد الخطيب والمحكوم بالسجن المؤبد و(20) عاما، والذي وقع ضحية لخطأ طبي في أواخر العام المنصرم، لم يتمكن على إثره من استعادة قدرته على المشي أو تحريك أرجله بشكل طبيعي، وحسب رواية الأسير: في تاريخ الخامس والعشرين من تشرين الأول الماضي، وبينما كان يمارس الرياضة شعر بآلام في الخاصرة ونُقل إلى عيادة معتقل "نفحة"، وقام الطبيب بخلط مادتين معاً داخل حقنة، وطلب من الممرض أن يعطيه إياها في فخذه اليسرى، حيث قام الممرض بحقنها بقوة تسببت له بآلام شديدة لم يحتملها وصرخ من شدتها، وبعد أن أفاق من النوم لم يتمكن من تحريك رجليه، ورغم تقديم بعض العلاجات له منذ أكثر من شهرين إلا أنه لم يشعر بتحسن.
يُشار إلى أن نحو (700) أسير في معتقلات الاحتلال من المرضى هم بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، منهم نحو عشرة أسرى محتجزون بشكل دائم في "عيادة معتقل الرملة" أبرزهم: خالد الشاويش، ويوسف النواجعة، ومنصور موقدة، وأشرف ابو الهدى، ومعتصم رداد، وناهض الأقرع، وصالح صالح، ومحمد ابو خضر بشارات، وأيمن الكرد إضافة إلى الأسير سامي ابو دياك، علما أن غالبيتهم يتنقلون على كراسي متحركة.