بسلاسة درامية عذبة وهادئة حقق المسلسل الخليجي الجريء (ذاكرة من ورق) للكاتب عادل الجابري والمخرج علي العلي الذي تعرضه قناة( mbc دراما) عن هموم وواقع المبتعثات في الخارج نسبة مشاهدة عالية لأنه جاء بكافة عناصره دراما خليجية شبابية بامتياز،أبطاله الرئيسيين نجوم شباب تميزوا بأدائهم الدافيء الطبيعي وبالأخص: علي كاكولي وشجون الهاجري وهنادي الكندري وعبدالله الطراورة وريم أرحمة وعيسى ذياب وعبدالله السيف وفاطمة الصفي وصمود، وكانوا النجوم الكبار هذه المرة مساندين لهم وضيوف شرف ليس إلا.
لماذا يهمش المنتجين العرب نجوم الخليج الشباب من أعمالهم العربية المشتركة؟
ونجوم (ذاكرة من ورق) مؤهلين بموهبتهم وقدرتهم على التنوع وتقديم مختلف الأدوار الرومانسية والمركبة على اختراق الدراما العربية في مصر والعالم العربي فلماذا يهمش المنتجين العرب هؤلاء النجوم الشباب من أعمالهم العربية المشتركة التي يتألق فيها نجوم سوريا ومصر ولبنان والأردن وتونس والمغرب والجزائر؟ حيث لم تعد اللهجة عائقاً لإتقان ممثلين كثر اللهجة البيضاء المستخدمة في الدراما أو اللغة العربية الفصحى المستخدمة في الأعمال التاريخية وبالتالي لن يعجز أيضاً الفنان الخليجي عن إتقان اللهجة المستخدمة في العمل العربي المشترك،وخاصة أن معظم الأعمال المشتركة يقف وراء نجاحها الفني والتجاري تمويل خليجي،ولا بد أن العنصر الخليجي في هذه الأعمال سيثير فضول الخليجي لمتابعتها أكثر من قبل.ومن هؤلاء النجوم :
علي كاكولي في (ذاكرة من ورق) سيكون الحصان الأسود للأعمال الدرامية القادمة.
من عمل لآخر يثبت الممثل الشاب علي كاكولي قدرته على تطوير أدواته ومهاراته كممثل فبعد أدائه دور القاتل مع هدى حسين في مسلسل (بسمة منال) لتعرضه ووالدته لظلم فادح أجبره على القتل ،يعود هذا العام بدور صعب ومركب نفسياً لشاب فقير مقيم ببرلين منذ سنوات، يدفعه فقره وغضبه من التمييز الطبقي إلى العمل مع عصابة كما يساعد المبتعثين للدراسة في برلين في حل بعض مشاكلهم ،ويقيم علاقة صداقة طيبة مع فجر (شجون ) التي تصدم بمعرفة أن والدها قد تبناها وليس والدها الحقيقي،وتصدم أكثر حين تعرف أن غانم شقيقها وارتبط بصداقة معها ليحميها بطلب من والدها الذي تبناها،،وتبدأ فجر منذ معرفتها حقيقة والدها المزيف في فقدان ذاكرتها الهشة كنوع من رد الفعل النفسي السلبي على تحطم ثوابتها العائلية.
وعلي الكاكولي الذي قدم بدور غانم شخصية مركبة متناقضة يتنازعها الحب والحنان والقسوة والسادية في آن على مدار الحلقات الأفضل أداءً بين نجوم (ذاكرة من ورق) الشباب ومتوقع له أن يكون الحصان الأسود في الأعمال الخليجية القادمة لقدرته السهلة والطيعة داخلياً على النجاح مع أي ممثلة كبيرة أو شابة،فقد نجح مع هدى حسين في الأمس،ونجح اليوم مع شجون.وهو بإتقانه اللغة الألمانية ببراعة وفي سرعة قياسية مؤهل بقوة لأن ينضم إلى نادي النجوم العرب الذين يقدمهم المنتجين العرب في الأعمال العربية المشتركة التي أصبحت ظاهرة إيجابية ومربحة للمنتج وللمشاهد الذي يشاهد نخبة النجوم العرب في عمل فني واحد،وعلي كاكولي نجم عربي قادم بقوة في السنوات القادمة.
شجون الهاجري فنانة مختلفة جداً بكافة أدوارها
وشجون الهاجري ممثلة مختلفة جداً بكافة أدوارها المنوعة ،وبجرأتها على تقديم أدوار مركبة قد تخشى غيرها الإقدام عليها في مجتمع محافظ لكنها تؤدي بصدق متماهي مع الواقع وتخرج المضيء والمعتم في شخصياتها الدرامية،ولم تحتج كغيرها لجمال وأنوثة حتى تدخل قلوب المشاهدين وهذا إنجاز يحسب لها. وبأدائها الحار الموجع لشخصية فجر المتبناة التي فقدت ثوابتها العائلية خلال غربتها في بلد أوروبي بارد أكدت إنها موهبة شابة قابلة للنضج والإكتمال في أعمال قادمة.ومؤهلة كشريكها ببطولة (ذاكرة من ورق) بالإنضمام لنادي النجوم العرب المرشحين للأعمال العربية المشتركة التي يشارك فيها نجوم عرب أحياناً دون أن يضيفوا جديداً لها سوى وسامتهم وأسمائهم المكرسة.
ريم أرحمة تفاجيء الجمهور بدور نفسي مركب
وفاجأت الممثلة الشابة ريم أرحمة جمهورها العربي بدور نفسي مركب بأدائها الطبيعي المتقن للطالبة مشاعل المبتعثة في برلين التي تحب المخرج المسرحي نواف من طرف واحد،وترفض تركه وشأنه بإصرار نادراً ما تقدر عليه فتاة محافظة عندما يرفضها شاب وتصر على الإرتباط به رغماً عنه، وتتطفل بجرأة في حياة شريكتها نجد بالسكن التي تتعرض لخطر الإختناق بالغاز جراء إهمالها،وترمي شباكها لهدف مجهول على فواز شقيق زميلتها شوق المتهور ،وحياتها تسير على حافة الشك واليقين والحب والكره.
ريم أرحمة قادرة على تقديم أدوار الشر وغيرها من الأدوار الصعبة بإتقان مثير للتقدير.