دحلان يوجه رسالة مؤثرة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

دحلان.png
حجم الخط

عبر النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان، عن اعتزازه بنضال أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة في مقاومته الاحتلال الإسرائيلي، وكفاحه الذي تجلى في مقاومته السلمية من أجل نيل حريته وحقوقه وعلى رأسها حق العودة.

وقال دحلان في رسالة موجهة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر صفحته على الفيسبوك اليوم السبت، "من أجلك أيتها الحرية، يواصل الفلسطينيون العطاء.. ويجترحون الإبداع تلو الآخر، طوبى لك يا غزة صانعة المعجزات.. المجد لك يا كل فلسطين".

وتابع دحلان متسائلاً: "ما الذي يمكن أن تفعله الجماهير في غزة، جديدها هذا، وهي تزدري الشعور بالعجز، وترتاد آفاق الإحساس بالقوة؟"، مضيفاً: "معلوم أننا في مواجهة احتلال عسكري متوحش، ونواجه أساطين الإرهاب الحقيقي بكل أنواعه الأصولية والإستعمارية وخفافيش الظلام الذين روعوا الآمنين، في افتراء فاجر على ديننا الحنيف".

وأردف: "في تتابعك الأسبوعي يا غزة، على طريق الجلجلة، تصنعين معجزة غير مسبوقة. فلستِ أنتِ فدائية وحَسْبْ، ولا ثائرة ساخطة وحسب، وإنما قد يتمكن منك الإحساس بالقدرة على مواجهة مجرمي الحرب، وأنت تعيشين الأسى المُر، مُقيدة بكل جنازير الصهيونية المنفلته، وجنازير الخائفين منها، وجنازير الأوغاد الذين يرون أن لا نجاة لهم بغير قيودك!".

وقال دحلان: "تتبدى فيكَ اليوم، أيها الفلسطيني النبيل، تجليات مَعدنِكَ الأصيل، وفيراً وأخلاقياً وجماعياً وفردانياً وإنسانياً، يا شعبي البطل: لقد تحدثوا طويلاً، عن المقاومة السلمية، وهي وسيلة الطرف الأضعف في مواجهة غير متكافئة، لكنهم لم يطلعوا على مضامين تلك المقاومة في التاريخ، لأن قولهم كان لذر الرماد في العيون، والاستمرار في التنسيق الأمني".

واستكمل حديثه  بذكر أمثلة عن "المقاومة السلمية" قائلاً: "بدون شعبنا المُعلّم، ظلت هذه المقاومة في فلسطين مجرد عنوان لفكرة، لم تتوفر أسبابها ولم يوفروا لها النُخب الشبابية القادرة على النهوض بها، فقد ظلت غائبة عن هؤلاء، تجربة "المطر البنفسجي" في إفريقيا، وتجربة الثائر نيلسون مانديلا ضد الفصل العنصري والثورة السلمية التي سماها "الأبارتهايد" وتجربة مصر العربية في ثورة 1919" وتجربة لوثر كنغ ضد العنصرية في أمريكا، وتجربة "الثورة الملونة" في أوروبا الشرقية، مضيفاً: "كنا قد صنعنا تجربتنا في "الانتفاضة" الأولى، لكننا جُررنا الى العسكرة، بينما القوة الحقيقية، حيال احتلال مدجج بالسلاح، هي الدفق الجماهيري".

وتابع: "لنمضِ على هذا الطريق، الذي من شأنه إسقاط كل الأدران التي حاولت التوغل في أجسادنا، إنه طريق الجماهير، بكتلتها الهادرة ويقظتها ووحدة أطيافها ! لا زلتَ أيها الفلسطيني المعذب، تتقن التضحية على طريق الحق والحقيقة والخلاص، وتصنع الجديد. طوبى لك أيها الشهيد وأيها الناجي".

وأردف دحلان: "أيها النائم على الطوى، والباسل في الصحو. سلام عليك أيها الشاب الذي ارتقى الى عًلا الملكوت.. سلام عليك بين العيون مُفتحةً والجفون مُطبقة عليها. إن كل أحرار فلسطين والأمة، وأخيار الدنيا، تقف معك يا شعب فلسطين.. إننا على طريق الإستقلال الوطني ماضون، وستفتح غزة كل الممرات المغلقة وتستنشق الهواء وتشرب الماء العذب ويبتهج تلامذتها وتزغرد الأمهات". 

وأضاف إنه "صبر ساعة وبضع جُمع. أما صُنّاع العذاب فسيكون الدرس قاسياً عليهم، مثلما ستكون مآلاتهم مخزية. وأنتم يا أمهات شهدائنا، نقول لكُنّ ما قاله رب العزة سبحانه وتعالى:" كل نفس ذائقة الموت، ونبلونكم بالخير والشر فِتنةً" وتلك آية من سورة ينطبق اسمها على أنبائكم، وهي سورة "الأنبياء". فأنتم تُفتَنون اليوم، مثلما تَفتن النار الذهب، فتحدد الزائف منه والأصيل".

واختتم حديثه قائلاً: "المجد لكم في وقفات العز، إن احتشادكم وتلاحمكم وصلابتكم، هي مفردات رصيدكم الكبير، ورصيد كل الشرفاء في فلسطين وشتاتها ".