ستبقى فلسطين فلسطين..

التقاط.PNG
حجم الخط

 

الانسان ابن الأرض، فاذا ما حرم من ارضه “ألغي” و”شطب” من قائمة الأحياء: من له الحق بشطب ابن التاريخ وأبوه وحذف انتمائه إلى ارضه المباركة، منطلق الأديان السماوية ومرجعها، مهده وكنيسته الأولى ومسجده الأقصى ومسرى نبيه “لكي يلقاه نزلة أخرى”؟

من يستطيع تزوير التاريخ الإنساني جميعا، ويحل الطارئ الذي غصب الأرض بالذهب والخديعة والسلاح محل ابن الأرض، فلاحها، زارع الزيتون والتين والعنب والياسمين فيها، مقاتل الغزاة والطارئين..

لقد سبق أن جاءها غزاة يرفعون الصليب زوراً وبهتانا وما هم بمؤمنين.. فاحتلوا بالقوة والشعار الديني المزور، واعملوا السيف في اهل السيد المسيح وذريته الصالحة والمؤمنين الآخرين.. وتكررت حملاتهم الاستعمارية المقنعة بالصليب، واقتتلوا في ما بينهم على الأرض المقدسة، بكنائسها والمساجد، وآثار السلف الصالح..

لكنهم لم يصيروا اهلهم، ولا هم استطاعوا مصادرة السيد المسيح ووالدته السيدة العذراء مريم، ولا المسجد الأقصى ولا قبة الصخرة حيث صلى عمر.

ولن يصير الإسرائيليون المعاصرون وهم المستعمرون الجدد اهل للأرض، ولن تصير الأرض ارضهم، ولن يرثوا السيد المسيح.

ستبقى فلسطين فلسطين، وستبقى لأهلها الذين كانوا على الدوام اهلها وسيظلون على مر التاريخ اهلها..

ومن يعش يرَ…

*رئيس تحرير صحيفة "السفير" اللبنانية