فيما يلي أبرز ما تناولته الصحافة العبرية الصادرة اليوم الإثنين 12/2/2018:
نتنياهو يمنع دفع قانون فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات
تكتب صحيفة "هآرتس" أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، منع أمس الأحد، دفع قانون فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات. وقرر منتدى قادة الائتلاف، الذي اجتمع لمناقشة ما إذا سيدعم دفع القانون أو منعه في هذه المرحلة، تأجيل النقاش في أعقاب الأحداث الأمنية الأخيرة.
ووفقاً لنتنياهو، من أجل التوصل إلى تفاهمات مع المجتمع الدولي، ينبغي تجنب قرارات ستحرج الأمريكيين. وقد استخدم نتنياهو هذه الذريعة لرفض سلسلة من القوانين المتعلقة بالضم، في الأشهر الأخيرة.
ويحظى مشروع القانون الذي قدمه يواف كيش (ليكود) وبتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) بدعم واسع في الائتلاف الحكومي. ويعرض الاقتراح مخططا مماثلا للخطة التي وافق عليها مركز حزب الليكود منذ شهر ونصف. ولا يشمل ضم الضفة الغربية بأكملها، بل ضم مناطق المستوطنات فقط.
وينص مشروع القانون على أن "القانون والولاية القضائية والإدارة وسيادة دولة إسرائيل ستطبق على جميع مناطق الاستيطان في يهودا والسامرة". في هذه المرحلة، لا يحدد القانون المنطقة التي سيتم ضمها ويترك القرار لأعضاء اللجنة في الكنيست التي سيطلب منها إعداد الاقتراح للقراءة الأولى. ويخول الاقتراح وزير القضاء سن الأنظمة التي تتيح الضم بمصادقة لجنة الدستور والقانون في الكنيست.
وقال مصدر في "البيت اليهودي" لصحفة "هآرتس"، انه يعتقد بأن نتنياهو سيصد مشروع القانون. وقال: "بالنسبة لنا سيتم طرح هذا القانون كالمعتاد، لكنه من الواضح لنا أن نتنياهو سيوقف التصويت، كما يبدو، ويمنع دفع القانون".
وفي الأشهر الأخيرة، عرقل نتنياهو دفع عدة مشاريع قوانين تهدف إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على المناطق، بما في ذلك اقتراح ضم معاليه أدوميم، والقانون الذي يخضع لمنطقة نفوذ بلدية القدس المستوطنات المحيطة بها. وفي الأشهر الأخيرة، أرجأت اللجنة الوزارية المعنية بالتشريع التصويت على مشاريع قوانين إضافية، بما في ذلك قانون إلغاء الانفصال، الذي يسمح للمستوطنين الإسرائيليين بالدخول مجددا إلى أراضي المستوطنات التي تم إجلاؤها في شمال الضفة، أو القانون الذي يمنح المستوطنات في جبل الخليل الجنوبي منافع اقتصادية مماثلة لتلك التي تمنح لبلدات النقب.
الدفاعات السورية استغلت نقطة ضعف الطاقم الإسرائيلي وضربته
تكتب صحيفة "هآرتس" انه يستدل من التحقيق الأولي الذي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي حول الحادث الاستثنائي الذي أصاب خلاله صاروخ سوري مضاد للطائرات، طائرة إسرائيلية من طراز F-16i (صوفا) وأسقطها، فجر السبت، أن السوريين استغلوا نقطة ضعف في طريقة عمل طاقم الطائرة الإسرائيلي.
وكانت هذه الطائرة هي احدى ثماني طائرات من هذا الطراز، شاركت في مهاجمة مركبة القيادة الإيرانية في قاعدة T-4 بالقرب من مدينة تدمر، في العمق السوري. وقد أدار رجال فيلق القدس من داخل هذه المركبة عملية إطلاق الطائرة غير المأهولة التي تسللت إلى إسرائيل وتم إسقاطها في منطقة بيسان. وقالوا في الجيش أن إسرائيل تعقبت الطائرة الإيرانية طوال تحليقها منذ إقلاعها من تدمر، مرورا بشمال الأردن وحتى اجتياز الحدود الإسرائيلية.
