على الرغم من كون حبوب منع الحمل الوسيلة الأكثر فاعلية لمنع الحمل، إلا أنها لا تتمتع بسمعة جيدة، وذلك بسبب الهرمونات التي تحتوي عليها والتي تسبب اضطرابات صحية.
إذ تشعر العديد من النساء بعدم الارتياح بعد تناول حبوب منع الحمل، لأنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بل ومن الممكن أن تؤدي أحياناً إلى الموت.
كما حدث مع آبي باركس، التي تبلغ من العمر 20 عاماً من مدينة ستافوردشاير بالمملكة المتحدة، إذ توفيت باركس قبل عام، إثر إصابتها بالانسداد الرئوي، بسبب تناولها حبوب منع الحمل.
وأرادت والدتها، أماندا باركس، تحذير الفتيات الأخريات من الآثار الجانبية الخطيرة لحبوب منع الحمل.
وفي التفاصيل، أجرت الأم حديثاً مع صحيفة The Sun البريطانية قائلة إن طبيب النساء وصف لابنتها حبوب منع الحمل Logynon، في سن الـ 14 عاماً، لمعاناتها من اضطرابات صحية شديدة خلال دورتها الشهرية. إلا أنها لم تكن تعرف في ذلك الوقت أنها تعاني من مرض نادر.
إذ كانت مصابة بـ"طفرة العامل الخامس لايدن" هي طفرة جينية وراثية تزيد من خطر تجلط الدم، وتتسبب حبوب منع الحمل في مضاعفة هذا الخطر، لأنها تزيد من مستوى هرمون الإستروجين.
وتؤدي الطفرة إلى حقن الجلوتامين الأميني بدلاً من الأرجينين داخل البروتين، وهذا يتسبب بدوره في تغيير عامل تخثر الدم، ما يؤدي إلى اختلال توازن آثار التخثر، وهذا يعني زيادة خطر تجلط الدم.
الطفرة وراثية. ففي أوروبا مثلاً، ورث حوالي 5% من الأشخاص المصابين هذه الطفرة من الأب أو الأم، وورثها حوالي 0.5% من كلا الوالدين، ويزداد خطر تجلط الدم لدى الأشخاص الذين ورثوا الجين من أحد الوالدين فقط، بمقدار خمس إلى عشر مرات عن غيرهم.
بينما يزداد الخطر لدى الأشخاص الذين يرثون الطفرة من كلا الوالدين، بمعدل أعلى من 50 إلى 100 مرة. إلا أن الأطباء يقدرون أن حوالي 95% من الأشخاص المصابين بهذه الطفرة لم يُصابوا بجلطات الدم في حياتهم.
وهو ما حدث مع آبي باركس. إذ كانت الفتاة، تشتكي قبل وفاتها بأسابيع من ألم في الصدر، وشعور بالدوخة، وضيق في التنفس، وشخص طبيب الأسرة حالتها بأنها مصابة بالعدوى فقط، بينما قال المستشفى إنه إجهاد عضلي. ولم يكن كلا التشخيصين دقيقاً، كما اتضح فيما بعد.
فيما كانت حالة باركس تزداد سوءاً مع مرور الوقت. وفي النهاية انهارت فاقدة الوعي، وتوفيت بعد ذلك بوقت قصير.
وجد الأطباء في النهاية أن سبب الوفاة سكتة قلبية ناجمة عن انسداد رئوي، لذا تحذر الأم قائلةً: "النساء بحاجة إلى أن يكن على بينة بمدى خطورة حبوب منع الحمل على صحتهن وحياتهن".
وذلك لأنها تزيد من خطر حدوث الجلطات الدموية، كما أن لها أيضاً العديد من الآثار الجانبية الخطيرة الأخرى، مضيفةً: "ربما تكون حبوب منع الحمل اختراعاً عظيماً، لكن ما زال هناك الكثير ينبغي القيام به لتحذير الآخرين لعدم مواجهة نفس مصير ابنتي".