أكد رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، بأن الوضع الراهن الذي يمر به العالم العربي في ظل الظروف والمتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية وتداعياتها، يُمثل تحدياً كبيراً للحكومات والبرلمانات والمجتمعات العربية على حدٍ سواء، وفي مقدمة هذه التحديات التحدي الذي تمثله القوة القائمة بالاحتلال إسرائيل.
وقال السلمي، في كلمته اليوم الخميس أمام المؤتمر الـ27 للاتحاد البرلماني العربي بالقاهرة، "إن البرلمان العربي بادر بمجموعة من خِطط العمل، للتحرك دعماً للقضايا العربية الاستراتيجية الكبرى استشعاراً لِخطورة هذه التحديات على الأمن القومي العربي حيث شملت مختلَف الأصعدة العربية والإقليمية والدولية، وكان في مقدمة القضايا التي عمل عليها البرلمان، قضية العرب الأولى فلسطين، ولمحورية وأهمية هذه القضية شكل البرلمان العربي لجنة فلسطين برئاسة رئيس البرلمان العربي، وقامت بإعداد ثلاث خطط: خطة التصدي لعقد القمة الإسرائيلية الإفريقية والتغلغل الإسرائيلي في إفريقيا، وخطة التحرك تجاه قرار الإدارة الأميركية المرفوض باعتبار القدس عاصمةً للقوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل)، وخطة العمل لمواجهة ترشح القوة القائمة بالاحتلال (اسرائيل) لمقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي لعامي 2019-2020، لما لهذا الترشح من تداعيات خطيرة على مصداقية الأمم المتحدة.
وأشار، إلى أنه استجابة لمعاناة المجتمعات العربية من خطر التطرف والإرهاب البغيض والمدمر، حرص البرلمان العربي بالتنسيق والتعاون مع رؤساء البرلمانات والمجالس العربية، أن تكون الوثيقة التي صدرت عن المؤتمر الثالث للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي عقد بتاريخ 10 فبراير 2018 لمواجهة هذا الظاهرة المقيتة، فصدرت "الوثيقة العربية الشاملة لمكافحة التطرف والإرهاب" والتي شكلت وثيقة هامة في تاريخ العمل البرلماني العربي المشترك، بما تمثله من رؤية برلمانية عربية موحدة تجاه مكافحة التطرف والإرهاب.
ونوه السلمي، الى انه وانطلاقا من حرص البرلمان العربي على دعم استقرار الدول العربية، فأنه يتابع عن كثب، تطورات الأوضاع في بعض الدول العربية التي تشهد صراعات وتدخلات أجنبية خارجية، مؤكدا أن التدخل الخارجي في الشؤون العربية من بعض الدول يمثل عدواناً على سيادة وأمن الدول العربية، وأدى لتفاقم الأوضاع فيها، ويؤمن البرلمان العربي بأن حل الأزمات المستحكمة في العالم العربي يكمن في الحل السياسي والجلوس على طاولة الحوار لإنهاء معاناة أشقائنا العرب في هذه الدول ويحقق طموحاتهم في الحياة الحرة الكريمة، ووقف التدخل الخارجي وإخراج الميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة من مناطق الصراع.
وأضاف، بأن استمرار النظام الإيراني في احتلال جزر الإمارات الثلاث، وإطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية على المملكة العربية السعودية وتكوين ودعم الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية داخل المجتمعات العربية، كل ذلك يمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي.
كما وأوضح، أن البرلمان العربي يعمل أيضاً، على عدد من الملفات والقضايا الهامة الأخرى الخاصة بالبناء والتنمية المستدامة ودعم الاستقرار في العالم العربي كموضوع التعليم، ودعم الدول العربية الأقل نمواً، ومعالجة قضية اللاجئين والنازحين، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وعدداً من الملفات المهمة الأخرى في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية خدمةً للمواطن العربي.
وأضاف، أن مؤسسات الأمة العربية الشعبية، بحاجة إلى مزيد من التفاعل والتعاون والتنسيق، الذي يعود بالنفع والخير على أمتنا العربية. والبرلمان العربي على أتم الاستعداد للتعاون الوثيق مع الاتحاد البرلماني العربي لتطوير البعد الشعبي والدفع به إلى أعلى المراحل والمستويات، في جوانب تمس حياة ومعيشة الشعب العربي، الذي يتوق إلى مزيد من العمل العربي المشترك لمعالجة التحديات الكبرى، ودفع مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في كافة ربوع العالم العربي.
وتوجه السلمي بالشكر والامتنان لدعوته للمشاركة في هذا الاجتماع الهام، متمنياً التوفيق لرئيس مجلس النواب في جمهورية مصر العربية علي عبد الدكتور العال في رئاسته للاتحاد البرلماني العربي في دورته الجديدة.