قال عزّت الرّشق، عضو المكتب السياسي، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة "حماس"، إن قيادة الحركة ناقشت بشكل معمق مع المسؤولين في مصر أربعة قضايا أساسية.
وأوضح الرشق في مقابلة مع صحيفة القدس، نشرت اليوم الجمعة، أن النقاش تناول التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية في ظل ما يرشح عن رؤية أمريكية أو ما يسمى صفقة القرن، والأوضاع الصعبة في قطاع غزة، وملف المصالحة، والعلاقة الثنائية بين حماس ومصر.
وأكد الرشق - عضو وفد قيادة "حماس" الذي تواجد في القاهرة بقيادة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة خلال الزيارة الطويلة للعاصمة المصرية- أن هذه الزيارة تأتي في إطار سعي الحركة الدائم لبحث ومناقشة واقع القضية الفلسطينية والمخاطر التي تحدق بها، وسبل توحيد الجهود العربية والإسلامية من أجل الدفاع عن الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية.
وأشار إلى استمرار الاتصالات مع حركة "فتح" من أجل تذليل العقبات أمام المصالحة.
وقال الرشق: إن "حماس" تحمل مشروعاً تحررياً متكاملاً، وإن خياراتها مفتوحة ومتعددة في التعامل مع أي تطور، مشدداً على أنه إذا ما فكرت "إسرائيل" في شن عدوان جديد على قطاع غزة فإن " يد كتائب القسّام دوماً على الزناد، وشعارها "وإنْ عدتم عدنا".
وأكد الرشق رفض حركته لاستعداد بعض الأطراف الفلسطينية أو العربية للتعاطي مع حلول تلغي حق العودة، وقال: إن هذا الأمر مرفوض تماماً.
وحول ملف تبادل الأسرى، نفى الرشق بعض ما روجت له بعض وسائل الإعلام من طرح هذا الملف خلال هذه الزيارة؛ وقال: يدرك المحتلون كيفية التعامل مع هذا الملف؛ الذي لا يتم التعامل معه عبر وسائل الاعلام.
وحول العلاقات مع إيران؛ قال إن إيران تعد من أكثر الدول التي دعمت المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح في أحلك الظروف ولها الفضل في ذلك وهذا يسجل لها.
وفيما يلي ما قاله الرشق في هذا الحوار كاملاً:
- ما أهداف هذه الزيارة وأهم ما دار خلال اللقاءات مع المسؤولين المصريين؟
جاءت زيارة وفد "حماس" برئاسة إسماعيل هنية في إطار التواصل مع عمقنا العربي والإسلامي، وفي إطار سعي الحركة الدائم لبحث ومناقشة واقع القضية الفلسطينية والمخاطر التي تحدق بها، وسبل توحيد الجهود العربية والإسلامية من أجل الدفاع عن الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية.
وقد دار نقاش معمق مع المسؤولين في مصر حول أربعة قضايا أساسية وهي:
لمسنا تعاطياً إيجابياً من الإخوة في مصر، ونأمل أن تقود هذه الزيارة واللقاءات التي تمّت إلى تحسن ملموس في الأوضاع، وقد ظهرت بعض نتائج ذلك بالفعل حيث بدأت البضائع بالدخول الى القطاع
التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية في أعقاب الخطوات الامريكية الأخيرة تجاه القدس واللاجئين وما يرشح عن رؤية أمريكية أو ما يسمى صفقة القرن سوف تقدم خلال المرحلة المقبلة وسبل التعامل مع هذه المتغيرات بما يحفظ الثوابت والحقوق الوطنية لشعبنا.
والقضية الثانية هي الأوضاع الصعبة في قطاع غزة وسبل التخفيف عن أهلنا في ظل الحصار الخانق الذي يعيشه أبناء شعبنا هناك، وقد لمسنا تعاطياً إيجابياً من الإخوة في مصر، ونأمل أن تقود هذه الزيارة واللقاءات التي تمّت إلى تحسن ملموس في الأوضاع، وقد ظهرت بعض نتائج ذلك بالفعل حيث بدأت البضائع بالدخول الى القطاع.
