أكد مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية، نبيل شعث، على أن الرفض الفلسطيني لصفقة القرن الأميركية، قد يؤدي إلى تأجيلها عاماً آخر على الأقل، مجدداً التأكيد على الرفض الفلسطيني لكافة الضغوطات التي تمارس على القيادة للقبول بالصفقة المرتقبة.
وكشفت تقارير سابقة أن واشنطن أجلت خطة السلام المعروفة بـ"صفقة القرن" أكثر من مرة في الفترة الأخيرة، بسبب رفض الفلسطيني للتعاطي معها والقبول بالولايات المتحدة وسطياً منفرداً في العملية السياسية.
وأضاف شعث، "نعتقد أن الإدارة الأميركية ستؤجل طرح ما يسمى (صفقة القرن) لمدة عام، بسبب الرفض الفلسطيني القاطع لهذه الصفقة، مؤكداً رفض القيادة لما وصفه بالضغوط الأميركية (الابتزاز السياسي والمالي).
وتأتي تقديرات شعث حول تأجيل طرح خطة السلام الأميركية، عقب يوم واحد من لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزيري خارجية ألمانيا، هيكو ماس، وفرنسا، جان إيف لودريان، في مقره برام الله.
وبحسب مصادر لـ"الشرق الأوسط" اللندنية، فإن اللقاء بحث العملية السياسية والدور الأميركي، لافتةً إلى أن الوزيران طلبا إعطاء بلديهما فرصة من أجل الوصول إلى حل وسط مقبول مع الإدارة الأميركية، وطرح خطة يمكن البناء عليها والتعامل معها.
وبيّنت المصادر، أن الوزيرين أخبرا عباس بأن استبعاد واشنطن خيار غير عملي في هذا الوقت، لكن عباس أخبرهما أنه لا يتطلع إلى ذلك، وإنما لكسر الاحتكار الأميركي، وإطلاق مؤتمر سلام تتمخض عنه آلية دولية تشارك فيها الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن عباس رفض بشدة أي إمكانية للتعاطي مع الطروحات الأميركية الحالية، معللاً ذلك بأنه لا يمكن التفاوض من دون أن تكون قضيتا القدس واللاجئين على الطاولة.
وأوضحت أن الرئيس عباس، أصر على مشاركة فرنسا وألمانيا ودول أخرى في أي آلية متعددة، حتى لو طرحت الولايات المتحدة خطة سلام معدلة ومقبولة.
كما قال لـ"ضيفيه": إن "عليهما دعم خطته للسلام لأنها المخرج العملي الوحيد للمأزق الحالي، لكن الطرفين تحفظا على بدء تحرك دولي مضاد للتحرك الأميركي في هذا الوقت".
ويذكر أن الوزير الألماني هيكو ماس، أعلن أن بلاده تدعم حل الدولتين، لكنها لا ترى إمكانية للتقدم في عملية السلام من دون وجود الإدارة الأميركية، قائلاً: "نعتقد أنه من الصعب وجود مثل هذا التقدم من دون وجود الإدارة الأميركية"