حق العودة مكفول ولكن الى أين ؟

التقاط.PNG
حجم الخط

 

منذ كانت النكبة الفلفسطينية وطرد سكان الأرض من أرضهم وتوزع الشعب الفلسطيني في اصقاع الأرض شمالا وجنوبا ، ومع ذلك بقيت اعينهم مفتوحة دائما نحو أرضهم ووطنهم فلسطين ، وأورثوا هذا الحق لأبنائهم وأحفادهم كحق عام وحق خاص لا يسقط بالتقادم ولا يجوز لأي كان أن يمس هذا الحق مهما طال الزمن أو قصر ، وأيدت هذا الحق كافة القرارات الدولية .. 
ولكن بقي السؤال المرتبط تماما بتنفيذ هذا الحق على أرض الواقع ، جميعنا يطالب بحق العودة فقط دون إكمال ويعتري هذا المطلب نوع من النقص أو الضبابية أحيانا المقصودة ،، والسؤال هو العودة الى أين بالضبط ؟ ، الجواب التقليدي العام الى القرى والمدن التي هاجرنا منها ،، ولكن أين تقع هذه المدن والقرى الآن ؟ وتحت أي حكم وتتبع لأي دولة ؟ ،،، هنا يكون السكوت بلا جواب .. 
وللإجابة اللازمة على ذاك السؤال ينقسم المفكرون الى قسمين ،، الأول يعتقد أن تنفيذ حق العودة مرتبط بزوال الإحتلال الكامل عن أرضنا وبالتالي هي عودة لأرضنا المحررة ،، وهذا رأي واضح وله اتباعه . 
الرأي الآخر يؤكد أن تنفيذ حق العودة غير مرتبط بزوال الاحتلال وهو قضية خاصة مرتبطة بحقوق المواطنين في العودة الى ديارهم بغض النظر عن أي تفاصيل أخرى ، كما هم أهلنا داخل الخط الأخضر الذين بقوا صامدين على أرضهم دون أن ينتقص وجودهم داخل دولة الكيان من انتمائهم لشعبهم وقضيتهم .. 
وأمام هذين الموقفين لابد من فتح نقاش معمق وواضح وصريح حتى نخاطب العالم باللغة التي يفهمها ودون ارباك من طرفنا ،، هل تنفيذ حق العودة مرتبط بزوال الاحتلال ؟ ، أم أننا نطالب في الوقت الراهن بالعودة الى أرضنا لنكون جزءا من دولة الكيان نمارس حقنا في العيش الطبيعي على أرضنا .. 
اصحاب الرأي الأول يقولون أن مطالبة تحقيق حق العودة مع وجود الاحتلال هو وصفة خبيثة للاعتراف بهذا المحتل ، والأصل هو القضاء عليه وليس التعايش معه . 
اصحاب الرأي الآخر يقولون إن تنفيذ حق العودة هو الحقيقة الكبرى التي ستغير صورة المنطقة وطبيعة الصراع، إذا نجحنا في استغلال القرارات الدولية التي اعترفت بهذا الحق والضغط لتنفيذها دون ربطها بأي قضية أخرى ، أما إذا زال الاحتلال عن أرضنا فلا معنى لهذا المطلب لأنه تحصيل حاصل ، لأن حق العودة هو رد فعل طبيعي لوجود المحتل ..
وهكذا يبقى حق العودة حق مقدس لابد من تحقيقه طال الزمان أم قصر .. بلادنا تنتظر أهلها ..