ومن أجل إطلاق الصواريخ على المركبة الإيرانية، من مسافة بعيدة جداً، حلقت بعض الطائرات على ارتفاع كبير. ووفقا للتحقيق الأولي، فقد بقيت طائرة واحدة على الأقل على ارتفاع شاهق، على ما يبدو لأن الطاقم أراد التحقق من أن الصواريخ أصابت المركبة بالفعل، الأمر الذي عرضها للإصابة. ففي هذه المرحلة، أطلقت الدفاعات الجوية السورية أكثر من 20 صاروخا على الطائرات الإسرائيلية، وهو عدد مرتفع وغير عادي. وكانت الصواريخ على الأقل من نوعين: طويل المدى SA-5 وقصير المدى SA-17. وقد شوهد وابل الصواريخ بوضوح من قبل المدنيين الإسرائيليين في الشمال وحتى في وسط البلاد.
ووفقًا للتحقيقات، فقد تمكن طاقم الطائرة الرائدة من تحديد إطلاق الصواريخ تجاه الطائرات الإسرائيلية، فهبط إلى ارتفاع منخفض وتهرب من الصواريخ، بينما لم يفعل ذلك الطاقم الثاني، ما عرض طائرته للإصابة، ولكنه قبل إصابة الطائرة تمكن من مغادرتها والهبوط بالمظلات. وأصيب الطيار بجراح متوسطة فيما أصيب الملاح المرافق بجراح طفيفة. ويسود التقدير في سلاح الجو أن التحذير من الصواريخ المضادة وصل أيضا، إلى الطائرة التي غادرها الطاقم، ولكن لأسباب لم يتم توضيحها بشكل تام بعد، لم يتمكن الطاقم من القيام بمناورة التهرب الكاملة. وربما يكون الطاقم قد ركز على مهمة القصف ولذلك تصرف بشكل عرضه للإصابة.
وفى إفادة نشرتها شركة الأخبار، أمس، قال الملاح والطيار أن الانفجار وقع بالقرب من الطائرة. وقالا إن الصاروخ انفجر على مسافة معينة من الطائرة ولكنه تسبب بضرر كبير لها. وبعد سماعهما للانفجار وإدراكهما بأنهما أصيبا قررا مغادرة الطائرة خلال وقت قصير. وقالا "إن قرار المغادرة تم في غضون ثوان، ونسقنا بيننا مسـالة المغادرة". وكان الطيار، الذي أصيب بجراح خطيرة واعيا بعد الإصابة. ووفقا للتقرير فقد قال: "أنت معلق على المظلة على ارتفاع 14 ألف قدم، ولديك بضع دقائق طويلة حتى تصل إلى الأرض، ومن ثم يبدأ إجراء التبليغ عبر جهاز الاتصال".
ومن المتوقع أن يتناول التحقيق عددا من الجوانب المتعلقة بالعملية بما في ذلك تشغيل "مغلف" الحرب الإلكترونية حول الطائرات، بهدف تعطيل تحديدها ومحاولات إسقاطها، والقيام بالتدريبات الضرورية ومسألة ما إذا لم تكن أجواء الثقة المفرطة قد تغلغلت في أسراب الطيران، على خلفية حقيقة قيامها بعشرات الهجمات في السنوات الأخيرة (كما شهد القائد السابق للقوات الجوية، اللواء أمير إيشيل، في مقابلة مع صحيفة هآرتس في آب الماضي) دون أن تتعرض الطائرات للإصابة.
ويسود في سلاح الجو تقليد مهني طويل بإجراء التحقيقات المتعمقة، لذلك من المعقول الافتراض أنه سيتم التحقيق في أسباب الحادث حتى النهاية. غير أن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي قالوا لصحيفة "هآرتس" إن النشاط الجوي المكثف في نهاية الأسبوع يعتبر نجاحا وأن الجيش يدرك المخاطر التي ينطوي عليها هذا النشاط، كما أنه قد يتورط أحيانا في إلحاق أضرار بالطائرات.
