بعنوان "شهر عسل بين مصر وحماس تحت رعاية السعودية"، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الجهود السعودية للوقوف أمام إيران أجبرت مصر على التقارب مع "حماس" وتحريك الاتصالات بشأن التهدئة طويلة الأجل مع إسرائيل.
وأضافت أن "القاهرة أعلنت عدم اعتبار حركة حماس تنظيمًا إرهابيًا وبعدها بأيام قررت فتح معبر رفح الحدودي لمدة أسبوع، ليس فقط لحركة الأفراد وإنما البضائع أيضاً، ومن بينها الأسمنت ومواد البناء، وفي المقابل تلتزم حماس بعدم العمل خلال الأنفاق وتتوقف عن مهاجمة مصر إعلامياً".
وأشارت إلى أن "الاتفاق بين الجانبين تم في لقاء جمع بين رئيس الاستخبارات العامة المصرية خالد فوزي وبين مسؤولين حمساويين، وعلى مايبدو يعتبر هذا هو لقاء العمل الأول بين مسؤولين من الجانبين منذ إعلان حماس كتنظيم إرهابي في مصر قبل إلغاء هذا الأمر".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري مشارك في الاتصالات مع "حماس" قوله إن "تعيين سفير مصري جديد في تل أبيب بعد استدعاء سلفه قبل 3سنوات، ليس منفصلاً عن التقارب بين القاهرة وحركة حماس؛ فمصر تهتم دائمًا بالحفاظ على سياسة متوازنة ولا تريد أن تبدو كمن تأتي علاقاتها بالحركة الفلسطينية على حساب التعاون مع إسرائيل، وتعيين السفير الجديد وإرساله إلى تل أبيب هو خطوة هامة جداً، تؤكد على أن مصر بصدد مرحلة جديدة في علاقاتها مع حماس بوجه خاص ومع السلطة الفلسطينية بوجه عام".
وأضافت أن "مبادرة التقارب بين القاهرة وحماس، ليست مبادرة مصرية؛ فقد تحولت الحركة الفلسطينية إلى ورقة في التحركات الاستراتيجية التي تقوم بها السعودية خلال الشهور الأخيرة، بهدف إنشاء درع ضد المد الإيراني، خاصة مع اقتراب موعد التوقيع على اتفاقية النووي مع طهران".
وذكرت أنه مع تولي الملك السعودي سلمان الحكم في يناير الماضي، التقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو الذي اقترح عليه التقارب مع حماس".
وأشارت إلى أنه "في ظل هذا المثلث، أقحمت تل أبيب، والتي ستحتاج إلى من يقنعها بالسماح بإعادة إعمار قطاع غزة، وعدم مهاجمة الأخير الأمر الذي قد يعرض جهود الرياض للخطر، وعلى هامش هذه الجهود بدأت تجرى لقاءات سرية بين مبعوثين قطريين ومن الاتحاد الأوروبي، والذي ينوون تحقيق اتفاق للهدنة طويل الأجل في غزة".
وختمت الصحيفة قائلة: "سؤال آخر يطرح نفسه؛ وهو كيف ستؤثر منظومة العلاقات المتبلورة بين مصر والسعودية وحماس على المفاوضات بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية، ووفقاً لمسؤول في الأخيرة -لم تذكر اسمه- فإن السعودية ومصر لم تبديا أي اهتمام باستئناف المفاوضات".
وأضاف المسؤول الفلسطيني: "مصالح القاهرة والرياض إقليمية وهذه المصالحة تتضمن تقارب مع حركة حماس، وفي نهاية الأمر ستكون تل أبيب هي المستفيدة الأساسية من المنعطف الجديد، وسيكون لديها اتفاق تهدئة مع حماس، وستتحول إلى ضلع هام في المثلث السعودي المصري الحمساوي ولن تضطر إسرائيل إلى الجلوس للتفاوض مع محمود عباس رئيس السلطة.