قالت مصادر أميركية، إن فشل زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لطهران ستكون له نتائج عسيرة، لا على مستقبل الاتفاق النووي فقط، بل كذلك على المشهدين السياسي والعسكري في العديد من البلدان التي تمارس فيها طهران دوراً مزعزعاً للاستقرار، ولا سيما سورية التي باتت في مرمى ضربات أميركية وإسرائيلية وشيكة.
وبحسب صحيفة "الجريدة" الكويتية اليوم السبت، فإن "المبادرة الفرنسية" التي عرضها لودريان على الإيرانيين، تزامنت مع مناقشة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس دونالد ترامب خلال لقائهما منذ أيام في واشنطن، خطة إسرائيلية مشابهة وموسعة.
وأشارت إلى أن نتنياهو استعرض مع ترامب، ولاحقاً مع كبار مسؤولي مجلس الأمن القومي الأميركي، وعلى رأسهم وزير الدفاع جيم ماتيس ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، ومدير الـ "سي آي إيه" جورج بومبيو، خطة تحرك عسكري شامل للتصدي لأنشطة إيران، وتشمل العراق وسورية ولبنان.
وبيّنت أن نتنياهو ناقش في واشنطن تقييماً إسرائيلياً لوضع روسيا في سورية، خلص إلى أن موسكو وصلت إلى ما يشبه الحائط المسدود في عمليتها العسكرية والسياسية في هذا البلد، وأن قدرتها على منع ضربة عسكرية إسرائيلية كبرى ضد إيران باتت ضئيلة.
وأوضحت أن إسرائيل ناقشت بالتفصيل المواقع والقواعد التي ستضربها في سورية، مبدية استعدادها للمساعدة في قطع «طريق طهران - بغداد - دمشق - بيروت» الذي تسعى إيران إلى شقه من طهران حتى البحر المتوسط، ومنع ميليشياتها من التمركز في النقاط الحدودية بين العراق وسورية والأردن.
في موازاة ذلك، كشفت مصادر عسكرية أميركية أن "البنتاغون" فرغت عملياً من دراسة الخيارات التي سترفع إلى الرئيس ترامب للرد على الهجمات الكيماوية التي نفذها النظام السوري، سواء في الغوطة الشرقية أو في مناطق أخرى.
وعلى الرغم من عدم ربط الضربة المتوقعة للمناطق التي شُنَّت منها الهجمات الكيماوية بأي خطط أخرى أميركية أو إسرائيلية، لفتت المصادر إلى أن ترامب أجاز عملياً تلك الضربة، التي قد تتقاطع مع استعدادات إسرائيل للعب دور مباشر في الهجوم على القواعد الإيرانية في سورية، مبينة أن تل أبيب تضع احتمالاً لامتداد تلك الضربة إلى لبنان إذا ما حاول "حزب الله" التصدي لتحركاتها.
وبالحديث عن نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسي لطهران، توقعت المصادر أن تناقش باريس مع واشنطن وعدد من العواصم الغربية الأخرى خياراتها للتعامل مع الرفض الإيراني المحتمل للمبادرة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على مستقبل الاتفاق النووي في ظل اقتراب انتهاء مهلة الإنذار الذي وجهه ترامب إلى طهران والقوى الدولية لتعديله.
وأكدت على أن الاجتماع المغلق الذي دعت إليه بريطانيا وفرنسا لمجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل للاستماع إلى إحاطة المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان ديميستورا، يأتي في سياق التحركات التنسيقية للرد على ما يجري بسورية في هذه المرحلة.
الجدير ذكره أن عوارض اختناق وضيق تنفس ظهرت ليل الأربعاء- الخميس على أكثر من 60 مدنياً للمرة الثالثة خلال أيام في بلدتي حمورية وسقبا بالغوطة، إثر ضربات جوية شنّتها طائراته الحربية، وذلك على الرغم من التهديد الأميركي والفرنسي والبريطاني بضرب نظام الأسد إذا لجأ إلى استخدام السلاح الكيماوي مجدداً.