الجهاز الأمني يقدر أن جولة القتال الأولى مع إيران وسوريا انتهت
تكتب "هآرتس" أنه يسود التقدير في الجهاز الأمني، أن جولة القتال مع إيران وسوريا في الشمال، التي هاجمت القوات الجوية خلالها أهداف البلدين في سوريا، وتم خلالها إسقاط طائرة مقاتلة إسرائيلية، قد انتهت بالفعل. والتقييم السائد هو أن الأطراف المعنية قد استنفدت ما كان يمكن أن تحققه في الجولة الحالية. ومع ذلك، تعتقد إسرائيل أنه على المدى الطويل، من غير المستبعد حدوث اشتباك آخر مع الإيرانيين في سوريا.
وتستند هذه التقييمات، ضمن أمور أخرى، إلى البيانات التي أدلى بها كبار المسؤولين الإيرانيين في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وتسعى إيران وسوريا إلى "الاستفادة استراتيجيا" من الإنجاز غير العادي المتمثل بإسقاط الطائرة من خلال النشر علنا عن تغيير قواعد اللعب في الشمال والتهديد بان أي محاولة إسرائيلية لمهاجمة سوريا أو لبنان ستواجه ردا قاسيا.
يشار إلى أنه في معظم الحوادث التي وقعت في السنوات الأخيرة، ادعت وسائل الإعلام العربية أن القوات الجوية الإسرائيلية هاجمت شحنات الأسلحة ومستودعات الأسلحة في سوريا، التي كانت معدة لحزب الله في لبنان. وتحاول إيران وسوريا ردع إسرائيل عن شن ضربات جوية إضافية من خلال التهديد بالرد على النيران المضادة للطائرات والقيام بتصعيد متعمد للتحرك الإسرائيلي المستقبلي.
في هذا السياق، حذر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، يوئيل ستريك، أمس الأحد، من أن "واقع الحرب بين الحروب يمكن أن يتحول إلى حرب حقيقية". وقال إن إيران تسعى إلى توطيد نفسها في المنطقة و"خلق قيادة أمامية على الأراضي السورية". وأضاف "نحن لن نسمح بذلك، ومن يجتاز الحدود سيتلقى الرد المناسب". والى جانب ذلك قال إن "وجهة إسرائيل ليست التصعيد، لدينا القدرات لكننا لا نريد استخدامها". وجاءت تصريحاته هذه خلال مراسم تبادل القيادة في عصبة الجولان.
وخلال المراسم نفسها، قال قائد فرقة "باشان" المنتهية ولايته، العميد يانيف عاشور إن "إيران وحزب الله تسعيان إلى بناء محور راديكالي في المنطقة. خلال السنوات الخمس الأخيرة تجري حرب دامية في سوريا فقدت خلالها الأطراف إنسانيتها". وأضاف أن "السياج الذي يفصل بيننا لا يفصل بين دول فحسب وإنما بين ثقافات".
نتنياهو: "أوضحنا للجميع أن شروط العمل لدينا لن تتغير بتاتا"
إلى ذلك، قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في بداية جلسة الحكومة، أمس الأحد، معقبا على أحداث السبت: "لقد وجهنا ضربات قاسية إلى القوات الإيرانية والسورية، أمس، وأوضحنا للجميع أن شروط العمل لدينا لن تتغير بتاتا. سنواصل العمل ضد كل محاولة للمس بنا. هكذا كانت سياستنا وهكذا ستبقى".
وقال نتنياهو انه تحدث مع الملاح صباحا، وسره سماع أنه وقف على قدميه، وأنه طرأ تحسن كبير على حالة الطيار. وأضاف: "نحني هاماتنا لطيارينا، لجنودنا، لقادتنا وعلى رأسهم رئيس الأركان. انهم يحافظون على دولة إسرائيل ونحن نفاخر بهم".
في هذا الموضوع، قال الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، أمس، إن "إسرائيل لن تتمكن من تجاوز التهديد الإيراني لأمنها"، مضيفا: "نحن لا نتحدث عن تهديد نووي فقط وإنما عن دولة تدعم الإرهاب، ويجب على الجميع الفهم بأن إسرائيل لا تستطيع الوقوف على الحياد حين تطالب إيران بأرواحنا وتقول ذلك على الملأ".
