تشهد اليونان اليوم الأحد، استفتاء من شأنه أن يحدّد مستقبلها الاقتصادي، وسيصوّت اليونانيون خلاله على قبول أو رفض برنامج المساعدات الذي اقترحته الجهات الدائنة وترفضه الحكومة اليونانية وترى فيه إذلالًا للشعب اليوناني، إذ دعا الرئيس اليوناني، ألكسيسي تسيبراس، اليونانيين بالتصويت لـ'لا'. واتهّم وزير المالية اليوناني الدائنيني أمس السبت بـ'الإرهاب'.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد إلكو أن 44,8% من اليونانيين يعتزمون التصويت بـ'نعم'، مقابل 43,4% ينوون التصويت بـ'لا'، ليكون أول استطلاع يظهر تقدم 'نعم' على 'لا' في الاستفتاء.
إلّا أن هامش الخطأ في الاستطلاع يبلغ 3,1% ما يعني ان النتيجة النهائية لا تزال متقاربة.
ويعتبر نص السؤال محيّرًا لكثيرين، ويقول 'هل يجب قبول مسودة الاتفاق الذي قدّمته المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي في مجموعة اليورو في 25 حزيران/يونيو 2015 والمؤلفة من جزأين يشكلان معاً اقتراحا موحدًا؟ الوثيقة الاولى بعنوان 'الإصلاحات اللازمة لإكمال البرنامج الحالي وما بعده'، والوثيقة الثانية بعنوان 'الدين الاولي وتحليل الاستدامة'.
وحذّر قادة الاتحاد الأوروبي من أن التصويت بـ'لا' في الاستفتاء سيعرض وجود اليونان في منطقة اليورو للخطر.
واتهم وزير المالية اليوناني، يانيس فاروفاكيس، أمس السبت، الدائنين الدوليين بـ'الإرهاب' في حوار نشر اليوم، السبت ، قبل يوم من تصويت اليونانيين في استفتاء من شأنه تقرير مصير بلادهم في منطقة اليورو ذات العملة المشتركة.
وقال وزير المالية يانيس فاروفاكيس لصحيفة (إلموندو) الأسبانية إن 'ما يفعلونه لليونان له اسم وهو الإرهاب'.
وأضاف قائلاً "لما أجبرونا على غلق المصارف؟ لغرس الخوف في الناس. وعندما يتعلق الأمر بانتشار الذعر تسمى هذه الظاهرة بالإرهاب. ولكني واثق أن الخوف لن ينتصر".
وكانت قد فرضت الحكومة ضوابط رأسمالية وأمرت المصارف بالإغلاق يوم الاثنين في محاولة للحيلولة دون انهيار النظام المالي عقب توقف المحادثات بين أثنيا ودائنيها.
ولقي رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس، ترحيبًا شديدًا خلال تجمّع لأنصاره، شارك فيه حوالي 25 الفًا في وقت متأخر من يوم أمس الجمعة في أثينا، حيث دعا إلى التصويت بـ 'لا' في الاستفتاء، لدعم موقفه في المفاوضات مع الجهات الدائنة المتمثّلة بالاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي.
يشار إلى أنه سيتوجه اليونانيون إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، في استفتاء بشأن مقترح خاص بحزمة إنقاذ جديدة طرحها الداينون في حزيران/يونيو. وينظر إلى الاستفتاء على نطاق واسع كتصويت بشأن ما إذا كان يجب بقاء البلاد في منطقة اليورو من عدمه.
وزير الخارجية الألماني: خروج اليونان سيكون مؤقتًا
وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله، في مقابلة صحفية، السبت، إن أي خروج لليونان من منطقة اليورو قد يكون مؤقتا فحسب.
وأوضح شيوبله، في مقابلة مع صحيفة بيلد الأعلى مبيعا في البلاد أن 'اليونان عضو في منطقة اليورو. ليس هناك شك في ذلك. سواء مع اليورو أو دونه بشكل مؤقت. اليونانيون فحسب هم من يجيبون على هذا السؤال. والواضح أننا لن نترك الشعب في وضع حرج.'
وقال أيضاً إن مخاطر اتساع نطاق الأزمة محدودة. وأضاف أنه 'حتى لو وصل الأمر إلى انهيار بعض البنوك بشكل فردي، فإن خطر العدوى صغير نسبيا'.
وأوضح أنه 'لقد اتسم رد فعل الأسواق بضبط النفس في الأيام القليلة الماضية، وهذا يدل على أن المشكلة يمكن التحكم فيها.'
وقال إن أي محادثات مع اليونان بشأن اتفاق المساعدات مقابل الإصلاحات ستكون 'صعبة للغاية'، بعد الاستفتاء الذي يجرى غدًا الأحد، ولكن يتوقع أن تكون أوروبا أقوى مما كانت عليه قبل الأزمة اليونانية في غضون عام.
واستخدم قادة الاتحاد الأوروبي في وقت سابق، لغة غير دبلوماسية في تصريحاتهم بشأن اليونان ووجهوا مجموعة من الاتهامات إلى أثينا من بينها التوجه نحو الانتحار، والابتزاز، والكذب.