اللوح: أطراف دولية تسعى لنسف جهود "مصر" بملف المصالحة الفلسطينية

اللوح: أطراف دولية تسعى لنسف جهود مصر بإتمام المصالحة الفلسطينية
حجم الخط

أكد السفير الفلسطينى لدى القاهرة دياب اللوح، على أن السلطة الفلسطينية تُقدر دور مصر البارز فى تثبيت أركان المصالحة الفلسطينية، لافتاً إلى أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء د. رامى الحمدالله، كان يهدف إلى نسف هذه الجهود والعودة إلى مربع الصفر، لخدمة أطراف دولية وإقليمية لم يسمها.

وقال اللوح في ندوة استضافتها "اليوم السابع" المصرية، إن موقف السلطة الفلسطينية والدول العربية كافة من ملف القدس ثابت، موضحاً أن الإعلان الأمريكى أحادى الجانب بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة، والمقرر فى مايو، سيخلق أزمات كبرى، لن يحمد عقباها، مستشهدًا بقرارات سابقة للجامعة العربية فى هذا الشأن تنص على عدم قطع الدول العربية علاقتها مع أى دولة تعترف بالقدس عاصمة إسرائيل.

وأشار السفير الفلسطينى إلى الهدف من الانفجار الذى استهدف موكب رئيس الوزراء الفلسطينى، ومدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، هو تعطيل قطار المصالحة الفلسطينية والجهود المصرية المبذولة.

وبيّن أن الجواب لهذه العملية الفاشلة كان واضحًا من مصر وهو بقاء الوفد الأمنى المصرى، واستئناف الحمدالله عمله الطبيعى فى افتتاح محطة للصرف الصحى شمالى القطاع، مشيراً إلى أن التحقيقات التي تُجريها الجهات المعنية ستكشف من يقف وراء التفجير.

وأضاف: "لا أتوجه بأى اتهام لحركة حماس، وإنما المتهم هو الأطراف المتضررة من المصالحة الفلسطينية، سواء إقليمية أو داخل فلسطين، لرغبتها فى إفشال الجهود المصرية المبذولة فى هذا الصدد".

وبالحديث عن الدول التي تسعى لإفشال المصالحة، قال اللوح: "بحكم عملى كدبلوماسى لا أستطيع أن أبدى أى ترجيحات أو أشير إلى دول بعينها، لكن كل شخص يعرف من الأطراف الإقليمية المستفيدة من إفشال المصالحة، فمنذ 10 سنوات هناك انقسام فلسطينى - فلسطينى شاركت فيه ودعمته أطراف إقليمية ودولية، والربيع العربى بدأ من قطاع غزة، ولم ينتبه إليه العالم العربى لصغر حجم القطاع".

وبشأن الربيع العربي، أوضح أن الانقسام الفلسطينى الذى تم فى عام 2007، ليس صناعة فلسطينية بل أسهمت فيه أكثر من طرف إقليمى وعربى، علاوة على المشاركة فى إفشال المصالحة بين حركتى فتح وحماس، كما أن هناك يدًا للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو فى إفشال المصالحة، والذى كان يقول للرئيس الفلسطينى محمود عباس إن أى اتفاق مصالحة مع حماس يعنى أنه لا سلام مع إسرائيل.

وتابع اللوح: "عند الجلوس على طاولة المفاوضات يقول نتنياهو لعباس ليس لك أى سلطة على غزة، فكيف يمكن إبرام اتفاق سلام من دون غزة، والهدف من المصالحة هو تحقيق وحدة الأرض والشعب والقيادة، وهناك حكومة وفاق وطنى تشكلت بموجب اتفاق الشاطئ فى عام 2014، ومازالت مستمرة، ويطلب من حركة حماس تمكين الحكومة فى غزة".

صفقة القرن

أكد اللوح على أن "القيادة الفلسطينية ترفض، بل تمنع وستمنع فصل غزة عن باقى الوطن الفلسطينى"، حيث إن غزة جزء أصيل منه، والقيادة الفلسطينية تؤكد أكثر من مرة أنه لا دولة دون غزة، وأنه لا دولة فى غزة، وهو متفق عليه فلسطينيًا.

