توفي الدكتور مجيد سليمان الكاظمي، العالم وأستاذ التكنولوجيا النووية في جامعة تعتبر من أهم الجامعات في الولايات المتحدة، معهد ماستشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)، عن 67 عاما، بعد أن ألمت به أزمة قلبية شديدة يوم الأربعاء المنصرم، وهو في زيارة لجامعة هاربن للهندسة للمشاركة في لجنة دولية للاستشارات النووية نقل على أثرها للمستشفى لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذه.
وقد شغل مجيد الكاظمي مناصب عديدة في جامعة «إم آي تي» في قسم العلوم النووية وقسم الهندسة الميكانيكية ثم شغل مدير مركز «إم آي تي» لنظم الطاقة النووية المتقدمة ومديرا لمركز «إم آي تي» في الكويت للمصادر الطبيعية والبيئة كما شغل رئيس قسم العلوم النووية في جامعة «إم آي تي» من عام 1989 إلى 1997.
وولد مجيد عام 1947 في القدس ثم انتقل وعائلته إلى العاصمة الأردنية عمان. التحق بحامعة الإسكندرية وحصل منها على شهادة البكالوريوس في الهندسة النووية عام 1969. انتقل بعدها إلى جامعة «معهد ماستوستس للتكنولوجيا «إم آي تي» في بوسطن بالولايات المتحدة. وهي الجامعة الأشهر في الولايات المتحدة في المواد العلمية والهندسية. حصل منها عام 1971 على ماجستير في العلوم النووية وعلى الدكتوراه عام 1973. عمل في شركة كهرباء خاصة لمدة سنتين ثم انضم لجامعة «إم آي تي» عام 1976 وبقي فيها أستاذا ورئيس قسم حتى وفاته يوم الأربعاء 1 حزيران/ يوليو 2015.
ويعتبر الكاظمي خبيرا في تصميم وتحليل الطاقة النووية ودورة المياه النووية. وقد أشرف على 45 رسالة دكتوراه و 80 ماجستير في ميدان العلوم النووية، وقد أصبح العديد من طلابه قيادات في علم التكنولوجيا النووية وأساتذة جامعات في العالم كله واحتل بعضهم مواقع قيادية مرموقة في علم التكنولوجيا النووية من بينهم وزير الطاقة الحالي في وزارة باراك أوباما إيرنست مونيز. وقد نشر أكثر من 200 بحث في نفس الميدان كما نشر مع زميل له نيل تودرياس كتابا من مجلدين للطلبة الجامعيين الذين يدرسون العلوم النووية بعنوان «الأنظمة النووية». ويسجل تحت اسم كاظمي عدد من التقنيات النووية من بينها نظام للتبريد النووي يعمل بطريقة آلية داخليا وخارجيا.
وقد تقلد مجيد الكاظمي العديد من الأوسمة والميداليات الشرفية من بينها جائزة الكويت للعلوم التطبيقية.
البروفيسور كاظمي حائز على إجازة في الهندسة النووية من 'جامعة الإسكندرية' في مصر. ونال عدّة ألقاب علمية نذكر منها لقب الزمالة من 'الرابطة الأمير كية لتقدّم العلوم' ولقباً مماثلاً من 'الأكاديمية الدولية للطاقة النووية'.
كما لم ينس الكاظمي قضية شعبه ومعاناتهم وكان أحد مؤسسي «رابطة الخريجين العرب الأمريكيين» مع الراحلين إدوارد سعيد وإبراهيم أبو لغد وسميح فرسون ونصير عاروري. وبقيَ يعمل بطريقة أو بأخرى لدعم الشعب الفلسطيني والمحتاجين منه. وزار فلسطين مع عائلته عام 1993 والتقى بأساتذة جامعة بير زيت. وللعلم فإن حركة مجيد الكاظمي كانت تخضع للموافقات والمراجعات الأمنية خوفا عليه.
وقد خلف كاظمي وراءه زوجته اللبنانية نازك دني وابنته ياسمين وابنه مروان (خريج إم أي تي) وابنه عمر وثلاثة أحفاد.