الوضع يشبه قبيل اندلاع حرب "2014"

الأمن الإسرائيلي لـنتنياهو: امنع حرباً غير ضرورية مع غزة

الأمن الإسرائيلي لـنتنياهو: امنع حرباً غير ضرورية مع غزة
حجم الخط

يواصل الأمن الإسرائيلي منذ أيام توجيه رسائل تحذيرية للحكومة الإسرائيلية بشأن تدهور وشيك للأوضاع على جبهة قطاع غزة كان آخرها تصريحات لرئيس الأركان للجيش غادي آيزنكوت.

وحذر آيزنكوت خلال حضوره لجلسة الحكومة الإسرائيلية اليوم الأحد من خطورة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة وبخاصة أزمة الكهرباء خلال فصل الشتاء الحالي بالإضافة لمشاكل المياه والصحة وغيرها.

وقال آيزنكوت بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية إن "تقاطع عدة مسببات من شأنها تسريع عجلة مواجهة جديدة قد تقع في العام الحالي 2018".

وبحسب مسؤولين ومؤسسات دولية فإن سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة يعانون من أوضاع غاية في التعقيد بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد والإجراءات العقابية التي يفرضها رئيس السلطة محمود عباس على القطاع.

ويرى مراقبون للشأن الإسرائيلي أن تسخيناً إعلامياً إسرائيلياً يجري حالياً إذ دأب محللون عسكريون إسرائيليون على إطلاق تحذيراتهم من حرب وشيكة مع القطاع ما لم تتدارك الحكومة الوضع وتحاول منعها بدلاً من انتظارها.

وسبق ذلك كشف القناة الثانية العبرية النقاب عن إرسال قادة الأمن الإسرائيلي برسالة تحذيرية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفادها أنه في حال ترك الأمور على حالها بالقطاع فالمواجهة قادمة لا محالة وذلك على الرغم من عدم رغبة اللاعبين الرئيسيين بها، في إشارة إلى الكيان الإسرائيلي وحركة حماس.

وبحسب المحللين الإسرائيليين فالصدفة والقدر فقط تمنعان اشتعال الأمور على جبهة القطاع وأن الأوضاع تشبه إلى حد كبير تلك الأوضاع التي سادت غداة الحرب الأخيرة بالعام 2014.

وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد كشفت قبل أشهر جزءاً من التوصيات العسكرية الخاصة بالعبر المستخلصة من الحرب الأخيرة على القطاع ومن بينها السعي الجاد لمنع الحرب وليس تسريعها لأن "إسرائيل" لم تبلور سياستها بعد إزاء القطاع.

تحذير قادة الأمن أيضا

ويأتي تحذير آيزنكوت بعد يوم واحد فقط من وضع قادة الأذرع الأمنية الإسرائيلية تقريرًا "شديد الخطورة" عن وضع قطاع غزة على طاولة نتنياهو، محذرين من مواجهة عسكرية حتمية إذا لم يتم تدارك الأمور.

وبحسب ما أوردته القناة "الثانية" العبرية مساء أمس السبت فإن تقديرات الوضع على صعيد القطاع خطيرة بشكل خاص، إذ بعث كبار قادة الأمن تحذيراتهم لنتنياهو مؤخرًا بشأن دلائل على تدهور دراماتيكي في الوضع الاقتصادي والإنساني داخل القطاع.

وزعمت القناة أن خطورة الوضع دفعت لدراسة إمكانية إرسال المواد الغذائية والأدوية عبر "إسرائيل" إلى غزة للمرة الأولى.

وأشارت القناة إلى أن "الوضع بالقطاع يسير نحو الهاوية ما يرفع من فرص اندلاع مواجهة عسكرية على الرغم من عدم رغبة حماس بجولة أخرى".

وشن وزراء في "الكابينت" هجومًا شديد اللهجة تجاه ما أسموه "سياسة الإفلاس التي تنتهجها الحكومة إزاء التهديد القادم من الجنوب".

وذكرت القناة أنه سبق للجيش أن حذر في ديسمبر الماضي من ذلك السيناريو بالجنوب، إذ جرى تكليف رئيس مجلس الأمن القومي ببلورة اقتراحات لتحسين الوضع بالقطاع خلال ثلاثة أسابيع، إلا أن خمسة أسابيع مرة منذ ذلك الحين ولم يقدم أيًا من هذه المقترحات على الرغم من استمرار تدهور الوضع.

وبحسب القناة، حذّر الجيش في ذلك الحين من أن وضع القطاع اليوم يشبه الوضع الذي ساد قبيل اندلاع الحرب بصيف العام 2014.

ونقلت القناة عن الجهات الأمنية قولها إن تراكم الوضع الإنساني الخطير وغياب الكهرباء والمياه وعدم دفع رواتب الموظفين، والإحباط من اتفاق المصالحة بين حماس وفتح ومواصلة الجيش تدمير أنفاق حماس، من شأنه توجيه النار باتجاه "إسرائيل" على شكل مواجهة عسكرية في المدى القريب.