كشف تقرير أميركي عن أن عقوبات الرئيس دونالد ترامب، وخطابه القاسي عبر تغريداته في "تويتر"، ستجبر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، والتخلي عن برنامجها النووي.
وذكر التقرير أن استراتيجية واشنطن القوية في تعاملها مع النظام الكوري الشمالي، إلى جانب التحذيرات التي كان ترامب يطلقها عبر "تويتر"، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على بيونغيانغ، والضغط على كل من يتعاون مع كيم جونغ أون، تؤتي ثمارها.
وأوضح أن حصاد هذه السياسة بدأ في الظهور مع إعلان كوريا الشمالية استعدادها للتخلي عن أسلحتها النووية في حال ضمان أمن نظامها، بحسب ما صرح مستشار الأمن القومي في كوريا الجنوبية، تشونغ أوي يونغ، بعد لقائه مع الزعيم كوريا الشمالية.
وفي السياق، نقل التقرير، الذي تعاونت في إعداده "فوكس نيوز" مع "أسوشيتيد برس"، عن نيكولاس إيبراشتات، الخبير الاقتصادي في معهد "إنتربريس" الأميركي قوله: "لا نستطيع القول بأن قرار كوريا الشمالية جاء بسبب الخوف من الولايات المتحدة، ولكنني أصفه بإعادة تمركز، كالذي يجري في الملاعب، عندما يعود لاعب للوراء باحثا عن مساحة للتحرك في الخلف".
وبينما يلف الغموض الاقتصاد الكوري الشمالي، إلا أن مراقبين يرون أن العقوبات، التي فرضتها أميركا والأمم المتحدة في العام الماضي على بيونغيانغ كان لها تأثير إيجابي.
ففي خطاب رأس السنة الجديدة اعترف كيم جونغ أون بأن بلاده تواجه أصعب التحديات على الإطلاق، وبأن ظروف الحياة أصبحت أكثر صعوبة بسبب العقوبات، محذرا من أن عام 2018 قد يكون صعبا أيضا على البلاد التي يتوجب عليها الاعتماد على ذاتها أكثر.
وكانت الولايات المتحدة قد أصدرت في أغسطس الماضي، "قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات"، والذي يشدد العقوبات والقيود المفروضة على التعامل التجاري مع كوريا الشمالي، مع فرض عقوبات على الشحنات الكورية، ووقف الدعم المالي لأي بلد يقدم أو يتلقى تجهيزات عسكرية من كوريا الشمالية.
وتلا ذلك في سبتمبر، إقرار أمر تنفيذي من ترامب يمنح الولايات المتحدة الحق في سحب أو تجميد أي حساب أو أصول مالية لأي شركة تتعامل مع بيونغيانغ.
كذلك فرضت أميركا في الشهر الماضي عقوبات إضافية على كوريا الشمالية، بعد أن خلصت تحريات لها إلى استخدام كوريا الشمالية لغاز الأعصاب في عملية اغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم كيم جونغ أون في ماليزيا العام الماضي.
كما أدت الضغوط الأميركية في الأمم المتحدة إلى حمل الصين وبقية أفراد المجتمع الدولي لفرض قرارات تحظر استيراد وتصدير صناعات من وإلى كوريا الشمالية تشمل الفحم والحديد والرصاص والماكولات البحرية والنفط الخام والمشتقات البترولية.
وحول مدى فعالية إستراتيجية الضغوط الاقتصادية، يقول إيبراشتات: "تعمل إدارة ترامب على تقويض قدرات البرنامج النووي لكوريا الشمالية وذلك عبر إضعافها اقتصاديا، والمرونة الكورية التي ظهرت مؤخرا يعكس نجاح الخطة الأميركية".
وبالتوازي مع الحرب الاقتصادية، يجيد ترامب التعامل مع كوريا الشمالية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بحسب يون صن، المدير المشارك في برنامج شرق آسيا بمعهد "سيتمسون"، والتي ترى أن لتغريدات ترامب وخطبه تأثيرا قويا على الكورين الشماليين: "قوة ووثوق ترامب في التغريدات التي ينشرها تثير صراعا داخل الكوريين إذ لا يستطيعون الجزم بأن ما يقوله رئيس كترامب ينفذ وعوده، مجرد تهديدات لن تطبق على أرض الواقع أم أنها ممكنة الحدوث".
تغريدات ترامب
وسبق لترامب في أكثر من مناسبة أن شن هجوما على رئيس كوريا الشمالية، الذي وصفه في إحدى تغريداته على تويتر بــ"رجل الصواريخ الصغير"، محذرا إياه بأن "زر تحكمه بالأسلحة النووية أكبر، وبأنه يعمل".
كما غرد ترامب في أغسطس الماضي قائلا: "أسلحتنا الحربية جاهزة الآن وهي مذخرة ويصعب تعقبها في حال تصرفت كوريا الشمالية بطريقة غير حكيمة".
وبالرغم من الضغوط التي يفرضها ترامب لإجبار كوريا الشمالية للانضمام إلى طاولة المفاوضات، يبقى هناك سؤلان مهمان: هل ستلتزم كوريا الشمالية بما تقوله، وفي حال كانت الإجابة بنعم، فما هي المطالب التي ستقترحها؟
من جانبه، قد يصّر كيم جونغ أون في أي صفقة مستقبلية على سحب الولايات المتحدة لـ28 ألف جندي، متواجدين في كوريا الجنوبية، كما أنه قد يطلب من الدول النووية نزع أسلحتها، وهو طلب سبق أن طرحه من قبل، ولكن المؤكد أن كيم سيحاول بكل ما أوتي من قوة دفع المجتمع الدولي والولايات المتحدة لتقديم أكبر قدر ممكن من التنازلات لقاء التخلص من أسلحتها النووية.