قامت الحكومة البرازيلية بإستثناء شركة أمن إسرائيلية من العمل في أولمبياد 2016، التي ستقام في ريو دي جانيرو، بعد حملة قام بها ناشطون متضامنون مع فلسطين، بحسب تقرير لتشارلوت سلفر، نشره موقع "إلكترونيك انتفاضة" (الانتفاضة الإلكترونية).
ويشير التقرير إلى أن شركة "إنترناشيونال سيكيورتي أند دفنس سيستمز" (ISDS)، كانت أعلنت عام 2014 عن حصولها على عقد بقيمة 2.2 مليار دولار مع الحكومة البرازيلية للقيام بتنسيق أمن الأولمبياد. وقد وصفت صحيفة "ذي تايمز أوف إسرائيل" في وقتها الصفقة بأنها "نجاح غير مسبوق لإسرائيل"، وأعلن مسؤولون كبار في الشركة أنها قد بدأت عملها.
ويستدرك سلفر بأنه في 8 نيسان/ أبريل، نفى القسم المسؤول عن النشاطات الكبيرة في وزارة العدل البرازيلية أن تكون (ISDS) قد مُنحت العقد.
ويورد الموقع ما جاء في رسالة من الوزارة: "أي عقود أبرمتها ريو 2016 لن تنتج عنها تنازلات من الحكومة البرازيلية". واعتبرت الحملة ضد شركة (ISDS) وبعض الاتحادات العمالية البرازيلية المؤيدة هذه الرسالة اعترافا بمظالمهم.
وينقل التقرير عن المدير التنفيذي لـ(CUT)، وهو أكبر اتحادات العمال البرازيلية، جوليو تورا، قوله في بيان صحافي: "نحن سعداء أن تنأى الحكومة بنفسها عن (ISDS)، فمن غير القانوني، بل من العار استئجار شركة تطور تكنولوجيا بالتواطؤ مع الجرائم الإسرائيلية، التي لها سجل حافل من الشكاوى لمشاركتها في ديكتاتوريات أمريكا الوسطى".
ويبين الكاتب أن قرار المقاطعة هذا يأتي بعد نجاح آخر حققه ناشطو مقاطعة إسرائيل في البرازيل، ففي نهاية عام 2014، واستجابة لحملة منفصلة قامت الولاية البرازيلية ريو غراند دو سول بإلغاء عقد مع شركة أسلحة إسرائيلية "إلبيت سيستمز" لتطوير مركز أبحاث طيران ضخم.
ويذكر الموقع أن الحملة ضد شركة (ISDS)، ركزت على الضغط على الحكومة لإلغاء العقد معها؛ لأنها على علاقة وثيقة بالجيش الإسرائيلي، ولارتباطها بتاريخ قذر في وسط وجنوب أمريكا.
ويلفت التقرير إلى أن عقيداً سابقاً في الجيش الإسرائيلي قد أسس شركة (ISDS) عام 1982 في تل أبيب، وقامت بتقديم خدمات أمنية، وتدريب على "مكافحة الإرهاب" في كثير من دول وسط أمريكا، بما في ذلك القوات شبه العسكرية في هندوراس وغواتيمالا خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي.
ويفيد سلفر بأن الشركة قد ساعدت في تدريب وتسليح قوات الكونترا في نيكاراغوا، التي حاولت الإطاحة بحكومة ساندينيستا اليسارية. ويذكر إدوارد هرمان وغاري أوساليفان في كتابهما صناعة الإرهاب (1989) كيف قامت الشركة بالتدريب والمساعدة على تشكيل فرق لمحاربة الإرهاب في الجيش الغواتيمالي؛ لمحاربة المعارضة والمنظمات الشعبية، وأمدتهم بأجهزة المراقبة الإلكترونية والأسلحة والطائرات. كما دربت الشركة فرق الموت في هندوراس، بما في ذلك كتيبة 3-16، التي قامت باختطاف وتعذيب المعارضين السياسيين.
ويوضح الموقع أنه بينما يحتفل الناشطون المتضامنون مع فلسطين بقرار البرازيل، فإن تركيزهم تحول الآن إلى لجنة الأولمبياد، التي سمت شركة (ISDS) "مزودا رسميا" للألعاب. ويختم "إلكترونيك انتفاضة" تقريره بالإشارة إلى ما قاله ماريستيلا بنهيريو وهو عضو في لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني في ريو دي جانيرو: "ستكون بالتأكيد حملة قوية ضد صفقة التزويد بين ISDS ولجنة تنظيم أولمبياد 2016، وسنبقى نراقب اللجنة الحكومية المسؤولة عن الأولمبياد. فلا يمكن أن تكون الألعاب لتكريس الممارسات القمعية في بلدنا أو تأييد الأفعال غير القانونية وغير الأخلاقية".