قال أحد المرشحين البارزين لخلافة بنيامين نتنياهو في قيادة " الليكود" جدعون ساعر، ان دولة فلسطينية ستفقد اسرائيل السيطرة الديموغرافية بين النهر والبحر، ولا يوجد في إقامة هذه الدولة حل للمشكلة الديمغرافية، إنما ستكون هي المسبب لهذه المشكلة.
وأوضح ساعر في مقال له بصحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، بعنوان: كيفية تأثير إقامة دولة فلسطينية على المستقبل الديمغرافي لإسرائيل، إنه "في الوضع الحالي فإن إسرائيل تسيطر وحدها على كافة منافذ البلاد، وفي اللحظة التي يكون فيها للفلسطينيين الحق والقوة لتحديد من يدخل من منافذ البلاد، فمن المتوقع أن يتدفق إليهم سكان عرب من المنطقة كلها".
وأضاف ان السلطة الفلسطينية تطالب بعودة 400 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا، وزعم أن اللجوء لدى الفلسطينيين يختلف عن التعريفات الدولية المقبولة، باعتبار أنه "أبدي"، وعدد اللاجئين الفلسطينيين يقدر بالملايين، ويخططون للعودة إلى البلاد بعد إقامة الدولة الفلسطينية.
واتضح أن الهاجس الديمغرافي هو أكثر ما يقلق ساعر، حيث كتب أن من يضع "الفزاعة الديمغرافية" للدعوة للانسحاب لا يكون معنيا بالحقائق.
وبحسبه فإن الوضع الديمغرافي لليهود لم يكن أفضل مما هو عليه اليوم، حيث ان الخصوبة اليهودية "معدل الولادات للمرأة الواحدة" في ارتفاع مستمر، وتجاوزت الخصوبة العربية في إسرائيل والضفة الغربية، مشيرا الى ان استمرار الهجرة اليهودية إلى اسرائيل ستعزز الغالبية اليهودية.
وشكك في مقالته في المعطيات الفلسطينية، قائلا "هناك من يفضل الاعتماد لسبب ما على المعطيات المشكوك بها التي يصدرها الفلسطينيون، ويتم تضخيمها من قبلهم، ويدخلون ضمن حساباتهم حتى الفلسطيني الذي يعيش منذ 20 عاما في البرازيل، وفي هذه الحالة نستطيع أن نضيف كل الإسرائيليين الذين غادروا البلاد، ويزيد عددهم عن 600 ألف".
وفي حديثه عن تعداد الفلسطينيين على أرض فلسطين التاريخية، تساءل ساعر عن السبب الذي دعا الفلسطينيين إلى ضم سكان قطاع غزة، بحجة أن إسرائيل انسحبت منها، ولم تعد تحت سيطرتها.
وادعى أن إسرائيل انفصلت عن السكان الفلسطينيين في عمليتين: إقامة السلطة الفلسطينية في سنوات التسعينيات، والانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة عام 2005، وكانت التبريرات المركزية لذلك هو ابعاد الخطر الديمغرافي، وزعم أن "كل السكان الفلسطينيين تقريبا هم تحت حكم فلسطيني في الضفة، وقطاع غزة".
وذكر أن "الادعاء بأن المطلوب هو فصل ديموغرافي يأتي بعد أن تم تنفيذه، ولكن المدمنين على الانسحابات يطالبون اليوم بانفصال آخر عن السكان العرب، وهو اقتلاع الاستيطان من الضفة الغربية، وإقامة دولة فلسطينية في مركز البلاد".
كما افترض أن متشددين إسلاميين من المنطقة سيتدفقون إلى هذه الدولة لـ"يكونوا رأس الحربة في الحرب على الكيان الصهيوني"، ما سيفقد اسرائيل السيطرة الامنية أيضا.
وقال "جميع هؤلاء سيتجمعون هنا، على بعد كيلومترات معدودة من مراكزنا السكانية، الأمر الذي من شأنه أن يسحق كل إنجازات المشروع الصهيوني".