كما بحثت سبل التقدم في ملف المصالحة وضرورة إعادة تفعيل خطواتها في ضوء التعثر خلال الأسابيع الأخيرة، ونقدر الموقف الذي استمعنا له بضرورة إعادة الروح للمصالحة وإزالة أي عقبات أمامها، وفي هذا الاتجاه كان وصول الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة، خلال الأيام القليلة الماضية؛ حيث باشر جهوده لمتابعة تنفيذ الاتفاقات.
أما الملف الرابع فهو العلاقة الثنائية بين حماس ومصر إذ أكد الوفد حرص الحركة على الأمن القومي المصري وعدّها جزءاً من الأمن القومي الفلسطيني وسبل التعاون بما يحفظ الأمن في الجانبين.
- ما سبب عدم عقد لقاء مع وفد من حركة "فتح" في القاهرة كما جرت العادة؟ وإلى أين وصلت المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس؟
نحن لا نضع فيتو على اللقاء مع أحد ولكن لم يكن ضمن برنامج وفد الحركة خلال هذه الزيارة اللقاء بوفد الأخوة من حركة "فتح" في القاهرة، ومع ذلك فإن الاتصالات مع حركة "فتح" موجودة ومتواصلة من أجل تذليل العقبات أمام المصالحة التي تتعثر نتيجة عدم تحمل الحكومة لمسؤولياتها كافة في القطاع، وترك الأزمات لتتفاقم واختلاق بعض المصطلحات الفضفاضة وخلط الملفات بعضها ببعض ومحاولة دمج المسارات بشكل تعسفي وكل ذلك ينعكس على المصالحة بل وعلى حياة المواطنين.. وهذا شيء مؤسف خاصة في ظل التحديات والمخاطر التي تواجه شعبنا وآخرها صفقة القرن، بما تمثله من محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
- ما حقيقة ما يتردّد عن عرقلة "حماس" لعمل حكومة الوفاق في غزة، وآخرها ما كان صرح به السيد عزام الأحمد من القاهرة خلال وجود وفد حماس؟
نحن لا نريد أن نتبادل الاتهامات ونغرق الحالة الإعلامية بمن يتحمل المسؤولية فهذا يقود الى المزيد من التعقيد، فيما مهمتنا هي تذليل العقبات أمام وحدة شعبنا وتحقيق المصالحة القائمة على الشراكة السياسية والتحمل الجمعي للمسؤوليات الوطنية وليس التهرب منها، لذلك فإن الذي لا يريد أن يتحمّل مسؤوليته الوطنية في التنفيذ الأمين والجاد لما اتفق عليه يلقي باللائمة على الآخرين، حكومة الوفاق الوطني لديها مسؤوليات وطنية ويجب أن تتحمّلها تجاه مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة وما يتردد عن إعاقتنا هو غير صحيح لذلك رحبنا بالدور المصري والوفد الأمني وقمنا بأقصى درجات التعاون معه لإنجاح مهمته، كما رحبنا دوما بدور الفصائل الفلسطينية في متابعة التطبيق لأنه ليس لدينا ما نخشاه او نخاف منه وواثقون من خطواتنا التي قمنا بها.
-ما البدائل لدى حركة حماس في حال انهيار المصالحة؟ وهل ستعيد الحركة بسط سلطتها بالكامل على غزة؟
شعبنا الفلسطيني ينتظر التنفيذ الأمين والجاد لبنود المصالحة التي تم التوافق عليها، وعلينا ألا نخيّب آماله في ذلك، أمام إخوتنا في حركة فتح والسلطة تحدّ في ذلك وعليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية
لا بديلَ لدى حركة حماس عن المصالحة إلا المصالحة، إذ أن وحدة الصف الفلسطيني بالنسبة لنا خيار استراتيجي وسنمضي في العمل على إنجاحها بكل عزم وحرص إلى أبعد الحدود، لكن لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام المماطلة والقفز عن الحقيقة والتهرّب من تنفيذ المصالحة وسنعمل على إيجاد الوسائل للتخفيف من معاناة أهلنا والتقدم في القضية الوطنية والتعامل مع المصالحة ممرا إجباريا للجميع.
