أظهرت الهجمات الثلاثية ضد الكويت وفرنسا وتونس، توجها جديدا لدى الجماعات المتطرفة، فبينما كانت تقوم بتنفيذ مخططاتها عبر أعضاء تنظيميين مطلوبين أمنيا، تسلم راية التنفيذ هذه المرة شباب لا سابقة أمنية لهم، ما يجعل من الصعب إحباط هجماتهم.
ولاحظ مراقبون حسبما أعلنت السلطات في كل من تونس وفرنسا أن الاعتداءات الدموية الجديدة نفذت من قبل عناصر جديدة لم يسبق أن كانت لها سجلات أمنية، بمعنى آخر، أنهم بعيدون كل البعد عن أعين الأمن، ولا يتوقع منهم الإقدام على أية أعمال إرهابية إذ لم تكن لهم سوابق.
ففي فرنسا نفذ الهجوم ياسين صالحي الفرنسي من أصل جزائري، والقريب من الأوساط السلفية والذي لم تعرف عنه أية سوابق.
وكان ياسين صالحي المشتبه به بتنفيذ الاعتداء الجمعة قرب ليون، "على صلة بالحركة السلفية" كما قال وزير الداخلية الفرنسي، لكن هذا الأب لثلاثة أطفال من شرق فرنسا، لم يلفت الأنظار إليه حتى اليوم من خلال ارتكاب مخالفات وجنح.
ولفت صالحي المولود في بونتراليه، القريبة من الحدود السويسرية قبل 35 عاما، من أب جزائري وأم مغربية، نظر الأجهزة الأمنية ابتداء من 2005-2006، لأنه كان يخالط مجموعة من الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام المتطرف، لكنه لم يعمد إلى المناداة به، كما قال لوكالة فرانس برس مصدر قريب من التحقيق.
ويتذكر إمام مسجد بونتراليه ناصر بن يحيى أن ياسين صالحي "كان شابا هادئا، لم يكن عصبي المزاج. كانت تسرني رؤيته في المسجد، كان مريحا". وأعرب عن "صدمته الشديدة" لما يؤخذ على هذا الشاب المتهم بأنه أقدم خلال الهجوم على قطع رأس رب عمله الذي يبلغ الخمسين من عمره.
وفي 2013، لفت صالحي نظر الأجهزة الأمنية لاختلاطه بأشخاص يقيمون على ما يبدو صلات بالإسلام المتطرف. ولأنه بدأ يرتدي الجلابية ويرخي لحيته، حمل على الاعتقاد أنه قريب من الأوساط السلفية، على غرار شبان آخرين. لكن المصدر قال إنه لم يؤخذ عليه أي تصرف مشين، ولم يلاحظ عليه أي تغيير في تصرفاته باستثناء ثيابه.
وفي أواخر 2014، غادر ياسين صالحي المنطقة مع عائلته واستقر في سان-بريست بضاحية ليون، في شقة تقع في الطبقة الأولى.