بصبغة فلسطينية خالصة

"مسيرات العودة" انتفاضة يقودها الشبان هدفها التحرير وتغيير الواقع السياسي

"مسيرات العودة" انتفاضة يقودها الشبان هدفها التحرير وتغيير الواقع السياسي
حجم الخط

تستمر فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت يوم الجمعة الماضية الموافق 3/30 إحياءًا ليوم الأرض الفلسطيني، وتأكيداً على أن الشعب الفلسطيني متمسك بجذوره وهويته ولن يتنازل عن تراب وطنه المغتصب بفعل الإجرام الإسرائيلي الممنهج منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا.

وأطلقت آلة الاحتلال الإسرائيلي المجرمة النار وقنابل الغاز صوب الشبان والمواطنين الذين تجمعوا بصورة سلمية على كافة حدود قطاع غزة الشرقية، حيث أسفرت الحصيلة النهائية حتى اللحظة عن استشهاد 29 مواطناً وإصابة 2850 آخرين بينهم حالات خطرة.

والمتابع لمسيرات العودة يشهد حالة الشغف الفلسطينية للمشاركة في فعالياتها، خاصة أن انتفاضة العودة بحسب ما ذهب بعض الشبان لتسميتها، يقودها الشباب الفلسطيني بعيداً عن الصبغة الفصائلية في ظل حضور علم فلسطين فقط وتغييب أعلام الفصائل.

مشاركة فاعلة للشباب

قال المحلل السياسي أكرم عطا الله، إن مشاركة الشباب الفاعلة في مسيرات العودة تأتي بسبب حالة الإحباط القائمة التي يعيشها سكان قطاع غزة، كون المزاج الشعبي أميل للتمرد والانتفاضة، مبيّناً أن  الشبان يسعون بهذه الانتفاضة إلى إنهاء الوضع المأساوي القائم.

من جهته، أكد المحلل السياسي طلال عوكل، على أن الشباب هم من يصنعون الحدث بإبداعات ليست في وارد كبار السن والمناضلين القدماء، مشيراً إلى أن هذا الإبداع أربك الاحتلال وفاجئ الجميع.

واعتقد عطا الله، خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، أن الامتداد السياسي الذي تشهده القضية الفلسطينية، وعدم مقدرة كافة الوسائل على مدار العقود الماضية سواء المفاوضات أو الكفاح المسلح، دفعت بالشبان إلى السعي نحو تغيير الواقع الفلسطيني.

وبيّن عوكل، أن حالة التجاهل والتهميش لدور الشباب في المجتمع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة، أدت إلى مشاركتهم في صناعة السياسيات، مُشيراً إلى أن الشباب الغزّي قادر على ابتداع أفكار جديدة ليست في وارد الآخرين.

جمعة المولوتوف القادمة

وأثنى عطا الله، على الإرادة التي جسدها الشبان الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، وحجم الإصرار الذي تحلى به المشاركون، مطالباً الشبان بالحفاظ على سلمية المظاهرات والبحث عن وسائل أخرى للتعبير عن مظلومية الشعب الفلسطيني.

وتمنى عوكل، أن تكون جمعة المولوتوف القادمة معبرةً عن الشباب وليس الهيئة المنظمة، داعياً إلى عدم استخدام أي شكل من الممكن أن يخدش الطابع الشعبي السلمي كونه السلاح الأقوى.

ولفت عوكل خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر"، إلى أن استخدام الشباب الغزّي أية وسائل ذات صبغة عسكرية، ستؤدي إلى بدء مرحلة أخرى تُبرر فيها إسرائيل توسيع عدوانها على قطاع غزة.

المشهد القادم

وتوقع عطا الله استمرار حالة المواجهات وزيادة البطش الإسرائيلي، لافتاً إلى أن الأوضاع الحالية من الممكن أن تستدعي تدخل دولي لمحاولة إحباط حالة الغليان الفلسطينية مقابل تخفيف الحصار عن القطاع.

وأوضح عوكل، أن ضمانة استمرار هذه الحالة النضالية هو عدم الفصائل في تقرير مصير هذا الحراك، مشيراً إلى أن الأسبوع القادم سيشهد مزيداً من الإبداع في طرق إرباك الاحتلال، عدا عن استمرار توافد الشباب إلى حدود قطاع غزة.