قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا "إننا نرفض وبشكل قاطع ما أعلنته ما تسمى ببلدية القدس التي تسعى لفرض ضرائب باهظة على المؤسسات الكنسية في القدس وعلى غيرها من المؤسسات الأممية".
وأضاف أن هذا الإجراء الإسرائيلي الأخير إنما يعتبر إمعانًا في التعدي واستهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها في المدينة المقدسة.
جاء خلال لقائه صباح السبت عددًا من ممثلي وسائل الإعلام حول مسألة اعتزام بلدية الاحتلال فرض ضرائب باهظة على عقارات الكنائس والمؤسسات الأممية بالمدينة المقدسة.
وأوضح أنه في الوقت الذي فيه تستهدف أوقافنا وتسرق منا بطرق غير قانونية وغير شرعية، تخطط السلطات الاحتلالية في هذه الأيام لفرض ضرائب باهظة على الكنائس والأديرة ومؤسساتها بالقدس في محاولة هادفة لإفراغ البلدة القديمة من المؤسسات المسيحية، وتهميش وإضعاف الحضور المسيحي الوطني في البلدة القديمة بنوع خاص.
وأشار إلى أن" الكنائس موجودة في القدس قبل قيام دولة إسرائيل، وهنالك كنائس يعود تاريخها إلى القرن الرابع والخامس للميلاد وقد جرت العادة أن تكون دور العبادة ومؤسساتها معفية من الضرائب، فهذا ما كان سائدًا في الحقبة الأردنية وفترة الانتداب البريطاني والفترة العثمانية وما قبلها".
وذكر أن السلطات الاحتلالية تأتي اليوم لكي تغير هذا الواقع في محاولة هادفة لبسط سيطرتها على مدينة القدس وتهميش وإضعاف الحضور المسيحي بشكل خاص والحضور العربي الفلسطيني بشكل عام.
وأكد قائلًا "لن نستسلم لهذه القرارات الجائرة المشبوهة، والتي هدفها إضعاف وجودنا وتهميش حضور كنائسنا في مدينة القدس، والنيل أيضًا من الدور التربوي والإنساني والاجتماعي الذي تقوم به المؤسسات المسيحية في المدينة المقدسة".
ووصف ما يحدث بمؤامرة كبيرة تستهدف مدينة القدس، قائلًا "قلنا في الماضي بأن القدس في خطر شديد ونكرر هذا القول الآن فما يحدث في مدينتنا هو أمر خطير جدًا في ظل وضع فلسطيني داخلي تسوده الانقسامات، وفي ظل وضع عربي مأساوي وانحياز أمريكي وغربي لإسرائيل".
وتابع "قد وصلت ذروة هذا الانحياز بإعلان الرئيس الأمريكي الأخير حول القدس وخطاب نائبه لدى زيارته إلى المدينة المقدسة، هذا الخطاب الذي كان مليئًا بالمغالطات، كما أنه تميز بتجاهله للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني".
وناشد الكنائس المسيحية في العالم أن يلتفتوا إلى القدس التي تتعرض لاستهداف غير مسبوق، فأوقافنا الأرثوذكسية مستهدفة ويتم التآمر عليها، كما أن هذه القوانين الإسرائيلية الجائرة تزيد الوضع تفاقمًا وتعقيدًا وخطورة.
وأردف قائلًا "نعلم جيدًا خطورة المؤامرة التي تستهدفنا ونعلم جيدًا أن هنالك أدوات مسخرة في خدمة الاحتلال، فالعملاء والمرتزقة والسماسرة منتشرون هنا وهناك ونحن نعرفهم جيدًا ونعرف دورهم وما يقومون به في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة من تاريخ مدينتنا".
وتابع "لن نتعاطى مع القرار الإسرائيلي الأخير ونتمنى أن تقوم كافة الكنائس بالإعراب عن رفضها لهذا الإجراء وألا تتعاطى معه إطلاقًا، فلا يجوز للسلطات الإسرائيلية أن تتدخل في شؤون كنائسنا، ولا يجوز لها أن تمارس ضغوطاتها على مؤسساتنا الكنسية".
وأكد المطران حنا "لن نرضخ للضغوطات والابتزازات الإسرائيلية، ولن نترك مدينة القدس لقمة سائغة للمتآمرين عليها".
وناشد أبناء القدس مسيحيين ومسلمين بأن يكونوا معًا وسويًا عائلة واحدة وفي خندق واحد بالدفاع عن القدس ومقدساتها وأوقافها ومؤسساتها.
وشدد قائلًا "لن نسمح بأن تمر هذه القوانين الجائرة، ولن نسمح بأن تمر الصفقات المشبوهة التي تستهدف أوقافنا، فالقدس لنا وستبقى لنا عاصمة روحية ووطنية للشعب الفلسطيني".
وأضاف "بوحدتنا الوطنية وثباتنا وصمودنا في هذه المدينة المقدسة نحن قادرون على إفشال كافة المؤامرات التي تستهدفنا جميعًا ولا تستثني أحدًا على الإطلاق".