الأمن القومي العربي وأثره السلبي على القضية الفلسطينية !!!    

النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني: عبد الحميد العيلة  
حجم الخط

 كتب النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني: عبد الحميد العيلة  

تشهد القضية الفلسطينية في هذه الأيام مفترق طرق خطير على المستوى المحلي والإقليمي قد تعيد القضية الفلسطينية لنقطة الصفر السلبي وذلك في ضوء الوضع الفلسطيني الداخلي المتدهور والحالة العربية السيئة بعد ثورات الربيع العربي .. والأطماع التوسعية التركية والإيرانية في الوطن العربي بمساعدة بعض الدول العربية .

وفي ضوء هذا المشهد الأسود .. نشاهد الحالة الفلسطينية الراهنة على المستوى المحلي .. فشل في الوصول لمصالحة داخلية حقيقية سواء على مستوى فتح وحماس أو على مستوى فتح في داخلها.

فشل في إدارة المفاوضات مع الجانب الأمريكي والصهيوني .. سوء الوضع الإقتصادي للسلطة .. زيادة الخناق والحصار على قطاع غزة .. وتراجع الثقة الجماهيرية في النخب الحاكمة سواء في غزة أو الضفة .. كل ذلك ساهم في زيادة بل وتنامي الإحباط الشديد لدى الشعب الفلسطيني الذي .. مازال يوجه البوصلة للدول العربية التي أعيتها ظروفها الداخلية بسبب الإرهاب والأطماع الخارجية، فأصبح شعار الأمن القومي لهذه الدول هو المسار الأهم في محاربة الإرهاب الذي إنتشر في كثير من الدول العربية. 

وبدأت تظهر  أطماع الدول الكبرى والمشهد ليس ببعيد بين روسيا وأمريكا ومن خلفهم إيران وتركيا وكأن الدول العربية أصبحت الرجل المريض الذي تتكالب عليه هذه الدول .. 

وبدأت هذه الدول تستغل الخلافات بين الأقليات والجماعات الإثنية مثل السنة والشيعة والامازيغ والأكراد والمسلمين والمسيحين الى أن وصل بهم الأمر بأن يطالبوا بإستقلالهم عن وطنهم الأم !! ..

كل هذه التهديدات والخلافات وعدم قدرة جامعة الدول العربية حتى على تسوية الخلافات بين الدول العربية ذاتها قد ساهم في عدم الإهتمام بالقضية الفلسطينية مما دفع ترامب لاتخاذ قرارات خطيرة ضد الشعب الفلسطيني كان آخرها الإعتراف بالقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني

لكن الأخطر قادم وهو صفقة القرن الذي ينهي شيئ اسمه دولة فلسطين المستقلة .. 

لكن ما هو الحل فلسطينياً ؟!! الجواب الصحيح والوحيد هو الوحدة والمصالحة على كل المستويات وإلا صفقة القرن ستفرض لأن الضعف سيكون سيد الموقف ..

كنا نقول دائماً نحن رأس الحربة في الصراع العربي الإسرائيلي والعرب من خلفنا وداعمين لنا من منظور قومي عربي الى أن أصبحنا منفردين مشتتين بين هذا التنظيم وذاك .. وأصبحنا أسرى الصراعات الداخلية الفلسطينية والعربية وبرعاية دولية متعددة المحاور الإتجاهات ..

ولذلك يجب على الجميع الوقوف أمام مسؤلياته التاريخية قبل فوات الأوان .