ودعم الرئيس سلوك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في هذا الموضوع، وقال: "رئيس الحكومة كان محقا حين حذر من ذلك. فليعلم الجميع، في كل القوى العظمى والدول أننا لا تستطيع التسليم بتدخل إيران على حدودنا".
وكان ريفلين يتحدث خلال زيارته للطيارين الإسرائيليين في مستشفى رمبام، بعد إصابتهما جراء تحطم الطائرة في الشمال يوم السبت. وقال إن حالتهما جيدة جدا، وانه تحدث مع الطيار، ورغم أنه يتألم إلا أنه يتحدث بشكل واضح. وفي هذا السياق تم يوم أمس تسريح الملاح الذي أصيب بجراح طفيفة، فيما قال الأطباء أن حالة الطيار تتحسن.
وعقب الوزير نفتالي بينت، أمس، على أحداث السبت، وقال: "نحن نصر على حقنا بالعمل حيث يجب دفاعا عن أنفسنا. لن ننتظر وصول عدونا إلى السياج لكي نصده فقط. نحن نمنع توطيد إيران منذ البداية".
وأضاف في تصريح للإذاعة العبرية إن "رأس الأخطبوط هي إيران، وطالما بقينا ننزف دما أمام أطرافه وأذرعه فسنكون في وضع غير متسق، لأنهم يلعبون في ملعبنا وليس نحن لديهم. لا يمكن السماح بوضع يواصلون فيه الجلوس محصنين بعيدا عن هنا ويستنزفون دمنا. خامنئي يسره محاربة إسرائيل حتى آخر نقطة من دماء اللبنانيين والغزيين، ولكنه يشعر بالضغط الكبير عندما تصل جثث الجنود الإيرانيين إلى طهران. فكر، هل تحارب أذرع الأخطبوط أو تستهدف رأسه لكي تشل أذرعه".
مندلبليت أمر الشرطة بعدم تقديم توصياتها المتعلقة بالتحقيقات ضد نتنياهو
تكتب "هآرتس" أن المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت، امر أمس الأحد، الشرطة بعدم تقديم توصياتها المتعلقة بالتحقيقات الجارية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى حين صدور قرار بشأن الالتماس ضد نشر التوصيات. ومن المتوقع أن يؤخر هذا التوجيه نشر التوصيات التي كان من المقرر نشرها يوم الثلاثاء.
ويأتي الأمر بغرض عدم إظهار نشر التوصيات كعملية اختطاف. وقالت مصادر في جهاز تطبيق القانون، أمس، إنه ليس من المناسب نشر التوصيات قبل بت المحكمة في الالتماس. وحسب رأيهم فإن الشرطة لم تكن مستعدة، على أي حال، لنشر التوصيات في الموعد المخطط، وكان يفترض أن يتم تأجيل ذلك. وستطلب الدولة، اليوم، رفض الالتماس، ويسود التقدير بأن المحكمة العليا ستحسم الأمر خلال أيام، ما يعني أن تأخير نشر التوصيات لن يكون طويلا.
وقدم الالتماس المحامي والناشط اليميني يوسي فوكس، الذي نافس في الماضي على مقعد في قائمة حزب الليكود، وكذلك في قائمة البيت اليهودي. ويشار إلى أن فوكس هذا يترأس المنتدى القانوني لأرض إسرائيل، وعمل في السنوات الأخيرة كملتمس باسم اليمين. وكان قد قدم في السابق التماسا إلى العليا لمنع رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت من اتخاذ قرارات رسمية بسبب التحقيقات ضده.
وكتب نتنياهو على حسابه في الفيسبوك، أمس الأول انه لا يعرف عن الالتماس وليس له علاقة، مضيفا: "في كل الأحوال بات الجميع يفهمون ما هي قيمة التوصيات التي تم تسريبها قبل سنة وتم منذ ذلك الوقت نشرها مرارا في وسائل الإعلام". كما تطرق نتنياهو إلى التقرير الذي كشف بأن المليونير فولتر سوريانو هو الذي يعمل لجمع معلومات عن المحققين مع نتنياهو، وادعى انه لم يجتمع بسوريانو ولم يتحدث معه منذ ثماني سنوات. كما نفى سوريانو وجود علاقة له بالأمر.
