لقي 150 مدنيا مصرعهم وأصيب المئات بحالات اختناق جراء استهداف النظام السوري مدينة دوما في الغوطة الشرقية بصواريخ يرجّح أنها تحوي غاز الكلور السام وأخرى تحوي غازا يرجح أنه غاز السارين المحرم دوليا، بحسب الأعراض الظاهرة على المصابين.
كما نفذت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري وحليفه الروسي عشرات الغارات استخدمت فيها القنابل العنقودية المحرمة دوليا في أعنف تصعيد تشهده المدينة منذ أيام.
وأعلن فصيل جيش الإسلام في دوما أن الطائرات الروسية شنت أكثر من 250 غارة جوية على مدينة دوما ومحيطها خلال الساعات القليلة الماضية.
وذكر الدفاع المدني أن فرقه أضحت عاجزة عن العمل في ظل القصف المكثف بعد أن تعرضت المدينة لقصف بالغازات السامة.
وقال مراسل الجزيرة في ريف حلب الشمالي معان خضر إن التصعيد العسكري يأتي في إطار المفاوضات الدائرة بين الجانب الروسي وفصيل جيش الإسلام التابع للمعارضة السورية.
وأضاف أن النظام يأمل تجنب المواجهة العسكرية التي ستكون طويلة مع فصيل "جيش الإسلام" مشيرا إلى أن أكثر من مئة ألف مدني لا يزالون محاصرين في دوما.
وبث التلفزيون الرسمي السوري مشاهد مباشرة للغارات على دوما أظهرت أعمدة الدخان تتصاعد من المدينة المدمرة، في حين ذكرت مصادر طبية في مدينة دوما أن من بين القتلى أطفالا ونساء استنشقوا الغازات السامة.
وقال محمد وهو أحد الأطباء في دوما إن "وتيرة القصف على حالها من دون توقف"، وأضاف "لم نتمكن حتى الآن من إحصاء عدد الجرحى" مشيرا إلى وفاة عدد منهم للاكتظاظ الحاصل في غرف العمليات.
ويأتي هذا التصعيد بعد تعثر المفاوضات بين فصيل جيش الإسلام الذي يسيطر على دوما والجانب الروسي الذي يصر على أن يسلم جيش الإسلام سلاحه بالكامل مقابل الموافقة على بقائه في المدينة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الأوضاع في دوما تتدهور، وذكرت أن سبعة مدنيين قتلوا وأصيب 42 آخرون بجروح في قصف بالصواريخ وقذائف الهاون من قبل جيش الإسلام على مناطق سكنية في دمشق ومواقع لقوات النظام.
يشار إلى أن قوات النظام السوري المدعومة بالطيران الروسي استأنفت الجمعة هجومها على دوما بعدما تعثر اتفاق إجلاء "مبدئي" أعلنته روسيا وتعرقلت المفاوضات مع فصيل جيش الإسلام المسيطر على المدينة.