اليوم دخل الشيخ خضر عدنان يومه ال55 بالإضراب عن الطعام وهو اليوم الذي حذر منه الأطباء والمتابعين لحاله الصحية، حيث تشير كافة التجارب على أن الشخص الذي يضرب على طريقة الإيرلندية، لا يستطيع الصمود أكثر من 55 يوماً.
خضر عدنان، ورغم تردي حالته الصحية كما قال محامية جواد بولس، يوم أمس في مؤتمر صحافي، لا يزال بوعيه وقادر على أن يفاوض دولة الاحتلال بشروط الإفراج عنه، قال بولس أنه كان وخلال حديثه معه "بالكاد صوته مسموع" إلا أنه كان عنيدا متمسكا بموقفه وفرض شروطه على الاحتلال بالإفراج الفوري عنه".
عائلة الشيخ، زوجته ووالده وخلال المؤتمر ذاته أيضاً أبدوا تخوفهم من استشهاده في أي لحظة، قالت زوجته رندة موسى:" نحن جميعا نستمد قوتنا وعزيمتنا من قوة الشيخ وإصراره، ولكنه في النهاية إنسان وله قدرة على التحمل، نتوقع نبأ استشهاده في أي لحظه مثلما نتوقع نبأ انتصاره في أي لحظه".
وقالت زوجته أنها تعتقد أن سر قوة زوجها " من عند الله وإيمانه بقدرة الله على نصره في الدرجة الأولى"، وتابعت:" نحن نؤمن أنه سينتصر وسيتجاوز كل التوقعات خضر قوي في حقه".
واليوم، وعدنان يدخل مرحلة الخطر الشديد، وهو لا يشرب سوى الماء، لا تزال المفاوضات تجري على صمت، كما طالبت العائلة على لسان الشيخ ذاته، حيث قال في رسالة وجهها لعائلته لتنقلها للإعلام " لتقتلوني بتصريحاتكم أكثر مما قتلني الإضراب وآلمني"، وقالت زوجته:" أتركوا الشيخ بالميدان يدير مفاوضاته ليتوصل باتفاق مشرف كما يريد يخرج به منتصرا".
وفي حين نفى بولس خلال مؤتمره أن يكون قد توصل لاتفاق لإنهاء إضراب الشيخ قبل عيد الفطر كما أشيع بالإعلام، أكد على أن المفاوضات لا تزال مستمرة، وقال إن الاتفاق على المبادئ الأساسية، ولكن ظهرت فيما بعض الخلافات في التفاصيل الدقيقة والتي يصر الشيخ خضر على الاتفاق عليها ليخرج باتفاق يشمل موعد محدد بالإفراج عنه وأن يتم ذلك من خلال شروط وضعها الشيخ نفسه.
وعلق بولس على ذلك:" إن الشيخ خضر يحب الحياة ولكنه يحب الحياة مكللة بالحرية والكرامة وهذا ما يطلبه خضر من خلال هذا الإصرار الإنساني اللافت والذي لم أشهد له مثيل ولا حتى عند خضر قبل أربعه أعوام".
وتابع بولس:" خضر بدأ عملية التفاوض من سقفين عاليين ففي حين يطلب هو الحرية الفورية، وإسرائيل ليست مستعدة لتفاوض أسيرا مضربا، إسرائيل، والتي تراجعت عن موقفها أمام أصرار خضر وصموده".
ورغم ما نقله بولس عن تردي حاله خضر الصحية، لم ينس أن ينقل على لسان خضر شكره لكل من وقف وسانده، وقال بولس أن خضر يراقب بشغف وعشق كل هذا الإسناد والتضامن لدرجة التفاصيل، وكل تفاصيل مهما كان بسيطا يعشش بصدره ويمده بقوة هو أمس الحاجة لها قبل وفي هذه الساعات،
وفي ختام حديثه ناشد بولس الجميع الحفاظ على خضر، وقال باكياً: "خضر عطية إنسانية للبشر وليس فقط للفلسطينيين ويجب أن نبقيه بهذا المعنى".