وأضاف: "لا يسمح إقامة دولة فى القطاع تتوسع بعد ذلك لتأخذ جزءًا من سيناء، وهذا مخطط قديم جديد ترفضه القيادة الفلسطينية، حيث لن تقام دولة فلسطينية على أرض غير التراب الفلسطينى، فأرض مصر لمصر وأرض فلسطين لفلسطين، وأريد أن أذكر أنه عندما تقرر إنشاء مطار فى غزة رفضت السلطة بشكل قاطع مقترحات من شركات أن يكون جزء من المطار فى الأراض المصرية لعدم إعطاء أى فرصة لهذا المخطط أن يجد له مدخلًا ولو كان صغيرًا، ولا أحد يعلم مضمون هذه الصفقة المسماة بصفقة القرن".

وأردف اللوح: "صفقة القرن قصتها هى أن الولايات المتحدة أعلنت أنها ستطلق صفقة تاريخية حول القضية الفلسطينية، ففوجئنا بـحزمة قرارات تتمثل بإغلاق مكتب منظمة التحرير، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة من تل أبيب للقدس، ومن المؤسف تحديد موعد نقلها فى ذكرى نكبة الشعب الفلسطينى فى 14 مايو المقبل، ووضع حجر الأساس لها فى حضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لذا أى اتفاق سلام لا يقوم على إقامة دولة فلسطينية على أراض فلسطينية عاصمتها القدس الشريف لن يتم قبوله، وهناك محاولات كثيرة لإثناء القيادة الفلسطينية عن هذا الموقف الواضح، ووجود ضغوط أمريكية على الرئيس الفلسطينى".

السعودية وأبو ديس

قال السفير الفلسطيني: إن "ما يتردد فى وسائل الإعلام حول هذه القضية ليس له أى أساس من الصحة، لسبب بسيط هو أنه لم يبلغ به من الأساس الرئيس محمود عباس خلال لقائه بولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، أو بالعاهل السعودى، فموقف الرياض واضح كل الوضوح من دعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطينى، وفى آخر زيارة لأبومازن للرياض أكد الملك سلمان أن المملكة لن تقبل بأى حل لا يتضمن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".

التنسيق الأمني

وبالحديث عن أسباب عدم وقف التنسيق الأمني مع أجهزة الاحتلال، بيّن اللوح، "أن الرئيس عباس أعلنها صراحة أنه إذا لم تلتزم تل أبيب فلن نلتزم، وعمليًا دولة الاحتلال لم تلتزم باتفاق أوسلو، الذى من المفترض أن يؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على الأراضى التى احتلتها إسرائيل فى 5 يونيو 1967، بل وتنكرت لهذا الاتفاق، وعملت على إعادة احتلال الضفة الغربية بشكل كامل، وتحاصر القطاع، وتقوم بالممارسات العنصرية والعدوانية والفاشية ضد الشعب الفلسطينى، وبالتالى هذا جانب تتم مواجهته بالمقاومة السلمية والشعبية، وبالنسبة للتنسيق فبحكم فلسطين أرضًا محتلة، فإن هناك ارتباطًا فى الحياة اليومية بإسرائيل، وهذا التنسيق ليس تبادل معلومات أو أمنيًا، بل هو تنسيق حياتى يتعلق بالحياة اليومية".

مواجهة نقل السفارة

قال اللوح: إن "قرارات القمة العربية التى عقدت فى الأردن عام 1980 تنص على قطع العلاقات مع أى دولة تقرر نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى القدس، كما أن هناك قرارًا لمجلس الأمن يحمل رقم 467، وصدر فى العام نفسه، يحظر على الدول نقل بعثاتها الدبلوماسية إلى القدس، وهذا يعنى أن السلطة لن تتعامل مع أى دولة تنقل سفارتها إلى القدس حتى ولو أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها فعل ذلك".

مقاطعة العرب للقرار الأمريكي

أكد على أن غالبية الدول العربية ملتزمة بالموقف الفلسطينى وتدعمه، وتبذل جهودًا لمنع دول أخرى من الإقدام على هذه الخطوة، مثل جواتيمالا، لكن فى الإجراء فهناك تفاوت، فهناك دول عربية تريد إبقاء الباب مفتوحًا مع واشنطن، بينما أغلقت السلطة الباب مع واشنطن فى حال نقل السفارة، مشيراً إلى أن الدول العربية تمتلك كل الحرية فى قرارتها، ولم نطلب أن تقطع علاقاتها بواشنطن، ولم تعلن أى دولة عربية عزمها قطع العلاقات مع الإدارة الأمريكية.

المصدر: اليوم السابع