إعتبر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح جمال الطيراوي أن التحفظ على أموال مؤسسة فلسطين الغد جزء من السياسات الخاطئة التي تمارس من قبل البعض في المؤسسة الأمنية الفلسطينية ,مشيرا إلى أن الهدف منها هو خلق أزمات وتوتير الأجواء الفلسطينية الداخلية ,في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها لقضية الفلسطينية ويمر بها أيضا الشعب الفلسطيني.
ووصف حجز ومصادرة أموال المؤسسة التي يقودها د سلام فياض بـ"المعيب والمخجل" ,داعيا لعدم اللجوء إلى مثل هذه التصرفات مع المؤسسات وخصوصا "فلسطين الغد" التي تقدم خدمات انسانية جليلة .
وأضاف: "هذه المؤسسات تقدم خدمات كان من الأجدر أن تقدمها المؤسسات الحكومية ,وتعمل في ظل غياب الأداء الحكومي الصريح والواضح في ظل الحكومة الموجودة حاليا".
وشدد الطيراوي على أنه من الخطير جدا أن تضع العراقيل أمام المؤسسات التي تؤدي خدماتها للمواطنين الفلسطينيين وتحديدا في المناطق المهمشة والأكثر فقرا والمناطق المهددة بالمصادرة.
فلسطين - الامارات
وبالإشارة إلى العلاقات الفلسطينية الإماراتية حذر الطيراوي من صدى وتداعيات الهجوم على المؤسسة في العلاقة مع الإمارات الشقيقة التي توفر الدعم الكامل للأسر الفلسطينية عبر الهلال الأحمر الإماراتي ,مشيرا الى أن الأموال التي تم التحفظ عليها هي أموال إماراتية.
وتمنى الطيراوي ان يبقى الموضوع في إطاره المحدود وأن يتم معالجة هذا القرار الخاطئ ,داعيا رئيس المؤسسة د سلام فياض أن يتوجه إلى القضاء الفلسطيني في أسرع وقت حتى يستطيع حسم الموضوع وعودة المؤسسة لتقديم خدماتها الإنسانية الملقاة على عاتقها تجاه المواطنين الفلسطينيين ,متمنيا أن يمر الموضوع دون أن يحدث شرخ جديد في العلاقات السياسية الفلسطينية الإماراتية.
وقلل الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني من أن يكون هدف الضربة للإمارات ,لافتا الى أمن الهدف الحقيقي يكمن ضمن صراع نخبوي داخلي ولا يتعدى الحدود الداخلية.
محاولة لتصفية "فياض"
وحول ما اذا كان إثارة الموضوع يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية خصوصا بعد محاولة ضرب العلاقات الفلسطينية الأردنية وتوجيه الاتهامات لرئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب أوضح النائب والقيادي الفتحاوي البارز جمال الطيراوي أن ثمة أشخاص لديهم أجندة يريدون تمريرها لضرب وتيرة العلاقات الفلسطينية في المحيط العربي والإقليمي ولضرب المشروع الفلسطيني في العمق العربي ,مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية في أخطر مراحلها ,وأن أي عقبة تؤثر على سير العلاقة ,داعيا لإعادة النظر في القرار الصادر بحق المؤسسة الأخير من أجل الحفاظ على العمق العربي وخصوصا وأن القضية الفلسطينية بأمس الحاجة له سياسيا واستراتيجيا.
بينما رأى أمين عام اتحاد كتاب الرأي العرب د ناصر اليافاوي أن القرار هو تصفية لشخصية د سلام فياض الذي لمع بروزها مؤخرا وباتت قضية بحث إقليمي وعربي ليكون هو الرجل الأقدر على مسك زمام الأمور في مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس والذي يتداول التطرق إليها في الأروقة السياسية على المستوى المحلي والإقليمي والعربي.
ولفت اليافاوي إلى أن الفكر الذي يحمله شخص د سلام فياض وحاول بثه عبر تجربته الرائدة في مؤسسته بالاستثمار في الإقتصاد بدلا من الأمن السياسي أدى لإنعاش الجاب التنموي ودفع عدد من القيادات الفلسطينية لتبني طرحه وفكره وبدأوا يتداولون إسمه ليكون رجل المرحلة القادمة .
ويتفق معه في الرأي الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني الذي أكد على أن أطراف عربية وإقليمية وربما بينها حماس تشاورت مع الدكتور سلام فياض ليكون رجل المرحلة القادمة "مرحلة ما بعد الرئيس أبو مازن" ,مشيرا الى أن الأمر وضع السلطة الفلسطينية وبعض القيادات المتنفذة بداخلها في مخاوف كبيرة وهاجس التغيير المفاجيء.
خلافات داخل فتح
وحول سيناريو الهجوم على مؤسسة فلسطين الغد نوه الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني إلى أن مسألة حجز الأموال هي تصفية سياسية من قبل شخصيات في حركة فتح ومحاولة للضغط على سلام فياض حتى لا يكون هناك شخص مؤثر في الضفة الغربية غير الرئيس محمود عباس وبعض القيادات المتنفذة.
فيما رأى الكاتب والمحلل السياسي المقيم في لبنان حسام عرار أن الخلافات العميقة داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وعدم الإتفاق على شخص نائب الرئيس هي من قادتها إلى التخبط والتوجس من الأشخاص الآخرين.
وأشار إلى أن الذي يحسم الأمر هو نبذ الخلافات الداخلية بين قيادات الحركة وخصوصا بين الرئيس ومحمد دحلان ,لافتا الى أن هذا الخلاف عمق الانقسام داخل الحركة وشتت أفكارها وقراراتها.
ولفت الى أن أبرز سيناريوهات الهجوم على فياض هو اعتقاد القيادة الفلسطينية أن تمة تعاون بينه وبين عضو المجلس التشريعي الفلسطيني المقيم في الإمارات محمد دحلان.
بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي د ناصر اليافاوي أن ثمة فرق كبير بين "دحلان" و "فياض" في الفكر والرؤية ,مشيرا إلى أن د سلام فياض يمتلك رؤية سياسية قائمة على بناء أسس المؤسسات السياسية والإقتصادية للدولة.
خوف وقلق المؤسسات
وأثار القرار الأخير بالتحفظ على أموال مؤسسة فلسطين الغد وزجها في المعترك السياسي مخاوف كبيرة لدى القائمين على المؤسسات الخيرية الأهلية وخصوصا التي تتلقى دعما خارجيا الأمر الذي دعاهم لمطالبة السلطة الفلسطينية بعدم خلط الأوراق.
وأشار المدير التنفيذي للمركز السعودي للثقافة والتراث عصام ابو خليل إلى أن المراكز والمؤسسات الخيرية تعمل غالبا في المناطق المهمشة والنائية والتي من الصعب ان تصل اليها المؤسسات الحكومية لأنها تحتاج الى آلية كاملة في دراسة الحالة ونوعية الاستهداف وتقديم المساعدة.
ولفت ابو خليل الى أن المؤسسات الأهلية تعمل وفق أنظمة واضحة للجميع وتحت الشمس وبرقابة من الجهات المختصة ,داعيا لعدم خلط الأوراق والتفريق بين العمل الإجتماعي والهدف السياسي.