إضراب عمال النظافة في مستشفيات القطاع
كتبت "هآرتس" أن عمال النظافة في مستشفيات قطاع غزة، قرروا الإضراب، أمس الأحد، احتجاجا على عدم دفع رواتبهم منذ أربعة أشهر، وأعلنوا نيتهم مواصلة الإضراب حتى صدور قرار جديد. ولم تدفع وزارة الصحة في رام االله الرواتب لحوالي 830 مستخدما، يعملون لدى شركات متعاقدة، والتي لم تحصل على مستحقاتها من السلطة في رام الله. ويعكس هذا الإضراب تعبيرا آخر لأزمة النظام الصحي في قطاع غزة، إلى جانب النقص الشديد في الأدوية ونقص وقود الديزل لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة أنه قد تكون للإضراب عواقب وخيمة. ويوم أمس بدأت النفايات تتراكم في أجنحة المستشفيات وظهرت بقع الدم على أرضيتها. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن الافتقار إلى خدمات التنظيف سيجبر الفرق الطبية على تأجيل العشرات من العمليات وتنفيذ إجراءات طبية حساسة في ظروف خطرة.
وتقدم شركات التنظيف خدماتها إلى 13 مستشفى وعشرات العيادات والمراكز الطبية في جميع أنحاء قطاع غزة. ووفقا للقدرة، تقدر تكلفة خدمات التنظيف في مستشفيات غزة بنحو 940 ألف شيكل شهريا. وفي الشهر الماضي، عطل عمال النظافة العمل في النظام الصحي لبضعة أيام، ولكنهم عادوا إلى العمل بعد تحويل مبلغ من المال لدفع قسم من الرواتب.
وقد تفاقمت الأزمة في النظام الصحي في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة بسبب التشويش في تدفق الأموال من الحكومة في رام الله. وتتهم السلطة حركة حماس بعدم منحها السيطرة الكاملة على قطاع غزة، بينما تدعي حماس أنها نقلت كل سلطاتها إليها.
ويجرى وفد من حماس برئاسة إسماعيل هنية محادثات مع كبار مسئولي المخابرات المصرية منذ نهاية الأسبوع. كما يتواجد وفد من حركة فتح في القاهرة. ويريد المصريون التوسط بين الجانبين وتعزيز تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية في ظل الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة.
مقالات
درس في قيود القوة.
تكتب "هآرتس" في افتتاحيتها الرئيسية، أن أحداث يوم السبت في الشمال شكلت تذكرة مؤلمة لقيود القوة الإسرائيلية. وقد أثبت إسقاط طائرة F-16 في سماء الجليل أنه لا توجد حروب خالية من المخاطر، وحتى بعد وقوع العديد من الهجمات عبر الحدود دون ضرر أو إصابات، يمكن للعدو أن يتعافى ويجد نقطة ضعف، حتى في آلة عسكرية متطورة مثل سلاح الجو الإسرائيلي. لكن المشكلة ليست فقط في القدرة على التعامل مع دفاعات سوريا الجوية، بل في تعريف الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل وسبل تحقيقها.
التهديدات العامة بان إسرائيل "لن تسمح" بالتوطيد الإيراني في سوريا وإقامة مصانع للصواريخ في لبنان، وكذلك تظاهرة استعراض العضلات التي تمثلت في جولة مجلس الوزراء في الجولان، الأسبوع الماضي، كانت خطأ. لقد أدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان نفسيهما في الفخ وقللا إلى حد كبير من حرية العمل. وإذا لم تتصرف إسرائيل وواصلت إيران ترسيخ قوة مؤثرة في سوريا بشكل عام، وفي الجولان على وجه الخصوص، فإن إسرائيل ستظهر ضعفها وسيزداد الضغط على الحكومة والجيش "للقيام بشيء ما". ومن ناحية أخرى، إذا سعت إسرائيل إلى حل عسكري لمآزقها الاستراتيجية، فإنها قد تتورط في حرب يصعب عليها الانتصار فيها.
