كشفت دراسة صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" التابع للاحتلال الإسرائيلي، أن "جيش الاحتلال يعكف أخيرًا على تطبيق استراتيجية تهدف إلى التأثير على الوعي الجمعي للشعوب العربية والإسلامية، بهدف إقناعها بقبول شرعية إسرائيل".
وحسب الدراسة التي أعدّها الباحثان غابي سيبوني وغال فنكل، وترجمتها صحيفة "العربي الجديد"، فإن "الاستراتيجية تستهدف تحديدًا الفضاء الافتراضي وتتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ساحة رئيسة لها".
ووفق الدراسة، فإنها تهدف إلى "مُراكمة الردع لدى الرأي العام في الدول التي في حالة عداء مع إسرائيل"، لافتة إلى أن "هذه الاستراتيجية ترمي أيضًا إلى إجراء حوارات مع عناصر التنظيمات الجهادية بهدف التأثير على توجهاتها".
وأوضحت، أن "جيش الاحتلال عمد إلى تخصيص موارد بشرية ومادية وتقنية، بهدف بناء قوة تكون قادرة على التأثير في هذه الساحة"، ولفتت إلى أن "الجيش يتعامل مع المواجهة على مواقع التواصل الاجتماعي على أساس أنها عمليات تهدف للتأثير على الوعي".
وذكرت الدراسة، أن "الجيش الإسرائيلي طوّر أخيرًا أدوات تكنولوجية وعمل على تأهيل قوى بشرية مناسبة للقيام بهذا الدور، ناهيك عن تدشين أطر مؤسساتية تعنى بالقيام بهذه المهام".
وأشارت، إلى أن "الكاتب رونين ملنيس، يضطلع بدور رئيس في تطبيق هذه الاستراتيجية"، مذكّرة بالمقال الذي نُشر في مواقع لبنانية أخيرًا وحذّر فيه من "التداعيات الخطيرة لسلوك حزب الله على الشعب اللبناني، تحديداً إقدامه على تدشين مصنع لإنتاج الصواريخ الدقيقة".
واعتبرت الدراسة، أن "نشر المقال هدف بشكل أساس إلى لفت أنظار اللبنانيين إلى أن إسرائيل على علم تام بالخطوات السرية التي يقوم بها حزب الله وإيران، وأن بإمكانها العمل من أجل تفكيك هذا الخطر بشكل سيفضي إلى تدفيع اللبنانيين ثمناً كبيراً".
وأضافت، أن "المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، الرائد أفيخاي أدرعي، يستغل تواجده على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل إبراز التناقض بين حزب الله وعديد من القطاعات الجماهيرية في لبنان".
وأشارت الدراسة بشكل خاص، إلى المقال الذي نشره أدرعي في موقع لبناني، بعنوان "على من تضحك أنت"، والذي وجّهه للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، واتهمه بـ "دفع الشباب اللبناني للموت في سورية".
وعلى الرغم من أن معدي الدراسة أقرّا بأنه "من الصعب تقدير مدى تأثير الدعاية الإسرائيلية على توجّهات حزب الله"، إلا أنهما أشارا في المقابل إلى أن "قيادة الجيش الإسرائيلي تنطلق من افتراض مفاده أن يكون لها تأثير على المدى الطويل".
وعدّت الدراسة الوجود الإسرائيلي على شبكات التواصل سواء بشكل علني أو سري "ذخرًا استراتيجيًا لإسرائيل يُضاف إلى أوجه الذخر التقليدية التي تتمتع بها الدولة"، على حد قولهم.
وأوضحت أن "الاستراتيجية التي يعتمدها جيش الاحتلال في الفضاء الافتراضي تهدف أيضًا للتأثير على الروح المعنوية للعدو والمسّ بها بشكل كبير".
وجاء فيها أن "الاستراتيجية التي تهدف للتأثير على العدو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ليست حكراً على الجيش الإسرائيلي"، لافتة إلى أن "الكثير من الجيوش تعكف على تطبيقها".
واعتبرت الدراسة أن "التأثير على الرأي العام في دول العدو وعلى جماهير التنظيمات الإرهابية يمكن أن يُفضي إلى التأثير على دوائر صنع القرار في هذه الدول وتلك التنظيمات".
وأشارت إلى أن "هناك أنواعًا عدة من العمليات التي تأتي في إطار استراتيجية التأثير على الوعي الجمعي لجماهير العدو"، وأضافت أنه "يمكن أن تتسم هذه العمليات بالسرية، فالهدف الذي يتعرض للهجوم لا يعي أنه يتعرض لهجوم يهدف للتأثير على وعي جمهوره".
وحسب الدراسة، فإن "هناك نوعاً يتمثل في تنفيذ عمليات تستهدف التأثير على الوعي عبر تقمّص هويات زائفة وغير حقيقية، كما أن هناك نوعاً يشنّ هجمات مباشرة وعلنية على شاكلة المقالات الأخيرة".