شعبنا الفلسطيني ينتظر التنفيذ الأمين والجاد لبنود المصالحة التي تم التوافق عليها، وعلينا ألا نخيّب آماله في ذلك، أمام إخوتنا في حركة فتح والسلطة تحدّ في ذلك وعليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية وألا نعمّق أحزان شعبنا وآلامه التي يتلقاها يومياً من الاحتلال ونحن سنكون الجسر الذي نحقق امال وطموحات شعبنا وأول الطريق لذلك هو المصالحة.
- هل تبددت فرص تعرض القطاع لعدوان جديد ام انها ما تزال قائمة؟
استمرار حصار غزة في عامه الثاني عشر وصمة عار على جبين كل من يشارك فيه، أوضاع القطاع باتت واضحة للجميع، ولا نبالغ بالقول إنها أصبحت كارثية بشكل سريع ومتسارع بعد مرور 12 عاماً على الحصار وثلاث حروب شنها الاحتلال ضد غزة.
الحصار المفروض على غزة منذ عام 2006 هو أحد أشكال الاحتلال ومن أهم أدواته للضغط السياسي حتى يرفع شعبنا الراية البيضاء ويقبل بما يفرض عليه من رؤى وحلول مذلة ومرفوضة تتضمن تنازلات عن حقوقنا الوطنية وهذا لن يحدث.
الحصار تسبب بأزمات إنسانية متكررة نتيجة لتقييد حركة السكان ونقص الأدوية والمعدات الطبية وقلة الوقود، إضافة إلى القيود المفروضة على دخول مواد البناء الأساسية فعلى سبيل المثال لا تصل ساعات وصل الكهرباء لبيوت المواطنين إلا 6 ساعات فقط مما ينعكس على جميع الأوضاع الحياتية والصناعات والمشافي إلى جانب حالة الفقر المدقع المتزايدة والبطالة التي تصل إلى 60 % مع تفاقم الازمة الصحية وتوقف حتى بعض المؤسسات الخدمية والتعليمية.
أما بخصوص إمكانية تصعيد الاحتلال والوصول الى حالة الحرب فنحن لا نسعى إلى التصعيد، ولا إلى الحروب، لكن إذا ارتكب العدو حماقة جديدة وشنّ عدواناً على قطاع غزة، فإن فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسّام سيدافعون عن شعبنا بكل بسالة واقتدار.
نحن حركة مقاومة فلسطينية تحمل مشروعاً تحررياً متكاملاً وخياراتنا مفتوحة ومتعددة في التعامل مع أي تطور، ولدينا من الوسائل والإمكانات القادرة على الصمود والمقاومة ومواجهة العدو. العدو الصهيوني لا يُؤمَن جانبه .. ونحن في حرب مفتوحة وشاملة معه انطلاقاً من مبدئنا الراسخ في عدم الاعتراف بوجوده واعتباره كياناً غاشماً وزائلاً لا محالة.
- ما طبيعة التعاون مع مصر لمكافحة الإرهاب في سيناء؟ وهل ساعدت المنطقة العازلة بين قطاع غزة ومصر في منع التسلل بين الجانبين؟
لا نقبل المساس بأي أرض مصرية تماماً مثل رفضنا القاطع التنازل عن شبر من أرض فلسطين، ولن نسمح أن يكون قطاع غزّة ممراً أو مقراً لأي شيء يهدّد الأمن القومي المصري
بداية أمن جمهورية مصر العربية الشقيقة من أمن فلسطين، فالمحافظة عليه وعدم المساس به جزء أصيل يمليه علينا عمق العلاقة وأواصر الأخوة، ولا نقبل المساس بأي أرض مصرية تماماً مثل رفضنا القاطع التنازل عن شبر من أرض فلسطين، ولن نسمح أن يكون قطاع غزّة ممراً أو مقراً لأي شيء يهدّد الأمن القومي المصري، وفي المقابل فحركة حماس لا تتدخل في الشأن الداخلي لمصر أو لأية دولة ، وبوصلتها ستظل دائماً فلسطين.