القوة العسكرية الإسرائيلية تسمح لها بالدفاع عن حدودها والسيطرة على الأراضي المحتلة. لكنها لا تكفي لتشكيل الواقع في البلدان المجاورة. لقد فشلت إسرائيل في الماضي في محاولتها الطموحة لإدخال "نظام جديد" حتى في لبنان الصغير. وقوتها صغيرة جدا لتحديد الأنظمة في سوريا، باستثناء الحفاظ على الهدوء النسبي على طول الحدود. إن القصف المتكرر، حتى لو كان يؤخر وصول شحنات الأسلحة والمرافق، لن يمنع ازدياد قوة العدو. لقد فاز نظام الأسد في الحرب الأهلية بمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين واللبنانيين. ومن الحقائق أنه حتى بعد سبع سنوات من القتال، فإن الجيش السوري لا يزال يدير نظاما فعالا للدفاع الجوي.
يجب على إسرائيل الامتناع عن الوقوع في إغواء "العمل الانتقامي السياسي" من خلال مطالبة الرئيس الأمريكي الاعتراف بضم مرتفعات الجولان، كما اعترف بالقدس. في السنوات الأخيرة، طرحت أفكار في إسرائيل تدعو لاستغلال ضعف سوريا من أجل إرساء حقائق سياسية، ومن شأن خطوات كهذه أن تؤدي إلى تصعيد التوتر في الشمال، وإعطاء السوريين مبررات للحرب.
الدرس المستفاد من المواجهة في نهاية الأسبوع هو انه بدلا من وضع المزيد من الأهداف للتفجير، يجب على إسرائيل أن تستوعب عودة نظام الأسد إلى مكانة رائدة في سوريا برعاية إيران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. يجب على إسرائيل أن تعتاد هذا الوضع وتجد طرقا لمنع التصعيد واستعادة الردع المستقر حول "جدار البازلت" في مرتفعات الجولان. ويتعين على نتنياهو، الذي كثيرا ما يتحفظ من المغامرات العسكرية، أن يركز علاقاته الدبلوماسية ومهاراته لهذا الهدف.
وهم العقوبات على حماس
يكتب أفيف دروكر، في "هآرتس"، أن وزير الأمن افيغدور ليبرمان حدد بأن الوضع صعب لكنه لا توجد أزمة إنسانية في غزة. 40٪ من البطالة، وساعات قليلة من الكهرباء يوميا، ونقص المياه الصالحة للشرب، وحوادث رهيبة من العنف - لا تفي بالطبع بتعريف "أزمة إنسانية". قليلا من المصاعب، لا ينبغي الانكسار. وأوضح ليبرمان "موقفي واضح وتشاطرني فيه جميع جهات الأمن". ويريد القول إن رئيس الأركان أيضا يشاطره هذا الرأي. أوه، نعم، وإذا كان هناك أي شيء يمكننا القيام به لتحسين الوضع، فإننا لن نفعله من "دون تقدم بشأن قضية الأسرى"، قال.
هذه هي اللحظة التي تصبح فيها المسألة مزعجة. دعونا نترك للحظة مصير مليوني تعيس، لن تتحسن ظروفهم الصعبة بسبب "الأسرى". ففي نهاية المطاف، هذا لا يهمنا حقا. ولكن كيف يمكن لبلد عقلاني أن يرهن مصالحه الخاصة لصالح "التقدم في موضوع الأسرى"؟
لقد كان ليبرمان أحد قلة من الذين تجرأوا على معارضة صفقة شليط. ويقال لصالحه أنه عرض موقف المعارضة الثابت للدوران غير المحتمل، الذي تستعد فيه دولة للتخلي عن كل مصلحة ومبدأ لصالح صفقة تبادل. هل تتضمن حملته العدوانية، التي تشمل رحلات إلى "بيج" في أشدود والأمر بمقاطعة يهونتان جيفن، موقفا جديدا في هذه القضية؟
أنا لا أشعر بالراحة حتى لبدء كتابة الكلمات الفارغة حول فهم ألم عائلتي شاؤول وغولدين. أنا مقتنع بأنهم سئموا من هذا، وخاصة من المقولة المكملة المألوفة - "لكن الدولة ليست عائلة". عائلة غولدين تستحق الكثير من الثناء على حقيقة أنه في لحظة حاسمة من حملة "الجرف الصامد"، وافقت على طلب الجيش الإعلان عن مقتل هدار. كان يمكن لها ممارسة ضغط شديد على صناع القرار في مرحلة حساسة بشكل خاص، وتهديد قدرة رئيس الوزراء على السعي إلى وقف إطلاق النار الذي يريده.
