نعت شبكة الجزيرة الإعلامية مصورها محمد الأصفر الذي استشهد بعد إصابته خلال نقله وقائع المعارك بحي المنشية في درعا بين قوات المعارضة السورية وجيش النظام.
وكانت اشتباكات تجددت الجمعة بين قوات المعارضة وقوات النظام بحي المنشية في مدينة درعا (جنوب) عقب سيطرة المعارضة على بعض الحواجز، شن فيها طيران النظام الحربي غارتين على المدينة بالبراميل المتفجرة، كما قصفها بالمدفعية والقنابل العنقودية.
وعبر مدير قناة الجزيرة ياسر أبو هلالة عن حزنه الشديد إزاء استشهاد الأصفر، معتبرا مقتله خسارة لشاب واعد يضج بالحيوية والأمل.
وأضاف أبو هلالة "أننا نقف مع أسرة الشهيد ورفاقه"، مؤكدا إصرار الجزيرة على خطها المهني الذي ينحاز إلى معاناة الإنسان السوري وأشواقه إلى الحرية والسلام والكرامة.
وكان الزميل الأصفر (19 عاما) قد التحق بالجزيرة مع بداية تشكيل طاقمها بدرعا بعد أن كان ناشطا إعلاميا ومنشدا منذ انطلاق الثورة السورية رغم صغر سنه.
وقد أصيب الزميل الأصفر بارتجاج دماغي في بداية الثورة أثناء تصويره الاشتباكات كناشط متعاون، نقل على أثره إلى الأردن للعلاج.
وقال زملاؤه إنه أصر على العودة إلى سوريا رغم إصابته، وكان همه أن ينقل معاناة الناس وينقل الصورة إلى العالم لفضح الجرائم المرتكبة بحق المدنيين العزل.
يذكر أن الزميل الأصفر لم يكن أول صحفي للجزيرة يُستهدف بسوريا، فقد استشهد مراسل القناة محمد المسالمة الحوراني إثر إصابته برصاص قناص من جيش النظام في ريف درعا، ومنتج الجزيرة حسين عباس.
كما استشهد مراسلا الجزيرة نت مهران الديري في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، ومحمد عبد الجليل القاسم في كمين أثناء عودته من تغطية إعلامية بريف إدلب شمالي سوريا، فضلا عن إصابة مراسل الجزيرة محمد نور بعد تعرضه لإطلاق نار خلال تأديته واجبه المهني في ريف درعا.
وبينما تتقدم شبكة الجزيرة إلى من تبقى من عائلة الشهيد وإلى زملائه ومحبيه بأحر التعازي والمواساة، فإنها تؤكد على تمسكها بمنهجها الإعلامي في كشف الحقيقة، وانحيازها الكامل إلى الإنسان.