ذكر صندوق النقد الدولي أن "نمو الاقتصاد بالضفة الغربية وقطاع غزة يتباطأ بوقت يعرقل فيه جمود عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتوترات السياسية حركة الاقتصاد الفلسطيني".
وقالت كارين أونجلي رئيسة البعثة التي راجعت أوضاع الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية خلال الشهر الحالي إن "الضغوط على الاقتصاد الفلسطيني أصبحت أكثر وضوحًا خلال 2017".
ووفقًا لتقديرات البعثة فإن معدل نمو الاقتصاد الفلسطيني خلال العام الماضي كان في حدود 3% وهو أقل من تقديرات السلطة الفلسطينية.
وأشار الصندوق إلى أن نقص التمويل يؤثر على كل من الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري وبخاصة في قطاع غزة.
وقالت "أونجلي" إن نمو الاقتصاد بهذه الوتيرة لا يكفي لخلق وظائف جديدة ولا لتحسين مستوى المعيشة بصورة ملموسة للشعب الفلسطيني.
وأكدت أن استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعي للفلسطينيين يمثل خطرًا كبيرًا، مع تزايد خطر وصول الأحوال الإنسانية إلى مرحلة الانهيار.
وكانت بعثة صندوق النقد قد زارت القدس ورام الله خلال الفترة من 4 إلى 14 شباط/ فبراير الحالي.
في الوقت نفسه أشارت بعثة صندوق النقد إلى أن إعادة توحيد السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة يمكن أن يعطي النمو “دفعة بسيطة”، لكن هذا الأمر ينطوي على خطورة بالنسبة لميزانية الحكومة الفلسطينية.
ودعا تقرير البعثة إلى "تغيير جذري" من كل الأطراف بما في ذلك إجراء إصلاحات جذرية من جانب السلطة وتفعيل مشاركة المانحين الدوليين وتعاون إسرائيلي أقوى في مجال جمع وتوريد الضرائب والرسوم المستحقة للحكومة الفلسطينية.
وشهد العام الماضي تراجعًا حادًا في منظومة اقتصاد غزة مع استمرار حصاره للعام الـ 12 على التوالي.
كما تقلصت المنح والمساعدات المالية للموازنة الفلسطينية، وهبط الاستهلاك المحلي لمستويات متدنية، مع ارتفاع في نسب البطالة إلى 26.5 بالمائة.
ووقعت حركتا "فتح" و"حماس" بـ12 أكتوبر الماضي، اتفاقا في القاهرة للمصالحة يقضي بتمكين الحكومة من إدارة شؤون غزة، لكن تطبيقه تعثر وسط خلافات بين الحركتين بخصوص بعض الملفات.
وتراجعت المنح والمساعدات المالية الخارجية للموازنة الفلسطينية إلى حدود 700 مليون دولار سنويًا خلال 2016 و2017، نزولا من قرابة 1.1 مليار دولار بالمتوسط في السنوات السابقة.
وتشهد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية جمودًا منذ أبريل / نيسان 2014، فيما أصبحت العودة لمسار العودة إلى طاولة المباحثات أكثر صعوبة من ذي قبل على خلفية القرار الأمريكي باعتبار "القدس عاصمة لإسرائيل"، وما أحدثه من موجة غضب وتنديد.