قبل بضعة أشهر، التمست أسرة غولدين إلى المحكمة العليا، مطالبة بإجبار الحكومة على تنفيذ قراراتها الحاسمة بشأن قطاع غزة. فالعائلة تعتقد أن المعاملة القاسية ستعيد ابنها. ولذلك عارضت الاتفاق مع تركيا وقرار إعادة تزويد كمية الكهرباء السابقة لغزة. وردا على الالتماس، اضطرت الدولة إلى الاعتراف بأن مجلس الوزراء لم ينفذ قراراته بالفعل: إذ يسمح لرجال حماس وأسرهم من غزة بدخول إسرائيل، ووعدت الدولة بتنفيذ القرارات الآن. لن يدخلوا بعد.
إذا كان هناك التماس كان ينبغي للدولة أن تقول - هذا ليس قابلا للمقاضاة، بل هو مسألة سياسية-أمنية محضة، فهو هذا الالتماس. ولكن من الذي يجرؤ على مواجهة الأسرة؟
الإثقال على الظروف المعيشية للمدنيين في قطاع غزة لن يساعد على إعادة جثتي غولدين وشاؤول والمواطنين إبرا منغيستو وهشام السيد وغيرهم. لقد تم تجربة ذلك في الماضي وفشل. في عام 2000، تم تسجيل نصف مليون خروج عبر معبر إيرز، وفي عام 2017، تم تسجيل 6200 (وفقا لبيانات حركة "غيشاه" - وصول). ألا يعني هذا "الإثقال على الظروف المعيشية"؟ هذا لم يحسن أي صفقة سابقة ولن يقرب بسنتيمتر واحد إعادة الجثث والمدنيين.
في بداية عملية "عودوا يا إخوتنا"، التي تدهورت إلى حرب "الجرف الصامد"، جاء نفتالي بينت مع فكرته العبقرية بإعادة اعتقال المحررين في صفقة شليط، من دون سبب. واعترض وزير الأمن آنذاك موشيه يعلون. واستسلم نتنياهو لبينت. واعتقلتهم إسرائيل وانتهكت بشكل صارخ الصفقة السابقة. وقد أعاقت هذه الخطوة إمكانية التوصل إلى صفقة جديدة، أكثر بكثير من بضع ساعات إضافية من الكهرباء التي وافقت إسرائيل على إعطائها لغزة.
منذ 11 عاما، تحاول إسرائيل إسقاط حماس عن طريق العقوبات المدنية. الهدف مبرر، ولكنه لا ينجح. ذات مرة سئل متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن سياسة العقوبات الأمريكية على كوبا. وقال له المراسل: لقد تم فرض العقوبات طوال عقود لكن حكومة كاسترو لم تسقط. ورد المتحدث: لا يزال من السابق لأوانه فحص النتيجة. بعد ذلك جاء الرئيس أوباما وغير السياسة.
من يردع من في الشمال؟
يكتب موشيه أرنس، في "هآرتس"، أنه يجب عدم الوقوع في الخطأ، فوراء تبادل إطلاق النار بين الإيرانيين والسوريين، وإسرائيل، تختبئ القدرات العسكرية للأطراف، والتي لم يتم التعبير عنها حتى الآن. وحتى الآن، يتردد كل جانب في استغلال الإمكانات الكاملة لقدرته على التسبب في ضرر للجانب الآخر. هناك أكثر من 130 ألف صاروخ لدى حزب الله يمكن أن تصل إلى أي مكان في إسرائيل، وهي تجعل إسرائيل فعلا تقيد هجماتها. ومن ناحية أخرى، فإن قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار هائلة بلبنان، ردا على هجوم صاروخي من قبل حزب الله، تمنع التنظيم ومشغليه الإيرانيين من شن هجوم من هذا القبيل. في الوقت الحالي، تخضع إسرائيل وحزب الله للردع.
