كشفت صحيفة " الأخبار" اللبنانية، أن حركة "حماس" طلبت من الجمهورية الإسلامية في إيران التوسط لدى السلطات العراقية للإفراج عن العالم طه الجبوري الذي ينتمي للحركة، وذلك بعد أيام من تسليمه من قبل السلطات التركية لبغداد.
وأضافت الصحيفة: أن "العالم العراقي طه الجبوري انتمى لـ"حماس" قبل ثمانية أعوام، وعمل مع عدد من المهندسين فيها لتطوير قدراتها، وخاصة في مجال الصواريخ".
ونقلت عن مصادر في حركة "حماس" قولها: إن "الجبوري أبلغ قيادته أن مواطنَين عراقيين استدرجاه إلى الفيليبين، وكانا على علاقة بجهاز "الموساد"، وكان من المفترض أن يلتقي بهما في مانيلا، لكنهما تواريا عن الأنظار، إلى أن اختطف بعد مدة وجيزة من خروجه من المطار. وخلال اعتقاله، نقل أنه اعترف بطبيعة علاقته بـ"حماس" وبإجرائه أبحاثاً في تطوير تكنولوجيا صواريخ المقاومة".
وتابعت المصادر، أن الجبوري قال: إنه "احتجز في إحدى القرى الريفية النائية داخل منزل واسع مكون من طبقتين، وإنه تناوب على التحقيق معه عدة أشخاص أجانب، لكنهم يتحدثون العربية، وقد تركز التحقيق على علاقته بـ"حماس" ونشاطه معها".
وبيّنت الصحيفة، أن السلطات العراقية تقدمت بمذكرة رسمية لدى نظيرتها التركية لتسليم الجبوري استناداً إلى اتفاقية تبادل المطلوبين بين البلدين، وهو ما استجابت له أنقرة بترحيله إلى بغداد الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر، أن "حماس" لم يكن لديها علم بتواصل السلطات التركية والعراقية حول الجبوري"، مشيرةً إلى أن سبب ترحيله هو تخوف السلطات التركية من اغتياله على أراضيها، ما قد يسبب لها إحراجاً.
كما نقلت وكالة "قدس برس" عن مصادر، أن المخابرات العامة أوقفت الجبوري في المطار لحظة وصوله إلى العراق أوقفته المخابرات العامة، ونقلته لأحد السجون لتبدأ التحقيق معه.
فيما قال مصدراً مقرباً من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس": إن "العالِم الجبوري هو أحد مهندسي الكتائب وقد اختفى قبل ستة أشهر أثناء خروجه في رحلة بحثية إلى مانيلا لدعم الأدوات العسكرية وتطويرها"، شارحاً أن الجبوري كان يعمل في وحدة مشابهة للوحدة التي كان يعمل فيها العالم التونسي محمد الزواري الذي اغتاله "الموساد" في 2017.
كما تتواصل "حماس" حالياً بالتعاون مع عائلة الجبوري ومع جهات حقوقية ومحامين فيلبينيين من أجل حض السلطات الفيليبينية على كشف ما حدث معه، وخاصة أنه رُحّل إلى تركيا دون أن يعرف ماذا حل معه خلال ستة أشهر في الفيليبين.وفق الصحيفة اللبنانية
وبيّن مصدر مقرب من القسام، أن الجبوري "عمل مستشاراً عسكرياً لحماس في سوريا، حيث انتقل للعيش في دمشق بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 خشيةً من الاغتيالات التي كانت تنفذ بحق ضباط الجيش وعلماء التصنيع العسكري العراقي". وخلال الأزمة السورية، انتقل للعيش في اسطنبول عام 2012، وهو ما أكدته السلطات الفيليبينية بشأن اعترافات الجبوري.
وطه محمد جاسم الجبوري هو من مواليد عام 1954، وأكمل دراسته في جامعة بغداد بقسم هندسة الصواريخ عام 1977، ثم واصل في الكلية العسكرية الفنية عام 1979 ضمن أحد الاختصاصات النادرة التي باشرت بغداد رعايتها ضمن برنامج مشترك مع الاتحاد السوفياتي آنذاك.
وعمِل الجبوري (63 عاماً) في هيئة التصنيع العسكرية التي أنشأها نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لتطوير قدراته التسليحية والصاروخية، وعاود العمل في مجال التطوير العسكري بعدما انتمى إلى "حماس".
ويذكر أن العالم الجبوري قد وصل إلى تركيا في 23 كانون الثاني الماضي للإقامة مع زوجته بصورة قانونية ورسمية، بعدما اختفى داخل الأراضي الفيليبينية قبل ستة أشهر، إلا أنه تبين مع نهاية العام الماضي أنه كان معتقلاً على خلفية مشكلات تتعلق بتأشيرة دخوله إلى البلاد، وفق مؤتمر عقده قائد الشرطة الفيليبينية آنذاك.