قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن قضية قطر لا تشغله السعودية كثيراً، حيث إن أقل من رتبة وزير يُمكنه إدارة أزمتها، خاصة أن عدد سكانها لا يصل إلى شارع في مصر.
جاء ذلك خلال لقاء مع رؤساء تحرير عدد من الصحف المصرية، عُقد بمنزل السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر.
وأضاف الأمير السعودي محمد بن سلمان خلال لقاء نشرته الصحف المصرية، بأن العلاقات المصرية - السعودية قوية، ومنيعة، وصلبة، من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مؤكداً على أنها عصية على أي محاولة للتخريب.
وتابع مازحًا: أن "العاهل السعودي والرئيس المصري لو أرادا تخريب العلاقات المصرية - السعودية لن ينجحا لصلابة ومتانة ومناعة العلاقات بين الشعبَين في المجالات كافة".
القضية الفلسطينية
وبالحديث عن مستقبل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، شدَّد بن سلمان على موقف بلاده المؤيد لحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد على أن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 هي من الثوابت السعودية والمصرية.
نهوض مصر
وأعرب بن سلمان، عن إعجابه الشديد بالمشروعات العملاقة التي زارها برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مُشيراً إلى أن الرئيس السيسي أطلق الهمة الفرعونية في شرايين الشعب المصري، وأوجد حالة عمل كبيرة؛ الأمر الذي انعكس إيجابًا على معدل النمو.
وأكمل حديثه: "كنت فاقد الأمل تمامًا في أن تقوم مصر، وكنت أدعو الله ألا تنهار، وما رأيته اليوم أكد لي أن الله استجاب لدعائي؛ فقد رأيت تفاعلاً كبيرًا في مستقبل المنطقة؛ لأن مصر عندما تقوم فالمنطقة كلها تستطيع أن تنهض".
وأشار بن سلمان، إلى أن الفارق بين معدلات النمو في دول الخليج ومصر، يأتي في حال وجود مشروعات كبرى في الخليج فإن البعض يفسر ذلك بوجود ثروات خليجية، تسمح بتوفير التمويل اللازم لهذه المشروعات، أما في مصر فالمشروعات الكبرى تأتي كنتاج لثروة بشرية كبيرة".
وتابع: "ما رأيته من مشروعات عملاقة هو نتيجة حالة عمل كبيرة، تراهن على المستقبل، وأثمر ذلك بالفعل ارتفاع نسبة النمو بشكل فاجأ العالم، وفاجأني أنا شخصيًّا".
وبشأن التطور الاقتصادي المصري، أوضح بن سلمان، أن "مصر الآن في أفضل أوضاعها من الناحية الاقتصادية، والقادم أفضل جدًّا - بإذن الله تعالى - وفق ما رأيته من عمل جاد على الأرض المصرية".
إصلاحات السعودية
قال الأمير محمد بن سلمان: "إن هذه الإصلاحات الاجتماعية - بما فيها السماح للمرأة بقيادة السيارة، والحفلات الغنائية، وحضور مباريات الكرة - لا تتعارض مع صحيح الإسلام".
وأضاف: "الإسلام دين سمح، ونحن نفتح نقاشًا واسعًا مع كل الأفكار والتيارات في السعودية، وفي مرحلة ماضية كانت نسبة التطرف نحو 60 %، أما الآن فهي لا تتجاوز 10 %".
وأردف: "كل ما نقوم به في السعودية ينعكس على الأوضاع الاقتصادية، وعلى المواطن، خاصة الشباب السعودي"، لافتاً إلى أن ذكريات الإجازات العائلية للمواطنين السعوديين كانت خارج السعودية؛ لأن المواطن السعودي كان معتادًا على أن يقضي إجازته السنوية أو الأسبوعية في الخارج، أما الآن فإن مناخ الانفتاح والتنوير ينعكس على الاقتصاد السعودي إيجابًا بإنعاش المناخ السياحي داخل السعودية.
حرب اليمن
بيّن بن سلمان، أن الحرب قاربت على تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الشرعية في مواجهة المتمردين الحوثيين، مؤكداً على أن نهايتها وشيكة بعد تحقيق أهدافها".
وأشار إلى الممارسات العدائية لإيران، نافيًا أي اضطهاد للشيعة في السعودية، لأن "شيعة السعودية يساهمون في نهضتها، ويتولون مناصب قيادية".
أزمة قطر
شدّد بن سلمان، على أن عُقدًا نفسية تحرك حكام قطر تجاه الدول العربية، مشيرًا إلى أن المشكلة مع قطر تافهة جدًّا، وأن شارعًا واحدًا في مصر أكثر عددًا من سكان قطر.
ونوه إلى أن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة مع قطر، تتمثل في طريقة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع كوبا عام 1959، عندما تدهورت العلاقات الأمريكية - الكوبية بشكل كبير بعد الثورة الكوبية المناهضة لسياسات واشنطن؛ وهو ما أدى إلى قطع الولايات المتحدة علاقتها مع كوبا، وفرضت حظرًا اقتصاديًّا عليها، بدأ في أكتوبر 1960، ولم يتم تخفيف سوى عدد من القيود خلال فترة الرئاسة الأولى لأوباما.