"يشعر بالإحباط المستمر"

مصادر مقربة من الرئيس عباس تكشف سبب تدهور صحته

محمود عباس.jpg
حجم الخط

نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مقربة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "83 عاما" أنه يشعر بالإعياء بين الحين والآخر والإحباط المستمر".

وأكدت المصادر، على أن مشكلة عباس الصحية الأهم هي الإحباط "بعد أن تُرك وحيداً في مواجهة صفقة القرن والتهديدات الأميركية والإسرائيلية للفلسطينيين"، موضحةً أنّ عباس "يتعرّض لضغوط عربية كبيرة للقبول بما ستطرحه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب".

وذكرت المصادر ذاتها أنّ "الدول العربية التي تملك المال باتت أقرب لواشنطن منها للقدس، ما يعني أنّ المستقبل الفلسطيني سيكون أشد غموضاً وصعوبة".

ونبهت الصحيفة إلى أنه كان لافتاً تناول وسائل الإعلام المصرية خبر الاتصال الأخير بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره عباس بطريقة مختلفة عن المرات الماضية.

وبينت أن وسائل الإعلام المصرية أبرزت اتصال السيسي بعباس على أنه "اطمئنان على صحته"، إلى جانب حديثهما المتعلّق بآخر تطورات القضية الفلسطينية والمخاطر التي تتعرض لها.

ويوم الأربعاء الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن المستويين السياسي والأمني في الكيان الإسرائيلي ناقشا مؤخرا معلومات حول صحة عباس وأدائه، مشيرةً إلى أن تدهورا طرأ على صحة عباس خلال الأشهر الأخيرة.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه بالرغم من أن التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الإسرائيلية وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية يسير بصورة جيدة، "إلا أن إسرائيل تستعد لإمكانية تدهور صحة عباس وتصاعد الصراع على خلافته مما قد يقوض الاستقرار النسبي السائد في الضفة الغربية حاليًا".

ونوهت إلى إجراء عباس خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة قبل أسبوعين فحوصات طبية في مستشفى "بالتيمور" في نيويورك، كما أنه نقل للعلاج في أحد مستشفيات رام الله بعد ذلك.

وأوضحت "هآرتس" أنه في كلتا الحالتين صدرت بيانات للمتحدثين باسم السلطة الفلسطينية تنفي أن يكون عباس يعاني من أمراض مستعصية وأعلنوا أنه بصحة جيدة، كما أن عباس نفسه قال في 22 فبراير الماضي إن صحته جيدة.

ووفق الصحيفة الإسرائيلية فإن عباس "قلص في العام الأخير ساعات عمله، كما أن الأشخاص الذين يعملون معه قالوا إنه بات عصبيا، قليل الصبر ويقوم بالتخاصم مع مساعديه ومسؤولين آخرين في السلطة الفلسطينية".

وذكرت أنه "كلما ساءت حالته الصحية فإنه سيبدأ تصاعد التنافس على تولي السلطة وسط مرشحين كثر يطمحون بهذا المنصب".

ونبهت إلى أن نحو 10 سياسيين ورجال أمن في السلطة يعتبرون أنفسهم ملائمين لخلافة عباس، وأنه من الممكن أن تنشأ تحالفات فيما بينهم لضمان وصولهم إلى السلطة.

وقالت "هآرتس" إن "إسرائيل قلقة من نشوء عدم استقرار خلال هذه الفترة، عندما يتجلى بأن فترة عباس قريبة من نهايتها وهناك مخاوف بأن يؤثر التوتر الداخلي كثيرًا على مدى ضبط النفس الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة الفلسطينية للجم أي هجمات ضد الجيش الإسرائيلي وضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية".

كما توقعت القناة الـ20 العبرية أن "يستقيل عباس من الحياة السياسية في غضون أسابيع قليلة".

ونقلت القناة 20 العبرية في تقرير لها عن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية أن يعلن عباس في الأيام المقبلة عن وريث لمنصب رئيس حركة فتح ورئيس السلطة، لافتة إلى أنه "تم إبلاغ عدد من وسائل الإعلام العربية بذلك".

وأضافت أن سبب استقالة عباس تعود إلى تدهور حالته الصحية، ومطالبة الأطباء له بأخذ إجازة والعناية بنفسه.

وأشارت إلى أن عباس وعد في الاجتماع الأخيرة للمجلس الثوري لحركة فتح الأسبوع الماضي بالموافقة على القوانين الداخلية للحركة، وإتاحة المجال لنائبه محمود العالول بأن يشغل مكانه لمدة ثلاثة أشهر إلى حين إجراء انتخابات داخلية، وفقا لرواية القناة.