شنت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية ليلة الاثنين 29 حزيران/يونيو غارات على مواقع الحوثيين في صعدة ومناطق تمركزهم في مأرب وعدن.
وشملت الغارات مناطق بدار سعد وخور مكسر وجبل حديد في عدن. كما استهدفت الغارات منطقة صرواح في مأرب وسط اليمن.
فيما طالت الغارات منطقة النظير في رازح بصعدة شمال اليمن. يأتي ذلك في وقت قصفت فيه القوات الموالية للرئيس السابق صالح أحياء سكنية في عدن، فيما احتدت الاشتباكات بين اللجان الشعبية والحوثيين في تعز.
المجتمع الدولي والحل في اليمن
لن يكون اليمن حالة خاصة أو مميزة يتعامل معها المجتمع الدولي في مساعيه لإيجاد حل للأزمة في هذا البلد
وسيندرج اليمن كغيره من ساحات الصراع في المنطقة والعالم في جداول أعمال الهيئات والمنظمات الدولية وعلى أجندات مؤتمراتها واجتماعاتها التي ستنشغل في البحث في مشاكل اليمن وأحداثه، وسبل حلها والخروج منها، دون أن يكون هنالك جدية ورغبة حقيقية في الوصول إلى نتيجة تنهي أزمة هذا البلد وتوقف نزيف الدم ومسلسل الدمار فيه.
لذلك نجد أن الحراك السياسي الدولي فيما يخص الشأن اليمني كان ولا يزال دون المستوى المطلوب، خاصة أن اليمن أصبح على شفير الانهيار وبات يعاني من ويلات الحصار أكثر مما يعاني من ويلات القصف والحرب، رغم ذلك لم نجد حراكا جديا وفاعلا من المجتمع الدولي يقابل ويوازي هذا الخطر المحدق باليمن، بل اقتصر هذا الحراك على مطالبات بعقد مؤتمر حوار يمني يمني في جنيف، دون تهيئة متطلبات وظروف إنجاح هذا المؤتمر، فلم يحقق مؤتمر جنيف اليمني ما كان مأمولاً منه لصالح اليمن وشعبه، ولم يصل المؤتمرون فيه إلى أي نتائج تذكر، سوى ما صرح به المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن مشاركة كل الأطراف اليمنية بما فيها الحوثيين وحلفائهم، يعتبر تأسيسا للقادم من اللقاءات والحوارات عندما تصبح الظروف الداخلية والإقليمية والدولية ناضجة لإنجاح هذا الحوار.
يبقى اللافت للنظر في الحراك السياسي المتعلق بالشأن اليمني هو التعويل على دور فاعل لموسكو في المشاركة بإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، بعد أن كان لها موقفها المتمايز عن معظم دول مجلس الأمن والدول الغربية في تعاطيها مع ما يجري في اليمن، حيث حكمت مواقف تلك الدول تجاه اليمن علاقة هذه الدول ومصالحها مع المملكة العربية السعودية، كما امتنعت موسكو عن التصويت على قرار مجلس الأمن / 2216 / المتعلق باليمن والذي اعتبرته السعودية مكسبا سياسيا لها، هذا التعويل على الدور الروسي يمكن تلقي رسائله من النشاط السياسي الكثيف الخاص بالشأن اليمني في العاصمة الروسية موسكو، وعلى رأس هذا النشاط كانت الزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى موسكو مؤخرا، والإعلان عن زيارة قريبة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى روسيا يناقش خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواضيع كثيرة في المنطقة والعالم وعلى رأسها سوريا واليمن.
الحوثيون يعاودون قصف مصفاة نفط
في غضون ذلك عاود الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الاثنين قصف مصفاة النفط بميناء عدن في منطقة البريقة.
وقالت مصادر محلية إن النيران مازالت تواصل التهام خزانات النفط الخام وأنابيب الضخ من جراء سقوط القذائف قبل يومين.
وأكد مسؤول في شركة مصافي عدن أن الحوثيين والقوات الموالية لصالح عاودوا قصف ميناء الزيت رغم عدم تمكن المسؤولين من إخماد النيران الأولى، فيما وصفت الحكومة اليمنية قصف مصفاة النفط بالجريمة الكبرى.
وقالت الحكومة في بيان، إن هذا الهجوم انتهاك لكل القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية والقانونية، مضيفة أن إحراق الميناء يهدف الى إغلاق كل طرق المساعدات الإنسانية لأبناء وأهالي المدينة.
الحكومة اليمنية تطالب بتحرك دولي ضد "حرب إبادة" يمارسها الحوثيون
سياسيا، اعتبرت الحكومة اليمنية الأوضاع الدائرة في البلاد "حرب إبادة" ممنهجة يمارسها الحوثيون والموالون لصالح، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والعاجل لوضع حد لتلك الممارسات.
وشددت الحكومة في بيان لها على ضرورة التحرك الفوري لوقف نزيف الدم اليمني ووضع حد للانتهاكات الإنسانية التي تمارسها جماعة الحوثيين. هذا وكان قياديون في الجماعة قد أعلنوا أنهم يدرسون مع المكونات السياسية في البلاد تشكيل حكومة شراكة وطنية بدلا من حكومة خالد بحاح الموجودة في الرياض، وذلك بعد أيام من فشل مفاوضات السلام في جنيف.
هذا ويصل إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن، العاصمة السعودية الرياض، الاثنين في زيارة من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسؤولين في الحكومة اليمنية للتشاور من أجل استئناف الحوار بين أطراف الصراع، بعد مشاورات "جنيف" التي انتهت الجولة الأولى منها الجمعة قبل الماضية "دون التوصل لاتفاق".