ملاحظات على مسيرة العودة

التقاط.PNG
حجم الخط

 

 

إن المشاركة في مسيرة العودة كانت ترجمة ميدانية وعملياتية لإفشال صفقة القرن تلك الصفقة التي تريد استهداف اللاجئين وعدم السماح لهم بالرجوع الى أراضيهم التي هجروا منها قسرا وبالقوة عام 48. 
فالمسيرة تتضمن تأكيدا وتعزيزا للقرارات الدولية التي كسبوها الفلسطينيون في معاركهم التصويتية في أروقة الأمم المتحدة، منها قرار 194 التي يريد الأمريكان الالتفاف عليه، و تسلط هذه المسيرة الضوء على ملف اللاجئين المراد شطبه وشطب الاونروا بخدماتها. والمشاركة الدائمة ستؤكد قوة هذا الملف وتهدد امن إسرائيل بأسلوب غير عنفي ، اي أسلوب المقاومة السلمية الناعمة. ويحرجها امام العالم الدولي ويحرج مصداقيتها ويعيد القضية الى ألقها وبريقها من جديد.
ملاحظاتي الفورية على مسيرة العودة (1)
1- أعداد المسيرة فاقت التوقع، وقد شهدت نجاح في التحشيد. وخاصة عندما شاركت حركة فتح وجميع الفصائل. كان يوم فلسطيني وحدوي
2- على رجال الامن ان يمنعوا بالقوة الشباب الصغيرة السن من اختراق الحاجز، وعدم تعريضهم للخطر. فمن بين الأهداف إحراج إسرائيل والضغط عليها والعمل على تآكل صورتها دوليا، وجذب الانتباه الدولي لمعاناة اللاجئين، محاولة فك الحصار، وتوصيل رسائل للعالم القريب والبعيد بان هناك ازمة في غزة الخ...)
3- -ضرورة الحفاظ على سلمية المسيرة، فهناك أهداف كبيرة تحققها السلمية بهذا الشكل،اما عسكرتها او سقط جرحى وشهداء فسوف يعجل في إفشالها.
ملاحظات (2)
1- مجرد الخروج السلمي لمسيرة العودة يطرق جدران الخزان، ويعمل على تجنيد المجتمع الدولي للوقوف مع قضية اللاجئين.
2- صحف أجنبية بدأت تتحدث عن المسيرة و هدافها ولماذا خرجت هذه المسيرة، وهذا مكسب جديد ومحرج جدا لإسرائيل، فقد كان لمقال كتبه مروان البرغوتي في السجن بالانجليزية أثرا كبيرا على الاحتلال الإسرائيلي. وقلب إسرائيل رأسا على عقب.
3- مما قد يكون في القريب العاجل، تعهد أوروبي بضخ أموال لموازنة الاونروا لكي يستمر الدعم الاغاثي والمالي والتعليمي والصحي للاجئين. حيث خلال السنوات الماضية كانت هناك وما زالت محاولات لوقف كل المساعدات. بدون حل مشكلة اللاجئين وإرجاعهم وتعويضهم. حسب قرار 194 الدولي.
ملاحظات (3)
1- سقوط شهداء وأعداد جرحى كبيرة كان خارج الحسابات، وعلى الأمن في غزة العمل على ضبط جماح الشباب على الحدود لتقليل عدد الخسائر في الارواح، لان أداتنا هذه المرة سلمية بحتة. (يلام الأمن دوما لأنه المسئول عن غزة وإحداثها)
2- سقوط العدد الكبير من الشهداء والجرحى لا شك لفت انتباه العالم كله لمأساة تعيشها غزة وأثار الأسئلة الكبيرة المنطقية. برغم الفشل المتوقع مع مجلس الأمن
3- هذه الأعداد الكبيرة التي سقطت سوف تجعل الناس يعزفون عن المجيء وسيؤدي إلى ظهور معارضة أكبر للمسيرة.
4- المسيرة تحتاج إلى نفس طويل وتجنيد الصحف والإعلام الغربي لصالح القضية وهذا يحتاج الى وقت واستمرار في التظاهر والدفاع عن الحقوق.
كاتب/ باحث سياسي
فلسطين- غزة