للمرة الأولى.. الهند تمتنع عن التصويت ضد ممارسات الاحتلال وإسرائيل تعده تحول تاريخي

مودي ونتنياهو في الأمم المتحدة، العام الماضي
حجم الخط

لاقى امتناع الهند عن التصويت في مجلس حقوق الإنسان لتبني تقرير لجنة التحقيق في العدوان الأخير على غزة, قبل يومين، استحساناً إسرائيلياً، فيما اعتبره مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية "نقطة تحول دراماتيكية وتاريخية" في العلاقات بين الدولتين.

وكانت الهند واحدة من خمس دول امتنعت عن التصويت وهي كينيا وأثيوبيا والبراغواي ومقدونيا، وصوتت الولايات المتحدة الأميركية وحدها ضد تبني توصيات التقرير.

وذكر تقرير في موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشر مساء أمس أن امتناع تصويت الهند نقطة تحول دراماتيكية وهي المرة الأولى منذ عشرات السنين التي تمتنع فيها الهند عن التصويت على قرارات أممية ضد الممارسات الإسرائيلية، إذ كانت الهند تاريخياً حليفة لدول العالم الثالث بما فيها الدول العربية، وكانت جزءًا أساسيا من مجموعة دول عدم الانحياز.

وعزا التقرير التغيير في الموقف الهندي إلى رئيس الحكومة الهندي الذي تولى منصبه العام الماضي، ناريندرا مودي، والذي يعرف بتعصبه القومي الهندوسي وعدائه لمسلمي الهند، ويسعى لتحويل الهند إلى ند قوي للصين، أمنياً واقتصادياً بالأساس.

ونقل التقرير عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن مودي يقود سياسة تقارب علني مع إسرائيل، ويسعى للتقرب إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ويرى في إسرائيل شريكة في الحرب على ما يسمى الإرهاب.

وبيّن التقرير أن نتنياهو تحادث مع مودي قبل التصويت في مجلس حقوق الإنسان، ولفت إلى أن 41 دولة بما فيها عدة دول صديقة لإسرائيل مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وكوريا الجنوبية واليابان صوتت لصالح القرار، إلا أن الهند قررت الامتناع.

كما لفت التقرير إلى أن المعارضة الهندية سارعت إلى مهاجمة قرار الحكومة الهندية المفاجئ بالامتناع عن التصويت، فيما بررت الحكومة قرارها بأنها ترفض ذكر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في توصيات التقرير، لأن الهند لا تعترف بالمحكمة.

وعلى الرغم من ذلك، وصف التقرير أن التصويت يكشف عن ما يمكن تسميته “علاقة عشق" جديدة بين تل أبيب ودلهي، إذ من المقرر أن يزور رئيس الوزراء الهندي إسرائيل حتى نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل، وهي الزيارة الأولى لرئيس وزراء هندي منذ بدء العلاقات بين الدولتين في العام 1992.

وفي هذا السياق، ذكر التقرير زيارة وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعالون، للهند في شباط/ فبراير الماضي، وهي الزيارة الأولى لوزير أمن إسرائيلي للهند، وأشار التقرير إلى أن وزير الأمن السابق، إيهود براك، حاول زيارة الهند في السابق لكن لم يلق حماسا هنديا لهذه الزيارة.

ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الزيارة المتبادلة تؤشر إلى أن الهند لم تعد تأبه بردود الفعل في العالم العربي والإسلامي على علاقاتها المتينة مع إسرائيل، إذ تشارك بإعداد مشروع مع إسرائيل لتطوير صواريخ ومنظومة دفاعية، بالإضافة إلى أن إسرائيل هي المصدر الأسلحة الثاني للهند بعد روسيا التي تحتل المرتبة الأولى وقبل الولايات المتحدة التي تحتل المرتبة الثالثة. وباعت إسرائيل الهند في الأعوام الأخيرة صواريخ وزواق عسكرية ورشاشات وطائرات بلا طيار وغيرها.

وقال يعالون خلال زيارته للهند إن العلاقة الأمنية بين إسرائيل والهند أصبحت في العلن بعد سنوات ظلت خلالها في الخفاء، متعهداً بأن تلعب بلاده دوراً أكبر في سعي رئيس الوزراء الهندي، مودي، لبناء قاعدة صناعية.

ومودي الذي يعتبر حزبه القومي الهندوسي أن إسرائيل حليفاً طبيعياً ضد التشدد الإسلامي عمد إلى تعزيز العلاقات مع إسرائيل والتقى برئيس حكومة إسرائيل في نيويورك العام الماضي.

وقدمت إسرائيل للهند عام 2004 ثلاثة من أنظمة فالكون أواكس للإنذار المبكر لتبدأ بينهما شراكة إستراتيجية.