المالكي ونظيره الألماني يؤكدان أنه لا بديل عن حل الدولتين

رياض المالكلي.jpg
حجم الخط

 أكد وزيرا الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ونظيره الألماني هايكو ماس، اليوم الاثنين، أن لا بديل عن حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين) على أساس الشرعية الدولية، وعلى أهمية الدور الألماني بشكل خاص والاوروبي بشكل عام لتحقيق هذا الهدف.

وقال المالكي، خلال مؤتمر صحفي عقده الوزيران في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، عقب لقاء الوزير ماس برئيس دولة فلسطين محمود عباس، نحن نعتقد أن هذه الزيارة تعبر عن الاهتمام الألماني بالمنطقة، وزيارة الوزير هو تعبير عن هذا الاهتمام، لذلك أكد السيد الرئيس استعدادنا للتعاون والتنسيق والتشاور المستمر لرؤية دور فعال لألمانيا والاتحاد الاوروبي، من أجل الجهود التي تبذل للعودة للمفاوضات قريبا مع الإسرائيليين.

وأشار المالكي إلى أن الرئيس وضع الضيف في صورة الأوضاع الاخيرة، وخاصة ما حدث نتيجة لإعلان ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.

وأوضح المالكي ان الرئيس وضع الوزير الألماني في مجمل تداعيات هذا الموقف الأميركي الأحادي، بما فيه خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس الأمن والحديث عن رؤيتنا للحل، وبالقول وبشكل أساس إننا نعتبر الإدارة الاميركية لم تَعد وسيطا مقبولا بيننا وبين الاسرائيليين، ولا بد من مؤتمر دولي تنبثق عنه مجموعة دولية متعددة الأطراف تلتزم بالشرعية الدولية ترعى العملية السياسية.

كما أكد الرئيس محمود عباس، وبحسب المالكي، "ايماننا بحل الدولتين والتزامنا بالمفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وبأننا ملتزمون بمحاربة الإرهاب الدولي في كل مكان ولهذا السبب وقعنا 85 بروتوكولا أمنيا مع 85 دولة في العالم على هذا الأساس، وملتزمون بكل قرارات الأمم المتحدة ونطالب بتطبيقها، ونعتقد أن مبادرة السلام العربية أساس جيد لهذه المفاوضات".

وتابع المالكي، أكدنا للوزير الضيف أهمية العلاقات الوثيقة بين بلدينا، وكانت لدينا فرصة لشكرهم على الدعم والمساعدة لبناء القدرات والمؤسسات منذ نشأة السلطة الوطنية وحتى اللحظة ونقدر لألمانيا مواقفها تجاه الحقوق الفلسطينية في المحافل الاقليمية والدولية.

واضاف المالكي، الرئيس تحدث بإسهاب عن الأوضاع في غزة وعن المصالحة والجهود لاستكمالها لتمكين حكومة الوفاق الوطني لتحمل مسؤولياتها ونقل كافة الصلاحيات لتعمل هناك في القطاع كما تعمل هنا بالضفة.

 وقال: "نعول كثيرا على ألمانيا داخل الاتحاد الاوروبي وعلى أوروبا بشكل عام، ورؤيتنا أن شكلا متعدد الأطراف مثل الرباعية زائد مهم لتوفير المناخ المناسب للعودة إلى المفاوضات، وألمانيا هي جزء من هذا الإطار".

وفيما يتعلق بالاعتراف الاوروبي بدولة فلسطين،  أكد المالكي أن هذا الجهد متواصل ولم يتوقف.

وقال: "إننا هنا نعمل بشكل دؤوب إضافة الى بعثاتنا والوفود الزائرة التي تفد إلينا ونضعها بأهمية الاعتراف الذي يأتي انسجاما مع الشرعية الدولية، وهذا موضوع على سلم أولوياتنا ونعمل عليه بهدوء وبدون صخب وبدبلوماسية، ولدينا قناعة بأن الكل سيعترف بفلسطين، ولكن متى؟ ونحن نقنعهم بأنه هذا الوقت، خاصة بعد خطوة ترمب".

وأضاف المالكي إن السيد الرئيس شكر الوزير الألماني، وأكد دورنا واهتمامنا الكبير على استكمال العمل مع ألمانيا لتطوير علاقتنا المتبادلة، مشيدا بكافة الجهود الألمانية  لبناء دولة فلسطين.

بدوره قال وزير الخارجية الألماني: إنه لأمر بديهي جدا أن نزور إسرائيل وفلسطين للحديث مع المسؤولين عند زيارة المنطقة، وأنا سعيد بذلك وهنأت الرئيس عباس بعيد ميلاده الـ 83 باسم الحكومة الألمانية.

وأضاف تحدثنا حول الوضع هنا وفي قطاع غزة وإمكانيات تحسين الوضع، وسنعمل بالتعاون مع شركائنا للعمل على توفير المزيد من الدعم لوكالة غوث اللاجئين "الاونروا"، لأن تحسين الوضع الإنساني أمر مهم جدا، في هذا الوضع الصعب أشجع الناس "لا تكسروا الجسور"، وهو ما ينطبق ايضا على المصالحة وخاصة بعد الاعتداء المستهجن على رئيس الوزراء رامي الحمد الله.

وأكد ماس أنه وعلى المستوى الدولي نحن نعلم بأهمية المسؤولية الدولية تجاه القضية الفلسطينية، لذلك يجب أن يكون هناك تقدم في السلام، وهو صعب بدون أميركا، ونأمل أن لا تغلق الأبواب نحن بحاجة للحوار داخليا (فلسطينيا)، ومع الاسرائيليين لتحسين الأوضاع، وعلى المستوى الدولي يجب إيجاد طرق لتحريك عملية السلام ومتابعتها، وألمانيا موقفها الثابت مع حل الدولتين، وليعيش الناس بسلام والناس هنا عانوا كثيرا وانتظروا العيش بأمان، ونحن في أوروبا سنساعد في تحقيق السلام، ولمساعدة الناس بشكل مباشر.

واضاف: إن وجودي هنا اليوم هو إشارة إلى دورنا الذي نلعبه بنشاط في المنطقة، وطلبت من الجميع أن يقوم بذلك بإيجابية، ونحن في أوروبا نولي ذلك أهمية كبرى، وأن يكون هناك مساهمة ايجابية للتقدم بعملية السلام وسنقوم بتحمل مسؤولياتنا لنقدم المزيد.

وقال ماس: سمعت عن بدائل عن حل الدولتين من قبيل حل الدولة الواحدة، وهنا أود أن أؤكد أننا نولي حل تحقيق الدولتين الاهتمام كله، بغض النظر عن المواقف الأخرى، وهذا ما يجب أن يحوز على الأغلبية في المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني.