قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه يعتبر الإساءة للجيش والشرطة "خيانة عظمى"، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال جولة قام بها اليوم الخميس في منطقة العلمين (شمال غربي مصر).
ولم يشر السيسي إلى أي جهة محددة في تصريحاته التي جاءت بعد ساعات من اتهام منظمة العفو الدولية الجيش المصري باستخدام قنابل عنقودية محرمة دوليا في حملته التي يشنها منذ أسابيع على عدة مناطق، خاصة شبه جزيرة سيناء، بدعوى ملاحقة عناصر متطرفة.
واعتبر السيسي أن على جميع أجهزة الدولة أن تتعاون لمنع أي إساءة للجيش والشرطة، مضيفا أن "أي شخص يسيء إلى الجيش أو الشرطة فإنه يسيء إلى كل المصريين، وليست هذه حرية رأي". مشددا في الوقت نفسه على أنه "لا يمكن أن يسيء أحد للجيش والشرطة وأنا موجود هنا" على رأس الدولة.
ورغم أن السيسي لم يوضح في تصريحاته إذا كان سيطلب من أجهزة الدولة توجيه تلك التهمة رسميا، فإن وسائل إعلام محلية عجت على الفور بتعليقات لنواب بالبرلمان يؤكدون تأييدهم لرؤية الرئيس واعتزامهم التقدم بمشروع قانون يتضمن النصوص على عقوبات مشددة في هذا الشأن، سواء كانت الإساءة في وسائل إعلام أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت الفترة الماضية انتقادات خجولة للحملة العسكرية بسبب غموض أهدافها، وتسرب أنباء عن سقوط ضحايا من الجيش، في حين تتحدث البيانات العسكرية اليومية عن تحقيق إنجازات في مواجهة من تصفهم بالمسلحين والتكفيريين.
معاناة وملاحقات
وبالإضافة إلى تقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهم الجيش المصري باستخدام قنابل عنقودية محرمة دوليا، فقد تحدثت وسائل إعلام عن ظروف صعبة يعيشها السكان المدنيون في شمال سيناء، حيث يعانون نقصا في المواد الغذائية، كما أصيب بعضهم في ضربات الجيش.
من جهة أخرى، تصاعدت الانتقادات من الداخل والخارج بسبب ملاحقة عدد من الشخصيات البارزة التي رغبت في الترشح للانتخابات الرئاسية ومنافسة السيسي الساعي لولاية ثانية؛ مما أدى إلى اعتقال رئيس الأركان الأسبق سامي عنان بعد إعلان اعتزامه الترشح للرئاسة، ثم اعتقال المستشار هشام جنينة الذي اختاره عنان نائبا له.
وسبق ذلك الضغط على رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق الذي أعلن الترشح من الإمارات، ثم عاد وتراجع بعدما أعيد إلى مصر بشكل غامض، في حين انتهى الأمر إلى إغلاق باب الترشح على السيسي ومنافس مغمور ظهر في اللحظات الأخيرة.