بيت لحم: الطوائف المسيحية تحتفل بـ"سبت النور"

سبت النور.jpg
حجم الخط

احتفلت الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في مدن بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا، اليوم السبت، بسبت النور، ايذاناً بالاحتفال بعيد الفصح المجيد الذي يحل غد الأحد.

وأقيمت في المدن الثلاثة احتفالات وفعاليات لاستقبال النور المقدس المنبثق من كنيسة القيامة، حيث شهدت ساحة المهد الاستقبال الرسمي.

وعند دوار العمل الكاثوليكي الذي شهد منذ الصباح توافد المحتفلين بأعداد كبيرة، جرى استقبال النور وسط احتفالات عارمة، الذي سبقه فقرات من قبل المهرجين مع توزيع الهدايا والبالونات على الأطفال، تبعه فقرة لأغاني عيد الفصح المجيد من قبل الفنانين، جورج ثلجية، فؤاد مبصلة، وجورج بعبيش.

وبعد الاحتفال بوصول النور، انطلق المحتفلون في مسيرة تقدمتها فرق كشفية اخترقت شارع راس افطيس والنجمة وسط ترانيم دينية، وهتافات، وصولا الى ساحة المهد، حيث الاستقبال الرسمي، على بلاط كنسية المهد تقدمه محافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، والوكيل البطريرك في بيت لحم ثيوفلكتوس، ومستشار الرئيس لشؤون المسيحية زياد البندك، ورئيس بلدية بيت لحم انطون سلمان، ومدير شرطة محافظة بيت لحم العقيد الحقوقي علاء الشلبي، ووجهاء الطوائف المسيحية.

وبعد مراسيم الاستقبال دخل النور في موكب رسمي إلى كنيسة المهد، أقيمت الصلوات، وأضاء المحتفلون الشموع والقناديل، استعدادا للبدء بإقامه القداديس الاحتفالية لعيد الفصح.

كما جرى في مدينتي بيت ساحور وبيت جالا استقبال كبيراً للنور، بمشاركة رجال الدين والأهالي ورئيسي بلديتي بيت ساحور جهاد خير، وبيت جالا نقولا خميس.

وفي رسالة للتآخي والمحبة بين أبناء الشعب الواحد، أشرف محافظ بيت لحم ولأول مرة على توزيع حوالي خمسة آلاف وجبة على الأقباط القادمين من مصر والمحتفلون بعيد الفصح.

وقال البكري: إن "تكية ستنا مريم مؤسسة فلسطينية وطنية تمثل أحد نماذج التآخي الإسلامي المسيحي في بيت لحم وفلسطين، وهي تعمل لمناسبات الإسلامية والمسيحية على حد سواء لتشكل نموذج عمل وتآخي يعكس روح المحبة والإنسانية التي تعكسها مضامين الديانتين الإسلامية والمسيحية لمناسبة عيد الفصح المجيد وستقوم بتوزيع وجبات طعام على أبناء شعبنا المحتفلين من جهة، وتقديم آلاف الوجبات لضيوف فلسطين من الحجاج".

وأكد البكري أن إطلاق هذه الخدمة المتمثلة بتوزيع الوجبات لمناسبة عيد الفصح على أهالي بيت لحم المحتفلين وزوار فلسطين تمثل رسالة حضارية إنسانية وطنية، ونموذج تآخٍ حقيقي على الأرض، ومدينة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام كانت وما زالت وستبقى نموذج التعايش المشترك وشكلت منارة عربية وإقليمية وعالمية في هذا الإطار.

من جهتها، أشارت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعه، إن "وجود هذه الأعداد الكبيرة من الأقباط يساهم في تطوير ونهوض بواقع السياحة إضافة إلى تحريك عجلة الاقتصاد في بيت لحم".

وأضافت أنهم على تواصل مع السفير المصري لتشجيع عدد أكبر من الأقباط لزيارة فلسطين لتمتد على فترات مختلفة من العام.

وفي ساحة المهد توافد المحتفلون بأعداد كبيرة من الأقباط القادمين من جمهورية مصر العربية الذين عبروا عن رضاهم للأجواء المريحة في بيت لحم، وما يلفها من أمن وأمان، فرنموا ترانيم دينية وسط اطلاق الزغاريت.

من ناحيته، قال الاب الفونس عبيد كاهن الأقباط الكاثوليك في كنيسة القيامة بالإسكندرية "الحمد لله نشغر بالاطمئنان، هناك فرح وسرور والأجمل الأمن والأمان".

وأضاف "رسالتنا اليوم أن المسيح جاء من أجل إعطاء المحبة للعالم، فنحن جئنا من أجل أن نصلي ليحل السلام في ربوع العالم ويعيش الجميع باحترام"، وجئنا لمشاركة الفلسطينيين احتفالاتهم، ونشعر بحالة القهر التي يعيشها الفلسطيني وبالرغم من ذلك يفرح ويستقبل السياح بابتسامه، وهذا دلالة على عظمته".