وانتماءه السياسي!

كيف كشفت الأجهزة الأمنية مسؤولية "أبو خوصة" عن تفجير موكب الحمد الله؟!

كيف كشفت الأجهزة الأمنية مسؤولية "أبو خوصة" عن تفجير موكب الحمد الله؟!
حجم الخط

كشفت مصادر مطلّعة، أن العمليات التي تنفذها الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، أدت إلى كشف تفاصيل علاقة تنظيم الدولة "الدواعش"، وبين المشتبه بهم في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ومدير جهاز المخابرات ماجد فرج لدى زيارتهما القطاع منتصف مارس الحالي.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن مصادر فلسطينية أكدت على أن أجهزة حماس الأمنية اعتقلت مزيداً من الأشخاص المشتبه في تورطهم بمحاولة الاغتيال، وبين من شارك في تصنيع العبوة الناسفة مع أنس أبو خوصة المشتبه به الرئيسي والذي قتل صباح الخميس الماضي في عملية أمنية كانت تهدف إلى اعتقاله في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة.

وبيّنت أن أنس أبو خوصة عمل مع مجموعة من الأشخاص لدى بعضهم "ملفات أمنية" سابقة غير خطيرة، موضحةً أن بعضهم اعتقل سابقاً على خلفية حمل فكر تنظيم داعش الإرهابي، لكن بعضهم يظهر للمرة الأولى على الساحة، ولم يعرف عنه سابقاً أي معلومات أمنية أو أي انتماء سياسي، ولا يوجد لدى أجهزة الأمن أي ملاحظات أمنية أو جنائية بحقه.

وأشارت إلى أن أنس أبو خوصة لا ينتمي لأي تنظيم سياسي، لكنه قُتل مع عبد الهادي الأشهب الذي كان سابقاً يعمل في أحد التنظيمات "السلفية الجهادية" الناشطة في غزة، مبيّنةً أنه يجري ملاحقة سبعة آخرين على الأقل في عملية واسعة تنفذها الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة من القطاع.

ولفتت إلى أن هناك أشخاصاً اعتقلوا فجر الجمعة في منطقة دير البلح والبريج وسط القطاع، متحدثة عن دهم منازل في مناطق أخرى من وسط وشمال القطاع بحثاً عن مطلوبين.

وأضافت المصادر: "أن إبراهيم القريناوي، وهو أحد الأشخاص الذين اعتقلوا فجر الجمعة، يُعتبر أحد المشتبه بتورطهم في عملية التفجير، وقد يكون ساهم في تصنيع العبوة"، مشيرةً إلى أنه معتقل سابق لدى جهاز الأمن الداخلي التابع لـ"حماس" على خلفية الانتماء الفكري لتنظين "داعش".

ونوهت إلى أن أجهزة الأمن بغزة عممت صوراً وأسماء لأشخاص مطلوبين على خلفية القضية ذاتها، أحدهم عبد الرحمن الأشهب شقيق عبد الهادي الذي قتل مع أبو خوصة في اشتباكات صباح الخميس، إلى جانب آخرين بينهم أحد أقرباء أبو خوصة، إضافة إلى شابين من عائلة واحدة تقطن في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وبشأن المشتبه الرئيسي بالعملية أنس أبو خوصة، قالت المصادر، إنه جاء إلى قطاع غزة عام 2002 مع عائلته الآتية من سوريا، حيث عاش والده عبد المالك أبو خوصة "أحد كوادر الجبهة الشعبية وأسير محرر سابق" في دول عدة آخرها سوريا، وكان موظفاً بلا دوام على بند جهاز الأمن الوقائي.

وتابعت: "والد أنس تُوفي قبل أعوام، كما توفي شقيقه الأكبر سند إثر إصابته بمرض السرطان قبل أعوام قليلة"، موضحةً أنه الابن الوحيد لوالدته حالياً، ولم يكن يظهر عليه مسبقاً أي انتماء لأي جهة سياسية أو تنظيمية أو فكرية دينية.

فيما أكدت مصادر من عائلة أنس أبو خوصة، على أنه منذ ما يزيد على عام أصبح متشدداً في فكره، وأجبر والدته وشقيقاته على ارتداء النقاب، على الرغم أنه لم يظهر في الوقت ذاته انتماءه لأي جهة فكرية متشددة مثل "داعش" أو "القاعدة"، وأنه التزم دينياً منذ عامين فقط.

كما أشارت مصادر فلسطينية أخرى، إلى أن المجموعة المشتبه بها بتنفيذ الهجوم لديها خليط من الأفكار المتشددة التي تحملها جهات مثل "داعش، والقاعدة"، مؤكدةً على أن عدم وجود معلومات سابقة عن بعض الشبان صعّبت من مهمة الوصول إليهم بسرعة وبقيت المعلومات شحيحة إلى أن تم التوصل لخيط طرف بسيط.

وبيّنت أن استخدام العبوات الناسفة بمواد مبيدات زراعية واستخدام "غالون زراعي" في عملية التفجير أوصل إلى أحد الأشخاص من أفراد تنظيم "جيش الإسلام" في قطاع غزة يدعى "ج.أ"، والذي اعترف بأنه اشترى مواد متفجرة مماثلة لها عبر شخص آخر قال: "إنه يشتري تلك المواد من أنس أبو خوصة الذي لم يعرف عنه أنه يعمل في هذا المجال، لكنها أشارت إلى أنه يعمل في قطاع الزراعة رغم أنه تعلم "ملتيميديا" في إحدى جامعات غزة".

وكان موكب رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله، قد استُهدف في منتصف مارس الحالي، لحظة وصوله إلى قطاع غزة برفقة رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج، عبر حاجز بيت حانون "إيرز" شمالي القطاع، بعبوتين ناسفتين ما أدى لإصابة بعض المرافقين بجراح.

يُشار إلى أن الأجهزة الأمنية بغزة، حاصرت صباح الخميس الماضي منطقة يتحصن بها المشتبه الرئيس بتفجير الموكب أنس أبو خوصة وأفراد من المجموعة، ما أسفر عن استشهاد عنصري أمن، ومقتل أبوخوصة ومساعده عبد الرحمن الأشهب.