ما رد حماس وموقفها الرسمي حول ما يتردّد من أقاويل عن مشاريع لإعادة توطين الفلسطينيين في سيناء؟
ما قلناه في اللقاءات وما قاله الاخوة المصريون هو في الاتجاه ذاته، ومتطابق تماماً في هذه القضية، إن مصر هي مصر وفلسطين هي فلسطين، ونجدد رفضنا لأشكال التوطين كافة، لا في مصر ولا في لبنان ولا في أي مكان، ونؤكد أن حق العودة حق فردي وجماعي، وهو ملك للأجيال الفلسطينية، وأن استعداد بعض الأطراف الفلسطينية أو العربية بالتعاطي مع حلول تلغي حق العودة، هو أمر مرفوض تماما، وهو دليل على تنكرها لحقّ من حقوقنا الوطنية، بل ويشكّل غطاءً للاحتلال لارتكاب مزيد من الجرائم ضد شعبنا، وتستراً فاضحاً عن أبشع جريمة شهدها العالم خلال السبعين عامًا الماضية؛ جريمة اقتلاع شعب من أرضه باستخدام كافة وسائل القتل والإرهاب وقد استمعنا الى موقف مصري واضح وقاطع برفض فكرة التوطين في سيناء.
- ما هي معلوماتكم في حماس حول ما يتردد عن "صفقة القرن"، والهدف الذي ترمي إليه هذه الصفقة؟
القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة خطيرة مع استمرار المشروع (الصهيوني) في مخططاته لتصفيتها وتهويد مدينة القدس، في ظل الانحياز التام الذي أعلنته الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الاحتلال وانشغال الدول العربية في قضاياها الداخلية. وإعلان ترمب الأخير الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال هو جزء من صفقة كبرى أطلق عليها "صفقة القرن" يراد منها تصفية القضية الفلسطينية، وما رشح عنها إعلامياً وما تروّج له بعض الأوساط السياسية يؤكّد ذلك.
والحرب التي تشنّها الإدارة الأمريكية الجديدة على حركة "حماس " من قبيل السعي إلى تشريع قوانين ضدها وفق الرواية الصهيونية، وإدراج وزارة الخزانة الأمريكية اسم الأخ القائد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي على قوائم ما يسمّى "الإرهاب"، وتقليص الدعم لوكالة الأونروا، والحديث عن مشاريع توطين، من الواضح أنه يأتي ضمن هذه الصفقة، والتي تستهدف بالأساس تصفية القضية الفلسطينية، وذلك بضرب ثلاث قضايا رئيسة هي أعمدة القضية الفلسطينية؛ حدود الأرض، ومدينة القدس، وقضية اللاجئين.
- ما موقف "حماس" في حال فرض ترمب صفقته وما هي رؤية حماس للواقع السياسي للقضية الفلسطينية وتحديداً في غزة؟
صفقة وقرار ترمب لن يمر، وسيقف شعبنا الفلسطيني سداً منيعاً ضدّها وسيفشلها بإصراره وإرادته وصموده، أما قطاع غزة فهو جزء لا يتجزأ من فلسطين، وصفقة ترمب ليست موجّهة لقطاع غزة وإنما للقضية الفلسطينية برمتها.
لا يمكن أن تفرض أي قوة مهما كانت ما يرفضه الشعب الفلسطيني لأن شعبنا لديه القدرة دوما أن يقول كلمته وحتى الولايات المتحدة أو ترمب بكل قوتهم وجيوشهم وصلفهم وغطرستهم لا يمكنهم إجبار شعبنا وأمتنا على التنازل عن شبر من أرضنا، ولو كان مقدّراً للشعب الفلسطيني أن ينكسر وتنتهي قضيته – لا سمح الله - لحدث ذلك حين احتلت أراضيه عام 1948م وهجّر منها، أو حين ارتكبت بحقه المجازر التي يندى لها الجبين عبر التاريخ، لكنه صمد وصبر وضحّى وقاوم كل الإجرام وكل المشاريع وكل المؤامرات، وهو اليوم قادر أن يفشل صفقة القرن أو غيرها، ولن يمرّ مشروع يرفضه الشعب الفلسطيني، ولن تستطيع أيّ قوّة في الأرض أن تفرض على الشعب الفلسطيني أيّ مشروع أو قرار، إرادة شعبنا أقوى منهم ومن كل مشاريعهم".
