أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن الرئيس دونالد ترمب ألغى جولة مقررة إلى أميركا اللاتينية كان من المقرر أن تبدأ يوم الجمعة المقبل وذلك للإشراف على عمل عسكري في سوريا، فيما وصل المبعوث الخاص للرئيس السوري إلى العاصمة الإيرانية طهران بزيارة مفاجئة وسرية.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية سارة ساندرز إن الرئيس سيتغيب عن قمة الدول الأميركية الثامنة التي تستضيفها ليما عاصمة بيرو، ولن يتوجه إلى كولمبيا كما كان مقررًا يوم الجمعة المقبل.
وأضافت أن نائب الرئيس مايك بنس سيقوم بالرحلة بناء على طلب ترمب، مشيرة إلى أن الأخير "سيظل في الولايات المتحدة للإشراف على الرد الأميركي في سوريا ولمتابعة التطورات حول العالم".
وأفاد مسؤول أميركي لـ"الحرة" بأن الرئيس ترمب "يعقد اجتماعات مكثفة وأن القرار بشأن الرد على هجوم دوما قد يتخذ في أي لحظة".
وبدأ الرئيس الأميركي وفريقه للأمن القومي يوم أمس الاثنين بحث سيناريوهات ضربة عسكرية محتملة في سوريا ضد نظام الأسد ردا على هجوم كيميائي في دوما مساء السبت حصد أرواح عشرات المدنيين.
في السياق، وصل مبعوث الرئيس الروسي للشؤون السورية ألكسندر لافرنتيف في زيارة غير معلنة إلى طهران، وبحث مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني التهديدات الأميركية بشن هجوم على سوريا.
وناقش أمين مجلس الأمن القومي الإيراني والمبعوث الروسي الغارات الإسرائيلية على مطار التيفور والإجراءات التي اتخذتها طهران للرد على الغارات.
ونقل مراسل "الجزيرة" في طهران عن مصادر مطلعة قوله إن زيارة لافترنتيف جاءت مفاجئة بعد التطورات المتلاحقة في سوريا، موضحا أنه جاءت بعيدا عن وسائل الإعلام.
ولفت إلى أن لافرنتيف المكلف بالملف السوري عقد لقاء سريًا جدًا ومطولا مع شمخاني المسؤول أيضا عن الملف السوري في إيران.
وأشار مراسل "الجزيرة" إلى أنهما بحثا-بحسب مصادره- سبل الرد على الهجوم الأمريكي، خاصة حال تعرض القواعد والقوات الإيرانية للهجمات.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قالت إن أربعة إيرانيين -بينهم عقيد بالحرس الثوري الإيراني- قتلوا في غارات إسرائيلية أمس الاثنين على مطار التيفور قرب حمص، وهو ما رأت فيه وزارة الخارجية الإيرانية تهديدا للأمن القومي.
وجاءت الغارات الإسرائيلية على مطار التيفور بعد يومين من مقتل عشرات المدنيين في مدينة دوما اختناقا عقب شن هجوم بأسلحة كيميائية يتهم النظام السوري بشنها، وهو ما تنفيه دمشق وطهران وموسكو.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الضربة العسكرية الإسرائيلية لمطار التيفور "تطور خطير جدا".
وأضاف لافروف أن ما جرى يؤكد خطورة الوضع بعد تدخل "لاعبين خارجيين لم يدعهم أحد إلى هناك".
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات إسرائيلية هي التي قصفت مطار التيفور، مؤكدة أن الهجوم تم عبر المجال اللبناني بثمانية صواريخ، وقالت الوزارة إن المضادات السورية تصدت لخمسة صواريخ إسرائيلية خلال الهجوم على مطار التيفور، موضحة أنه لا ضحايا بين المستشارين العسكريين الروس في الهجوم.
من جهتهم، أفاد مسؤولون أميركيون الثلاثاء بأن الجيش الروسي يعمل على التشويش على طائرات أميركية مسيرة خلال تحليقها في الأجواء السورية.
ونقلت شبكة NBC الأميركية عن أربعة مسؤولين قولهم إن الروس بدأوا قبل أسابيع التشويش على بعض الطائرات الأميركية المسيرة في أعقاب "هجمات على مدنيين في الغوطة الشرقية يشتبه أن أسلحة كيميائية استخدمت فيها".
وأوضح المسؤولون أن الجيش الروسي كان قلقا من رد عسكري أميركي على تلك الهجمات فبدأ التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للطائرات المسيرة فوق المنطقة.
ولم تكشف وزارة الدفاع الأميركية عما إذا كان هذا التشويش يؤدي إلى تحطم الطائرات المسيرة لأسباب تتعلق بأمن العمليات.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون إن الجيش الأميركي لديه "إجراءات مضادة كافية وإجراءات حماية لضمان سلامة كل من طائراتنا المسيرة والمأهولة وقواتنا والمهام التي تدعمها".
وأوضح المسؤولون أن المعدات المستخدمة في عمليات التشويش طورها الجيش الروسي، مشيرين إلى أنها متطورة جدًا وتمكنت من اختراق بعض الإشارات المشفرة وأجهزة مضادة للتشويش.
وتأثر بالتشويش وفق المسؤولين، طائرات مراقبة صغيرة الحجم فقط وليس الطائرات الأكبر حجما مثلPredator وReaper التي تعمل في ساحات المعارك ويمكن تحميلها بأسلحة.