كشفت مصادر مطلعة عن امتعاض القاهرة من نهج الرئيس الفلسطيني محمود عباس -الذي وصفته بالمتشدد- تجاه الوضع في قطاع غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما طلبت السلطات المصرية من عباس عدم التمادي في انتقاد الإدارة الأميركية لتسهيل مهمة الدول العربية في إقناع واشنطن بإدخال تعديلات مهمة على صفقة القرن.
وكشفت مصادر مطلعة، أن الرئيس الفلسطيني التقى في رام الله مؤخرا الوفد المصري برئاسة القائم بأعمال جهاز المخابرات المصري اللواء عباس كامل، حيث قدم عباس مطالب لينقلها الوفد إلى قيادات حماس، وعلى رأسها ضرورة أن تسلم الحركة في غزة كل الأجهزة القضائية والإدارية إلى جانب الجهاز الأمني.
وتضمنت المطالب ضرورة تمكين حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله من مفاصل قطاع غزة، مع رسالة تهديد ضمنية حمّلها عباس للوفد المصري تشتمل على عقوبات تفرضها السلطة الفلسطينية على حماس إذا لم تنفذ المطالب.
وفي هذا السياق، منح عباس حركة حماس مهلة 60 يوما لتنفيذ المطالب أو مواجهة عقوبات تشمل قطع إمدادات الطاقة ورواتب الموظفين والتعامل مع غزة على أنه إقليم متمرد.
لكن الجانب المصري -بحسب المصادر- تحفظ على المطالب ورسالة التهديد، وثمن تعاون حركة حماس مع القاهرة، ولا سيما فيما يتعلق بالتسهيلات التي طلبتها السلطة الفلسطينية من حماس منذ استهداف موكب الحمد لله ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، لتأكيد براءة الحركة وعناصرها من محاولة اغتيال الحمد الله.
كما عبر الوفد عن رفض مصر أي محاولة لإرباك المشهد الفلسطيني قبل القمة العربية المرتقبة التي يجري خلالها تنسيق مصري فلسطيني أردني لصياغة موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية تتبناه القمة.
في المقابل، قدم الوفد المصري لعباس وحماس مقترحا وسطا بإنشاء أجهزة أمنية فلسطينية مهنية بشكل وطني بعيدا عن أي محاصصة فصائلية.
وطلب الوفد من الرئيس الفلسطيني عدم التمادي في انتقاد الإدارة الأميركية لتسهيل مهمة الدول العربية في إقناع واشنطن بإدخال تعديلات مهمة على صفقة القرن بما يلبي طموحات الفلسطينيين ولا يمس حقوقهم التاريخية الثابتة، ومنها ضرورة أن تكون القدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية مع حل الدولتين.