صفقة وقرار ترمب لن يمر، وسيقف شعبنا الفلسطيني سداً منيعاً ضدّها وسيفشلها بإصراره وإرادته وصموده، أما قطاع غزة فهو جزء لا يتجزأ من فلسطين، وصفقة ترمب ليست موجّهة لقطاع غزة وإنما للقضية الفلسطينية برمتها.
- ما آخر أخبار صفقة تبادل الأسرى بين "حماس" والاحتلال، وهل اتفق على البدء بمناقشة هذا الملف مع المصريين خلال هذه الزيارة؟
لم يناقش هذا الملف في هذه الزيارة؛ التي لها طبيعة مختلفة، وهو ملف يدرك المحتلون كيفية التعامل معه ولا يتم التعامل معه عبر وسائل الإعلام.. والعدو يفهم تماما ما المطلوب منه .. ونحن مصرون على تحرير أسرانا، فقضيتهم كانت وستبقى على رأس أولوياتنا القيادية.
- هل تدعم حماس الدعوات التي برزت في الآونة الأخيرة، لتسيير مسيرات العودة باتجاه الحدود الشمالية لقطاع غزة للضغط على الاحتلال؟
الأجيال الفلسطينية مهما تباعدت الجغرافية والزمن فلن يغيب عنهم حق العودة، وهو حق كفلته المواثيق الدولية، ولن يسقط بالتقادم.
حماس تقف مع كل التحرّكات الشعبية وتؤيّد كل الفعاليات التي تصبّ في مسار حماية ثوابتنا وتحقيق أهدافنا الوطنية، وعلى رأسها حق العودة، وهذه المسيرات تأتي في الاتجاه الذي يعزّز تمسّك الشعب الفلسطيني بحقه المشروع في العودة إلى مدنه وقراه وبلداته التي هجّر منها، وهي رسالة حقيقة لكل العالم أن الأجيال الفلسطينية مهما تباعدت الجغرافية والزمن فلن يغيب عنهم حق العودة، وهو حق كفلته المواثيق الدولية، ولن يسقط بالتقادم.
ما طبيعة العلاقات الراهنة بين حماس وإيران؟
نحن في حماس معنيون بتعزيز علاقاتنا مع كل الدول العربية والإٍسلامية والفاعلين في الساحة الإقليمية والدولية الذين يدعمون قضيته العادلة وحقهم المشروع في مقاومة الاحتلال لتحرير أرضه ومقدساته. الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أكثر الدول التي دعمت المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح في أحلك الظروف فلها الفضل في ذلك وهذا يسجل لها، ونحن حريصون على تعميق العلاقة معها، كما أننا حريصون على تطوير العلاقات مع كل الدول العربية والإسلامية".
- كيف هي علاقتكم مع محور المقاومة عموماً، وكيف تنظر "حماس" لإسقاط الطائرة الإسرائيلية في الجولان المحتل؟ وما إذا كان هناك اتفاق دفاع مشترك بين محور المقاومة و"حماس"، خاصة مع إعلان " كتائب القسام" الاستنفار بعد إسقاط الطائرة؟
القضية المشتركة التي تجمع الأمة الإسلامية هي فلسطين، والعدو المشترك والكيان الدخيل على أمتنا العربية والإسلامية هو الاحتلال الصهيوني، فكل هزيمة أو ضربة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية يتلقاها هذا العدو هي مكسب لفلسطين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإنَّ من حق أيّ دولة عربية وإسلامية أن تردّ عدوان هذا الكيان على أراضيها بكل الطرق والوسائل الممكنة.
نحن حركة تحرر وطني، ولسنا دولة حتى نبرم اتفاقات دفاع مشترك بالمعنى الاصطلاحي، وكل قوى المقاومة في الأمة معنية بالتصدي للكيان الغاصب ومقاطعته وتجريم التعاون والتطبيع معه، هذا الأصل الذي يجب أن تجتمع عليه الأمَّة اليوم. أما كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام فهي دوماً يدها على الزناد، وشعارها "وإنْ عدتم عدنا"، وكما أسلفت أن العدو الصهيوني لا يُؤمن جانبه وطبيعته الإجرام والغدر.