دراسات تؤكد: الزواج يحمي من الخرف

3_948516_297132_large.jpg
حجم الخط

لا تظن أن فوائد الزواج تنتهي فقط عند تبادل المشاعر والعاطفة، بل تصل لأكثر من ذلك. فهو يعد درع حماية لصحتك، وحصناً ضد إصابتك بمرض الخرف، الذي قد يجعلك تفقد جميع سجلات ذكرياتك، بل وقدرتك على الإدراك.

ويعرف العلماء الخرف بأنه التدهور المستمر في وظائف الدماغ، ما ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل: الذاكرة، والتفكير السليم والحكمة. لذلك يفقد كثير من الذين يعانون الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون في حاجة لرعاية تمريضية كاملة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يوجد ما يقرب من 47 مليون شخص على مستوى العالم مصابين بالخرف، وتعد من أبرز أسباب الخرف شيوعاً المرض المعروف باسم "ألزهايمر". 

 

شريك حياتك 

"الزواج ووجود الأصدقاء المقربين، عوامل قد تساعد في الوقاية من الخرف". هذا ما كشفه باحثون في جامعة لافبورا في لندن، في دراسة نشرت في دورية علم الشيخوخة، مضيفين أن نوعية المحيط الاجتماعي للشخص تبدو أكثر أهمية من حجم ذلك المحيط الاجتماعي. 

ويقول البروفيسور إيف هوجيرفورست: "يمكن للمرء أن يكون محاطاً بالناس، لكن العامل المؤثر في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف هو العلاقات الوثيقة التي تربطه بالأشخاص. لا يتعلق الأمر بكمية أو عدد الأشخاص". 

وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص غير المرتبطين كان لديهم ضعف احتمالات الإصابة بالخرف مقارنة بالمتزوجين. وتصل النسبة إلى شخص واحد مصاب بين كل 100 شخص غير متزوج، وفقًا لمدير الأبحاث في جمعية مرضى الزهايمر، الدكتور دوغ براون. 

وكشفت دراسة بريطانية نشرت تحت عنوان "الزواج وخطر الخرف"، أن الزواج يسهم بصورة مباشرة في رفع كفاءة وظائف خلايا المخ، حيث ترتفع نسبة احتمالات إصابة غير المتزوجين بالخرف، إلى 42 في المئة، مقارنة بالمتزوجين. 

وقارن الباحثون سمات من أصيبوا بالخرف مع مرور الوقت، بمن لم يصابوا به، للعثور على أدلة حول كيفية تأثير الحياة الاجتماعية على احتمالات الإصابة بالخرف. وكشفت إحدى النتائج أنه عندما يتعلق الأمر بالأصدقاء، فإن أكثر ما يهم ويؤثر هو النوعية وليست الكمية. واستخلصت النتائج بعد تحليل بيانات 15 دراسة، 8 منها أوروبية، و4 من آسيا و2 من الولايات المتحدة الأمريكية، وواحدة من البرازيل، شملت 812 ألفًا و47 شخصًا ما بين أرامل ومطلقين وعازبين. 

"نتائجنا استندت إلى تعداد سكاني كبير، من بلدان كثيرة وفترات زمنية مختلفة، وهو ما يعد أقوى دليل على أن المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف".. حسب كبير الباحثين في كلية لندن الجامعية، أندرو سومرلاد، مضيفًا: "تأكدنا ينبع من فحص ما يقرب من مليون شخص". 

وحسب الدراسة، تلاتفع نسبة احتمال إصابة الأرمل بالخرف إلى20 بالمئة، عن نظيره المتزوج، وهو ما قد يعود للشعور بضغط الحزن. 

 

رعاية صحية 

واتفقت أغلب الدراسات، على أن غير المتزوجين صحتهم أكثر عرضة للخطر، نظرًا لمعيشتهم في حالة من الوحدة، وهو ما تأكده الأستاذة في جامعة ييل للصحة العامة جوان مونين، بأن هناك دلالة كبيرة على أن الزواج مفيد للصحة في الكثير من الأوجه، حيث يتشارك الزوجان في سلوكيات صحية محددة، مثل الأنشطة البدنية ومتابعة نظامهما الغذائي. 

"المصابون بالسكري من المتزوجين يتمتعون بفرص حياة تفوق غير المتزوجين بنسبة 14في المئة"، حسب دراسة بريطانية أخرى، ترى أن الزواج ربما يكون سببًا لحياة أطول لهؤلاء المصابين، حيث إن لديهم أزواج يعتنون بهم في أوقات المرض وغيرها. 

وتشير الدراسة إلى أن مصابي ارتفاع ضغط الدم من المتزوجين تزيد فرص بقائهم على قيد الحياة، بالمقارنة مع غير المتزوجين، بنسبة 10في المئة، كون الحياة الزوجية تجعلهم أكثر حرصًا وحماسة لتناول الأدوية، والأطعمة الصحية، وأداء التمرينات الرياضية.