حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، من خطورة قرار الإدارة الأميركية نقل مقر سفارتها إلى القدس المحتلة، والذي حددت فيه ذكرى النكبة الفلسطينية موعداً لذلك، ما يشير إلى البجاحة التي وصل إليها المتحيزون للاحتلال ممعنين في ظلم الشعب الفلسطيني ومقدساته، والاعتداء الصارخ على القضية الفلسطينية، في محاولة لتصفيتها.
وأكد المفتي، في بيان اليوم الأحد، أن هذا التعسف غير قانوني، وسيؤدي إلى عواقب خطيرة تتحمل وزرها الإدارة الأميركية.
وبيّن أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إن حصل، لن يكون اعتداء على الفلسطينيين وحدهم، بل هو اعتداء صارخ على العرب والمسلمين في أنحاء العالم، وينافي المواثيق والمعاهدات الدولية كافة، التي تعتبر القدس أرضاً محتلة، ولن يخدم السلام والأمن في المنطقة، بل سيجرها إلى ويلات الحروب والفوضى وعدم الاستقرار.
وأضاف الشيخ حسين أن المقدسيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين كافة، لن يرضخوا لهذا الاعتداء السافر، وسوف يبذلون الغالي والنفيس من أجل الوقوف في وجه التعنت الأميركي، الذي تتوالى على أبناء شعبنا النكبات بسببه؛ فمن نكبة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إلى الضغط لإلغاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وتصفية قضية اللاجئين، وشطب ملف العودة إلى الأبد.
وأثنى المفتي العام على القرارات والمواقف الشجاعة للقيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، التي تبذل الجهود للتصدي لهذه الهجمة الشرسة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
ودعا قادة العرب والمسلمين وشعوبهم وعلماءهم والشرفاء ومحبي السلام في العالم، إلى الوقوف صفاً واحداً لإلغاء التوجه الأميركي المنحاز للاحتلال، والذي يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجرها إلى المجهول والدمار.