عاشت مدينة رفح الفلسطينية أجواء الحرب مجددا اثر أصوات القصف والمدفعية والرشاشات الثقيلة التي تسمعها بعد الأعمال "الإرهابية" التي شهدتها مدينة سيناء، عائلات فلسطينية استعدت للرحيل مؤقتا من حي السلام وهو اقرب نقطة فلسطينية إلى الحدود المصرية بينما التزمت بعض العائلات ولم تغادره خوفا من الانفجارات وتأثيراتها.
عائلة مازن مطر باتت ليلتها خائفة من الأصوات التي كانت تسمع صداها في مدينة رفح مستعدة للهرب في أي لحظة خاصة مع انتشار أفراد الأمن الوطني في محيط منزلهم الذي يعتبر نقطة تكشف المنطقة المصرية بالكامل.
وقال مطر لاحدى الوكالات المحلية :"بعد ساعات الفجر بدأنا نسمع أصوات المدفعية والطائرات وكأن الحرب بدأت من جديد تحمل الكوابيس والخوف والرعب في صفوف الأطفال الذين تعالت أصوات صرخاتهم مع كل صوت انفجار يسمع في المنطقة".
وشدد مطر أن صوت الانفجارات كان شديد وبقي أفراد عائلته صغيرهم وكبيرهم مستيقظا طوال الليل بانتظار أن ينجلي، مشيرا إلى أن عمليات التجريف التي قام بها الجيش المصري في منطقة رفح المصرية جعلت من تلك المنطقة مكشوفة لهم من باب منزلهم الذي يعتبر أول منزل على الحدود المصرية الفلسطينية.
وأشار مطر إلى أنه طلب من عائلته البقاء في وضع الاستعداد والاستنفار تحسبا لأي طارئ قد يحصل خاصة مع انتشار قوات الأمن الوطني في المنطقة وتحرك الدبابات الإسرائيلي من مواقعها باتجاه الحدود المصرية.
حال المواطن وائل مصلح لم يختلف كثيرا عن مطر الذي عاش أطفاله أجواء الحرب الإسرائيلي الأخيرة على قطاع غزة والتي كان لرفح نصيبا منها في أول أيام عيد الفطر فامتنع الأطفال عن اللعب واختبئوا في المنازل.
وأشار مصلح إلى أن حركة الناس خفت وخلت شوارع مدينة رفح وخاصة حي تل السلام من المارة، مبينا أن أصوات الانفجارات أثارت الرعب في نفوس الأطفال والكبار في المنطقة.
ورفض مصلح فكرة إخلاء المنطقة إذا استمرت العمليات العسكرية في شبه جزيرة سيناء، مشددا أن كفاهم ما لاقوه في الحرب الأخيرة من منازلهم عندما اضطروا إلى إخلائها الصيف الماضي، وقال :"تعبنا من الحروب وكم كنا تواقين للعودة إلى بيوتنا والاستقرار فيها حتى الناس باتت لا تتحمل بعضها فكيف سنعاود الكرة مرة أخرى بالرحيل عن بيوتنا".
بدورها قالت وزارة الداخلي والأمن الوطني في غزة إنها عززت قواتها ودورياتها على طول الحدود الجنوبية مع مصر في ظل تطورات الأحداث التي تشهدها سيناء، من أجل الحفاظ على استقرار الحالة الأمنية وحفظ أمن الحدود".
وكانت مدينة رفح بشطريها المصري والفلسطيني مدينة واحدة قبل أن تقسمها اتفاقية كامب ديفيد الى جزئين الاول تحت السيطرة المصرية والثانية تحت السيطرة الفلسطينية.