أفاد المرصد العراقي لحقوق الإنسان بأن جُثث القتلى الذين سقطوا أثناء العمليات العسكرية التي جرت في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، مازالت تحت الأنقاض بعد 7 أشهر على إعلان انتهاء المعارك في المدينة.
قال المرصد أيضاً إن "الضرر الذي يُمكن أن تُلحقه تلك الجُثث بالسُكان، كبير جداً، فهي ستكون مصدر تلوث الهواء وانتشار الأمراض ورُبما تُسبب حالات جرب لدى بعض السُكان".
وفي الخامس عشر من فبراير انتشلت 40 جثة كانت تحت الأنقاض في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، ورغم انتشال العشرات من الجُثث إلا أن هُناك المئات مازالت موجودة تحت المنازل المهدمة وفي الطُرقات.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "الجُثث التي انتشلت كانت تحت الأنقاض في منطقتي القليعات والطوالب، وتوجد هُناك جُثث لم تُنتشل في أحياء أخرى من مناطق الساحل الأيمن".
قال حسن الغلامي، وهو ناشط مدني شارك في حملة انتشال الجُثث، إنه قد "أُخذت للجُثث ولملابس القتلى صور حتى يتم التعرف عليها من قبل ذويهم، وهُناك جُثث ليست لمدنيين بل لقتلى تنظيم داعش".
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "من بين الأربعين جُثة هُناك 10 جُثث لعناصر داعش، ورغم صعوبة التفريق بين المدنيين وعناصر التنظيم إلا أنه تم التعرف على بعض عناصر التنظيم من خلال ملابسهم".
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان: "للأسف، مازالت الإجراءات الحكومية العراقية في عملية انتشال الجُثث ضعيفة، ولا ترتقي لحجم الكارثة التي يُعاني منها سُكان مدينة الموصل".
وقال شهود عيان شاركوا في حملة انتشال الجُثث إن "من بين الجُثث التي انتشلت كانت هُناك جثة لامرأة على الجسر الخامس أُصيبت بقناص تنظيم داعش في إبريل 2017، ولم تُنتشل إلا بعد مرور 10 أشهر".
قالت مصادر طبية في مدينة الموصل خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "هُناك بين 500 إلى 600 جثة في المنطقة القديمة مازالت لم تُنتشل".
وقالت أيضاً إن "الجُثث التي انتشلت ستُدفن في مكان مخصص لها ومن ثم تبدأ عملية التعرف عليها، ورغم صعوبة ذلك بسبب فقدان الملامح، إلا أن الأهالي يُمكنهم التعرف على ذويهم".
وقالت مصادر طبية في مدينة الموصل: "من الصعب التعرف على جُثث المدنيين من جُثث قتلى تنظيم داعش، فعناصر التنظيم والمدنيين كانت لحاهم طويلة أثناء المعارك، لكن تبقى الملابس هي الفارق إذا ما غابت الملامح من الوجه وبقية أجزاء الجسد".
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان: "حتى الآن لم تتوفر البيئة الصحية الآمنة لسُكان الساحل الأيمن في مدينة الموصل، فالجُثث المُنتشرة تحت المنازل المهدمة، يُمكنها أن تُعرض المئات من المدنيين لمخاطر صحية كبيرة".