لم تكن تدركُ سحر أنَّ زوجها قد يخونها، ولم تكن تدركُ أيضاً أن تكون المرأةُ التي يخونها معها هي أمُّها. هي فتاةٌ عشرينية، تعيشُ مع زوجها بسلام في منزلها الزوجي، إلاَّ أنَّ هذا السلام لم يدُم طويلاً. خلال فترةٍ من الفترات، شعرت سحر بتبدل في مشاعر زوجها تجاهها، كما أنَّها لاحظت أنَّه لم يعد يعرها الإهتمام الكافي، رغم وجود قصة حب جمعتهما قبل الزواج. مراراً وتكراراً، حاولت سحر التحدث مع زوجها لفهم أسباب تغيُّره، ولكنه أنكر ذلك، موهماً إياها بأنه لا يزال يحبها، خصوصاً وأنها في الشهور الأخيرة للحمل، وهو ينتظر مولودهما الأول.
رغم ذلك، إلاَّ أنَّ الشكوك بقيت تراودُ سحر، ولاحظت تسلل زوجها ليلاً للتحدث في هاتفه لفترات طويلة لمراتٍ عديدة، حتى أيقنت وجود امرأةٍ أخرى في حياته. وذات ليلة، استطاعت سحر الحصول على هاتف زوجها لتجد مكالمات ورسائل ساخنة مع رقمٍ مجهول. وبسرعة البرق، قامت بحفظ الرقم في هاتفها أملاً بالوصول إلى هوية صاحبة الرقم ومعرفة طبيعة العلاقة التي تجمعها بزوجها.
بعد فترةٍ قليلة، دخلت سحر في مخاض الولادة، واشتدَّت آلام الحمل عليها. حضرت أمها لمساعدتها والجلوس معها حتى تضع مولودها. مرَّ اليوم الأول والثاني، ولاحظت سحر وجود مشاعر وعلاقة خفية تجمع زوجها بأمها، فتذكرت أيام الخطوبة لتقول: "منذ الخطوبة وأنا ألاحظُ أنّ زوجي يحدق بملامح أمي التي لم يظهر عليها كبر السن، وتبدو أصغر مني عمراً. لكن رغم ذلك، لم يخطر ببالي وجود علاقة بينهما".
وتابعت سحر: "استمر الزوج في حديثه وتغزله بأمي، إلاَّ أن هذا الأمر لم يكن يزعجني باعتبارها بمكانة والدته. لكنني لاحظت تصرفات غريبة بينهما جعلتني أشهر بالرهبة والخوف".
وتضيف: "قبل ولادتي حضرت أمي للمكوث بجانبي، وشاهدت تقبيل زوجي ليدها بطريقة تثير الدهشة".
مع ما شاهدته وشعرت به، استجمعت سحر شجاعتها وواجهت الأم بما يدور في ذهنها من شكوك، فنهرتها وصممت على ترك المنزل والعودة للإقامة بمفردها داخل شقتها، خصوصاً أنها سيدة أرملة قائلةً: "تحدثت مع أمي لكي لا تسمح بهذه التجاوزات مرة أخرى، غضبت وتركت المنزل وقالت إنها لا تريد أن تراني بعد ذلك".
في اليوم نفسه، عاد الزوج من عمله ليفاجأ برحيل الأم، وعلم بوجود مشادات كلامية بين سحر وأمها، فتشاجر معها. وليلاً، خرج إلى شرفة المنزل ليتحدث على هاتفه، واتضح لسحر أنه نفس الرقم المجهول الذي احتفظت به داخل هاتفها. وللتأكد من هذا الأمر بشكلٍ أكبر، قامت سحر بشراءِ شريحة هاتف جديدة وقررت المواجهة. اتصلت سحر بالرقم، وكانت الصاعقة عندما سمعت صوت المجيب، وأدركت أنها والدتها.
وبعد ذلك، واجهت سحر زوجها بكل ما عرفته، ولم تستطع الأم إنكار أي شيء، بعدما فضحها صوتها. اعترف الزوج والأم بوجود علاقة بينهما، فقررت سحر ترك المنزل والذهاب لعند عمها، كما لجأت إلى محكمة الأسر بمصر الجديدة، وقررت رفع دعوى خلع ضد زوجها.