التصعيد الأخير هو نتيجة لعزم إسرائيل على منع إيران من رفع مستوى ترسانة حزب الله الصاروخية وتحسين دقتها بتكنولوجيات التوجيه الجديدة. حتى الآن، لم تتمكن صواريخ حزب الله من ضرب أهداف عينية في إسرائيل، ولذلك فإن جهود إسرائيل لمنع رفع مستواها مبررة. فتحسين دقة الصواريخ سيمكن حزب الله من ضرب أهداف عسكرية في إسرائيل. ومع ذلك، وكما هو معروف جيدا، فإن الهدف الرئيسي للمنظمة هو السكان المدنيين هنا. ولا حاجة إلى دقة عالية لمهاجمة السكان المدنيين في بلد مكتظ بالسكان مثل إسرائيل. وفي الواقع، فإن إسرائيل تعيش تحت هذا التهديد منذ سنوات، وسوف تواصل العيش في ظله - حتى من دون تحسين دقة الصواريخ - ما دام قائما. إن ترسانة حزب الله الحالية من الصواريخ تعرض للخطر الفعلي، السكان المدنيين والبنية التحتية في الدولة.
إن قدرة إسرائيل على اعتراض الصواريخ واسعة، ومن الواضح أنها الأفضل في العالم، إلا أنها لا تكفي لتوفير مظلة لا يمكن اختراقها. فمن شأن هجوم صاروخي ضخم يشنه حزب الله، حتى من الترسانة غير المحسنة، أن يسبب أضرارا جسيمة جدا. وهم يعرفون ذلك، وكذلك نحن. وتستند إسرائيل إلى أنها يمكن أن تردع هذه الصواريخ، بينما تفترض المنظمة أنها تردعها عن اتخاذ إجراءات وقائية. هل هذا الردع المتبادل مستقر؟ ليس بالضبط، إذا أخذنا في الاعتبار من هو الذي يقف في الجانب الآخر. حزب الله، يتلقى تعليماته من الله أو من آيات الله في طهران، وهو في الواقع نفسه.
طوال سنوات، كانت استراتيجية إسرائيل تقوم على ردع حزب الله. وقد ادعى أنصار هذه الاستراتيجية أن الردع ينجح، وكدليل على ذلك يشيرون إلى الهدوء على الحدود الشمالية منذ حرب لبنان الثانية. ولكنهم يفضلون أن ينسوا أنه في السنوات التي مرت منذ ذلك الحين، زادت ترسانة المنظمة من الصواريخ إلى حد كبير جدا. ما كنا نظن أنه سنوات من الهدوء كان في عيون حزب الله سنوات من رفع مستوى الترسانة.
وكلما مضت السنوات، كلما تزايد الخطر. استراتيجية إسرائيل في لبنان منذ حرب لبنان الأولى كانت تقوم أساسا على الانسحاب من جانب واحد والتخلي عن الحلفاء - جيش جنوب لبنان - على أساس قدرتها على الردع. هذه الاستراتيجية هي المسؤولة في المقام الأول عن الوضع المهيمن الذي حققه حزب الله في لبنان والترسانة الكبيرة من الصواريخ التي تراكمت خلال هذه السنوات. إن محاولة إيران لترقية ترسانة صواريخ حزب الله تثبت فشل هذه الاستراتيجية.
ينبغي أن يكون هدف إسرائيل هو تفكيك ترسانة حزب الله الصاروخية، التي تحول لبنان إلى برميل من المتفجرات يعرض للخطر الشرق الأوسط بأسره. يجب على إسرائيل أن توضح ذلك للولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ويجب اتخاذ إجراءات مع وضع هذا الهدف أمامنا، قبل أن يصبح استخدام القوة ملحاً.