شيعت جماهير محافظة أريحا، اليوم الخميس، جثمان الشهيد ياسين عمر السراديح الذي ارتقى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو شهر تقريبا.
وشارك في مراسم التشييع، عضو المجلس الثوري، محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ورئيس بلدية أريحا سالم غروف، والعديد من ممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية والأجهزة الأمنية في المحافظة.
وانطلق موكب تشيع الشهيد من المسجد الكبير وسط المدينة، باتجاه مقبرة أريحا الجديدة حيث ووري جثمانه الثرى.
وقالت والدة الشهيد السراديح "هو ابني الحنون وهو كل شيء للعائلة، ولدي محبوب من الجميع، والأعداد الموجودة لاستقباله تشهد على هذا".
وأضافت "قال لي قبل خمسة أيام من استشهاده أريد الشهادة، وخرج من البيت وفي كل مرة يخرج كنت أنتظر عودته، وفي ذلك اليوم انتظرت عودته، ليعود بكفنه شهيداً لأزفه عريساً، ولطالما انتظرت عرسه، واليوم هو عرسك يا ياسين".
وقالت حنان حطاب قريبة الشهيد، إن "قوات الاحتلال اقتحمت البيت يوم الخميس في تمام الساعة الثالثة فجراً، حيث كان والد الشهيد عمر متواجد بالقرب من المنزل، فأتى مسرعاً ليلبي صراخ النجدة الذي سمعه من الخارج، ليتصادم مع جيش الاحتلال المتواجد داخل المنزل".
وتابعت: "كان عمر يصرخ أن اخرجوا من هنا إلى أن أبعدوه وضربوه بجنزير حديد، ومع الصراخ وكل الأحداث القائمة وصوت الرصاص الحي، وقنابل الغاز لم يسمعوا الرصاصة التي قتلت ابنهم".
وأضافت حطاب: "أعدموه في وسط المدينة أمام منزلنا وأعيننا، كانوا خمسة جنود يضربونه بوحشية على رأسه وسائر جسده بأقدامهم وأسلحتهم، وسمعت أحد الجنود يقول بالعبرية "لقد مات" ثم حملوه ووضعوه بالجيب العسكري وذهبوا".
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير صادر عنها سابقا، "بعد تشريح جثمان الشهيد يوم الجمعة الماضي في معهد "أبو كبير"، أن النتائج توضح استشهاد السراديح برصاصة أطلقت عليه من مسافة الصفر في منطقة أسفل البطن، وأدت إلى نزيف دموي، وتمزق بالشريان، وخرجت من الظهر".
وبينت نتائج التشريح وجود كسور في منطقة الحوض، وإصابته بكدمات ورضوض في منطقة الرأس والصدر والرقبة والأكتاف.