ما هذا!! فجأة يغلب علينا الشعور بالمرارة والألم عندما يُلمح أحدنا الى غياب مستقبل قضيتنا، ثم ما بالنا نرى الدنيا تقوم ثم تقعد دون ان تقوم كما نريد وكأن حالنا ومستقبل بلادنا في الداخل قد أصبح على ما يرام ولم يعد ينقصنا إلا الحضور في الخارج!!
حيث ان ذلك المتأمل الدقيق في حياتنا السياسية يجد ان هذه الغياب للقضية قد كتب عنه مسبقا دون ان يلتفت اليه أحد، فما أكثر من تحدث بذلك من غير أن ينصت إليهم أحد وما أثير حول هذه الظاهرة من مناقشات جادة لم يكن له صدى واهتمام من مسئول هنا او هناك، أيا ما كان الأمر فإن المسألة أبعد من ذلك اذ انها بحاجة الى دراسة عميقة للواقع السياسي الفلسطيني المرير لأنه لا يمكن الفصل بين الداخل والخارج فليس من المنطقي أن نطالب بوجودنا المظهري الشكي السطحي الإعلاني الإعلامي قبل ان ندفع ثمن ولائنا لقيادة لم يكن لها حضور في رحاب قضيتنا وارضنا الفلسطينية .
إني أتصور ان الغياب التوعوي السياسي داخليا أكثر خطورة من الخارج، دعونا ننظر الى واقعنا وحالنا ومشاكلنا نظرة موضوعية واقعية لا تشوبها البر والاجندة او المظهرية فلا نكون كالعريان الجوعان الباحث عن باب الخمارة واتذكر مثل شعبي يقول (الحصير الذي يحتاجه البيت يصبح محرما على المسجد)
الى هذا الحد ننبه الوجدان الفلسطيني الى أهمية وضع حد لهذه المهزلة وان ننهض بقضيتنا التي كانت على مر السنين في قمة الهرم والاولويات وأن ندحر بالمسؤولين الذين جعلوا قضيتنا قضية راتب فجعلوها في صفحات طي النسيان، فمنهم ذلك المدعو محمود عباس الذي كان يسافر خارج البلاد بين لحظة وأخرى في مؤتمرات دولية وتنتهي سفرته او زيارته ببعض الصور التذكارية وتبادل الابتسامات ثم يعود الى ارض الوطن سالما ليشغل الصحافة والإذاعة والتلفزيون بزيارته الخطيرة للبلاد الأوروبية او الامريكية والتحدث عن بطولته في مواجهة إسرائيل التي تتوسع على حساب قضيتنا وتنهش لحمنا وتعتقل أطفالنا وتداهم جامعاتنا وتضرب قيادات شبابية داخل حرمها ونحن نصدق كل هذه الأكاذيب فنحن أول من يسمع واخر من يفهم وكأننا نسينا ان محمود عباس هو الذي يعطي الضوء الأخضر للاحتلال للقيام بمثل هذه التصرفات فقد خدم إسرائيل وقدم لها اكثر من خدمة شمعون لها فتاريخ محمود عباس أقرب للعمالة منه لأي شيء اخر فهو مرة عميل لإسرائيل ومرة عميل لأمريكا ومرة عميل لدول عربية تخدم المصالح الصهيو أمريكية في المنطقة ومرة عميل لنفسه لنزواته ولطموحاته فهو مغامر يريد ان يشغل الرأي العام العربي وربما الغربي بترديد اسمه سواء مدحا او ذما او خوفا ، المهم ان يظل في الصفحات الأولى من كل الجرائد وان يظل الخبر الأول في كل النشرات الإخبارية ، وفي سبيل ذلك لا يتورع ان يتخذ الوطنية مطية والشباب الفلسطيني وسيلة والكفاح مركبا والمال أداة فذلك صفاة كل رئيس طاغي وجبار فهو لا يرى الا نفسه ولا يسمع الا صوت فلا تردعه الا هزيمة تقصم ظهره .
باعتقادي اننا جميعنا في امتحان صغارنا وكبارنا وربما يصيبنا الخوف وشكرا لذلك الخوف فانه وحده الذي وضع أيدي الجميع على الفرامل، فهل يؤدي هذا الخوف الى وجود حلول وسطى للخروج من حالنا هذا؟؟! ام انه سيؤدي الى شلل عام؟؟!! ام ان هناك من سيضرب البحر بعصاه لينهي هذه الخوف بضربة واحد وليكن ما يكون؟؟! ام ستظل حالة الشلل الرعاش سائدة بعد!! والعلم عند الله.
من وجهة نظري لا أرى خيرا في صلح او مساومة مبنية على التنازلات فنحن امام مجرم له تاريخ في المناورة الفاشلة (المفاوضات الرعنة) وله سجل حافل بالمظالم والشرور وخصوصا اتجاه أبناء قطاع غزة، ولا يجوز اعفاؤه من العقاب، وأي تعاطف او تطبيل مع مجرم هي جريمة، وان أعفيناه من العقاب فلا احسب ان الله سيعفيه فمصيره عند الله كمصير كل الظالمين والمجرمين الذين قال الله عنهم في قرأنه "فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق" وإذا كان هو باردا فلنكن أبرد منه.
وفي نهاية مقالي هذا يجب ان نذكره بأن طول الحبل لا يطمئن لأنه هو نفس الحبل الذي سوف يلتف حول عنقه في النهاية لتكون القارعة ..