كشفت شخصيات مقدسية، عن إفشال مخطط لنقل الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من الهاشميين إلى آل سعود، وتحديداً إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأوضحت صحيفة "العربي الجديد"، التي تصدر في العاصمة البريطانية لندن، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن شخصيات مقدسية سَعَت لتشكيل وفد يضم رجال دين، مسلمين ومسيحيين، للذهاب لمبايعة بن سلمان وصياً على الأماكن المقدسة في المدينة، محاولة جرى إفشالها، كما أبلغ عنها مسؤول ملف القدس في حركة "فتح"، حاتم عبد القادر، بعد تسرب معلومات حولها استدعت تدخل القيادة الفلسطينية.
وأكد مصدر أردني، أن عمّان، صاحبة اليد الطولى في القدس، تابعت الأمر منذ بدايته، متحفظاً على توجيه الاتهام إلى السعودية بالوقوف خلفه.
وقال المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه، "توجد فئة معزولة من المقدسيين تسعى للإضرار بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية. لا يمكن اعتبار الأمر مخططاً سعودياً، بقدر ما يمثل محاولات بائسة يتصدى لها الأردن ويتصدى لها المقدسيون أنفسهم".
لكن المحاولة السعودية ليست الأولى لخدش الوصاية الهاشمية، فقد سبقها في ديسمبر الماضي، اعتراضُ وفدٍ سعودي، خلال اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في المغرب، على "الوصاية الهاشمية"، التي رأى فيها عائقاً أمام منح القدس "بُعداً إسلامياً"، وهو اعتراض تؤكده مصادر برلمانية أردنية، رغم نفيه من قبل رئاسة البرلمان.
وقال رئيس الديوان الملكي الأسبق، عدنان أبو عودة، إن "الحكومة الأردنية تريد تبريد الموضوع".
وتعود الوصاية الهاشمية على القدس إلى العام 1924، عندما بايع المقدسيون الشريف الحسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى والمدفون في الحرم القدسي، راعياً للمقدسات. وهي الرعاية/الوصاية التي جرى التأكيد عليها في مناسبات عدة، آخرها الاتفاقية الموقعة بين
يشار، إلى أن الإدارة العامة لأوقاف القدس، المسؤولة عن المسجد الأقصى وغيرها من المقدسات الإسلامية والمسيحية، هي إحدى المديريات التابعة للأوقاف الأردنية، ويبلغ عدد موظفيها نحو ألفٍ، يتقاضون رواتبهم من موازنة وزارة الأوقاف.